كتبت: رضوى سامح عبد الرؤوف
حتى بطفولتنا كان يقولون لنا استماع حديث الكُبار أهم من آرائنا؛ لأن مهما بلغنا سوف نجد الأكبر منّا بالعُمر، وبالخبرات مثلما يقولون.
حتى بالمدرسة يخبروننا بالقواعد، وبأهمية تنفيذها بكل دقة من رغم إنهم لا ينفذون قواعد التدريس أو الإهتمام بدورهم كمُعلمين.
كانوا يقولون لنا أن الغش حرام؛ ولكنهم وقت الإختبار يقولون لنا ساعدوا زملائكم، الذين لا يستطيعون الإجابة عن الأسئلة…الخ.
منذ الطفولة يقولون لنا أن الكذب حرام وخطأ كبير؛ ولكنهم هُم مَن يكذبون علينا، يقولون لنا النميمة حرام.
ولكننا إعتدنا منذُ الطفولة رؤية الكُبار جالسين يتحدثون عن الناس الآخرين، ولا يتركون سيرة أحد دون ذكرهُ كيف هذا؟ أيعقل ما يحدث هذا؟
ولماذا يتحدثون عن التعليمات ومحاولتهم تعليمها لنا في حين إنهم لا يلتزمون بها؟ أصبحت حياة بمثابة حرب بين الأطفال والبالغين، بين الصواب الخاص بعقول الأطفال.
وبين الخطأ الذي يعتمدنهُ الكُبار، بين ما يمكننا فعله وبين ما مطلوب منّا بشكل إجباري فعلهُ، أريد معرفة إلى متى سنعيش بتعليمات في حين أن لا أحد يلتزم بها؟
ولماذا لابد أن يُنفذها الصغار في حين إننا لا نعتمدها بحياتنا؟ وكل هذا تحت مسمى واحد فقط ” لابد لاستماع لحديث الكُبار؛ لأنهم يدركون الكثير من الأشياء.
ولديهم خبرة بالحياة أفضل منّا” في حين إنهم لا يلتزمون بشيء، وعندما نستفسر ونسأل لماذا نفعل ذلك؟ ولماذا هذا لا؟ يقولون بنبرة حادة “استمعوا لحديثنا دون نقاش.
لأننا نعرف أكثر منك” والحقيقة أن أغلبهم، لا يعرفون معنى تلك القواعد وما أهميتها بحياتنا؟
ولكنهم يفعلون كما فعلوا والديهم معهم منذُ طفولتهم، ويقولون لنا ما تم استماعهُ من والديهم بطفولتهم، دون فهم أي شيء؛ ولكنهم إعتادوا على ذلك مثلنا.
المزيد من الأخبار
الركن الآمن
غربت الهدنة
أكتب أنا!