16 سبتمبر، 2024

الإمارات: الكتابة بوصلة أحمد بالحمر في “آناء الليل”

٠٢ ٥٢ ٥٨ 20231211858103847e

 حديثًا صدرت مؤخراً المجموعة الشعرية “آناء الليل” للشاعر الإماراتي أحمد عمر بالحمر، عن دار ناريمان للنشر والطباعة والتوزيع في لبنان، وتقع المجموعة في 160 صفحة من الحجم المتوسط، وتضم 127 نصاً شعرياً قصيراً ومختزلاً، تنتمي لقصيدة النثر.

تحمل معظم القصائد عناوين من كلمة واحدة، ومنها، اشتياق، تراب، فقيدي، فراق، أصدقائي، قسمة، هروب، تسرب، نقطة، مكيال، توارد، حيرة، استسسقاء، احتراق، ظل، حكايتنا، حدود، الأيام، …إلخ، لكن القارئ لن يجد  بين صفحات المجموعة نصاً يحمل عنوانها “آناء الليل” مثلما اعتاد شعراء آخرون على ذلك؟

معظم نصوص الشاعر وجدانية عاطفية، تعكس نظرته تجاه الحياة، وتحمل من معان الليل حزنه ومفرداته وأجوائه الكثير، ولعل ذلك كان سبباً لعنوان الديوان، بالإضافة لما  كتبه الشاعر على غلاف الكتاب الذي يكتسي بسواد ليل حالك، فنقرأ هناك:
كتبته في آناء الليل وشوارع الذكريات
وكأنني في كل خطوة
وفي كل كلمة
أرسم الطريق إلى قلبي
فأمسكت بيد القصيدة ومشيت.
وهنا نستشف ما تمثله الكتابة لشاعرها، فهي بوصلته في دروب الحياة، أما القصيدة التي ترافقه في رحلته فهي صديق وفيَ، يستند على ذراعه، ويشد من أزره.

يقول أحمد عمر بالحمر الذي يحمل بكالوريس في الهندسة، ويعمل في مجالها: “بدأت رحلتي مع الكتابة منذ حوالي 10 سنوات، ثم كتبت عامود صحافي دوري بعنوان “برودكاست” في صحيفة الأنباء الكويتية، عقب ذلك كتبت في صحيفة “روز اليوسف” المصرية في نفس الفترة تقريباً، ولاحقاً جمعت المقالات وأصدرتها في كتاب بعنوان “ممكن نتعرف” عن دار الرائدية للنشر والتوزيع في السعودية، وكانت المقالات متنوعة، لكن الغالبية العظمى منها اجتماعية تناقش مشاهد تستوقفني من واقع الحياة وما بها من أحداث يومية.
وعن تطوير موهبته الأدبية أكد بالحمر لـ24: “أن عملية التطوير الذاتي للإنسان تبدأ ولا تنتهي، وهي متواصلة لا تتوقف، ومنذ الطفولة صاحبني شغف القراءة ونهم المعرفة، وما زال يرافقني لغاية اليوم”.
وبالنسبة لأهم الكتاب الذين تأثر بكتاباتهم، قال: ” قرأت لكثير من الكتاب والأدباء، ولم تشدني الأسماء أبداً، بل كانت تجذبني قوة الكلمات المكتوبة وعذوبتها ومدى تميزها، ولم أتأثر بكاتب دون غيره، فجميع ما قرأت من كتب أثرت بي بطريقة أو بأخرى، ولا شك بأنني أيضاً قد أثرت بفكر آخرين ممن قرأوا لي، نعم فالعملية أقرب ما تكون إلى العدوى التي تنتقل دون أن نشعر بها”.
أحمد بالحمر يكتب بالفصحى والعامية، وفي إطار رده على سؤال أيهما أقرب لقلبه، وكيف يحدد نوع القصيدة لحظة الإلهام، أضاف: “كافة الأجناس الأدبية محببة لنفسي وقريبة من ذائقتي الأدبية، ولكن اللهجة العامية تكاد تكون أقرب للمستمعين، كونها لغتهم الدارجة، أما الإلهام فأعتبره كائناً غريباً يزور الإنسان دون استئذان أو مقدمات، يفاجئنا في أغرب الأوقات و الأماكن، وبصراحة تامة أنا لا أختار شكل القصيدة وهويتها عندما أكتب، فالكلمات هي سيدة الاختيار، وهي التي تفرض حضورها وشكلها على البياض، وتحدد متى تبدأ ومتى تنتهي كما تشاء”.
وأثناء تعليقه على اتجاه العديد من الشعراء في العصر الراهن لكتابة الرواية، وهل سيظل بالحمر مخلصاً لحقل الشعر، أم يفكر في كتابة عمل روائي، أجاب: ” حتى هذه اللحظة لا نيّة لدي لكتابة عمل روائي، ولكن مستقبلاً لا أعلم هل سأطرق هذا الباب أم أظل متشبثاً في مكاني القديم ووفياً للقصيدة فقط”.
وبالنسبة لمصدر الإلهام في قصائده أو في مقالاته، ذكر: “الأفكار تولد في وجدان الكاتب من خلال احتكاكه مع الناس والمجتمع وتعامله اليومي معهم، ومن خلال متابعته لما يحدث في العالم حوله”.

يذكر أن أحمد بالحمر شارك في العديد من الأمسيات الشعرية في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وفي جهات ثقافية أخرى، ودأب على حضور ومتابعة الأنشطة والفعاليات الثقافية، وسبق أن صدر له ديوان “محتلني” في اللهجة المحكية، عن دار نبطي للنشر، وترجمت بعض أعماله للغة الإنجليزية.
وتحت عنوان “فقد” في مجموعة “آناء الليل” الشعرية نقرأ:
أنت
لم يتركك ظلك منذ طلوع الشمس
حتى جاء المساء يزفه البدر والنجوم
كم أنت محظوظ
أنا أشرقت شمسي، وغابت
وما زال ظلي مفقوداً.

عن المؤلف