10 نوفمبر، 2024

ضميري

Img 20231120 Wa0000

كتبت: فاطمة حجازي

 

عندما تكون روح الإنسان تطير وبخف الريشة، حينما تكون النفس ثقيلة أمارة بالسوء والناس لم تبقي كما كنا بالسابق.

كبرنا وكبرت الهموم معنا، وتقطعت قلوبنا لفقدان الشغف.

والشعور بالحياة عندما تقاس كل المقاييس لقلبي التائه في دائرة الحياة.

اصبح الوضع مرعب جدًا بشكل لا يوصف؛ الحياة اصبحت رياح باردة وسط عتمه وطقس قارس يا لها من معادلة يصعب حل رموزها.

 أنا داليدا في العمر 20 يعني عمر الشباب في وقت اصبح الشباب عجائز من الشقاء، وأصبحوا آلات كالشاشات التي تنظر إليها.

أصبحوا رموز عصر التكنولوجيا وفر لنا الكثير؛ ولكن محى أكثر مما أعطى، محى الود بين الآخرين.

أصبحنا ريبوتات تتحرك ببطئ  وتناول لنفسها لا كيف ذلك؟ بل ينادون من يساعدهم؛ لتناول المياة لم يصبح المجتمع به تعاون.

وحركة مرونة، وضحكة اصبحت رسالة عبر الإنترنت؛ حتى المشاعر أصبحت من وراء الشاشة، العائلة أصبحت مفككة.

منشغلة، ونسوا القرب والدفيء بالاجتماع كل واحد أصبح بملكوت آخر غير الآخر، يصبحون على بعضهم برسالة وليس بلسانهم.

أصبح الهاتف بدلاً من المساعدة، فجوة بين الاسرة والأصدقاء.

 كنت البنت الوحيدة لأبي وأمي المدللة بين إخوتي الشباب، وكانت طلباتي كلها مجابة؛ ولكن أصدقائي دائمًا يأخذني لأفعل ما لا أريد فعله.

كمرافقة شباب بالمدرسة، باسم الحب وأني لم اعش سني، ضعي مساحيق التجميل؛ لتصبحي أجمل وعلى الموضه.

أرتدي هذا البنطلون؛ ستصبحين ولا أروع؛ لا تقومي بارتداء هذه الجيبة ليست جميلة عليكِ ولما البلوزة طويلة؟

ضيقيها وأجعليها أقصر من ذلك؛ ستصبح أروع وأنا كرهت حياتي، فأصبحت واحدة مصطنعه لست ما أنا عليه.

كل شيء متحكم بي؛ وأنا لا أريد ذلك، كنت أحب أن أرتدي الثياب الفضفاضة، أؤمن بأن جمالي الطبيعي أجمل بكثير من ألف مستحضر.

وإن حجابي أجمل من الشعر الظاهر؛ وأنا إن كنت أنوي إظهار جزء من شعري وأريه للناس لما لا أزيل الحجاب ويروه كله هكذا.

هكذا بارز والناس تراه؛ لكن لا لن أفعل هكذا، سأتمسك بحجابي ولن أبين شعرة واحدة منه.

سارة:

داليدا لما أنتِ شاردة هكذا فيما تفكرين؟ كوني معنا؛ سنذهب الليلة لنسهر في  في مكان رائع، أروع من حفله أمس.

 داليدا:

سارة أنا لن أتي معكِ، أذهبي وحدك أنتم تجلسون، وتتسامرون مع الشباب، وتضحكون سويًا وأنا لا احب ذلك بتاتًا أنسي أن أتي معكم.

سارة:

تعالي صدقيني هيا لا تعقدي الأمور ياحبيبتي، أنتِ فتاة في سن العشرينات يعني انطلقي وأطلقي العنان.

هيا لا تعقدي الأمور وانطلقي في الحياة وتحدثي مع ذلك، وأتركِ هذا واضحكي مع هذا لا تشعريني؛ وكأنك بعمر المرأة في 60 عامًا.

هيا لا تكبتي ذاتك، وأخرجي، ولفي أنحاء البلاد؛ ستعشين في راحة وسعادة، بلا تحكمات وقيود ليس لها داعي  هيا تعالي معنا ستجدين السعادة.

 داليدا :

وهل أنتِ تدركين بأن السعادة ما تفعلوه هو الراحة والانطلاق؟ اعذريني، فذاك انحلال وأني عندما أحافظ على ذاتي من فتن الدنيا.

أصبح معقدة، وأكون عجوز بعمر ال 60 بالله عليكِ لن اذهب اتركيني وحدي، لا أريد الذهاب معكم أرجوكِ أعفيني من تلك الخروجات الضالة لقد تعبت.

 ليلي:

هيا بنا يا داليدا، أنتِ  في كل مرة تقولي لنا هذا وتأتي في آخر المطاف لما كل هذه المجادلة السخيفة؟

هيا حتى لا نتأخر عن باقي الأصدقاء.

وجذبوها تلك المسكينة، ضحية أصدقائها واصبحوا يسيرون في  طريق الضلالات وهي تتبعهم؛ لأنه كانت هناك مقوله تقول” إن الزن على الأذن أمر من السحر”.

وهي كانت تخضع مستسلمه  لرغباتهم وحياتهم الفاسده لا يوجد بها ذكر الله كلها حياة هوائية طائشة، لا يوجد بها حياة؛ سوى انحلال.

داليدا وهي عائدة إلى منزلها  في منتصف الليل

 والدها:

أين كنتِ يا هانم وآتية الساعة 12 ألا تعلمين أن لكِ ما يقلقه أمركِ ويخاف عليكِ أنتِ خرجتي عن السيطرة.

وكأن لم يكن لديكِ ما يحكمكِ، وكأني توفيت ولم أكون موجودًا بحياتكِ أدخلي غرفتكِ حالاً، ولا يوجد خروج بعد اليوم من المنزل.

اليوم؛ سأرى غدًا ما سأفعله معكِ في وقت لاحق، أنا سأعلمكِ الأدب من جديد. 

 داليدا تبكي لما أنا هكذا ضيعت نفسي ونولت العقاب عندما ذهبت معهم؟ أنا سيئة، سيئة وتلقي أشيائها في كل مكان على الأرض.

سأموت من الوجع، وكل الوقت اخطأ وأقول: سأتوب وابتعد عن الطريق؛ لكن أصبح  أسوأ من ذي قبل، لما أنا كذلك؟

أنا مذنبة يا رب، لقد تعبت؛ أهديني وأرجعني عن طريق  الضلال، أرجعني لك ولطاعتك يارب، وعبادتك.

أنا لم أعد قادرة على احتمال كل هذا  الموت أهون من أن اعصيك بذلك النحو آه وهي واضعه يدها فوق رأسها بحزن.

آتت إليها رسالة من البريد ” أستاذة داليدا هذه  الرساله  بعثت إليكِ  تفضلي أمضي بالاستلام”.

 داليدا:

حسنًا شكرًا، وقفلت الباب تفتح الرسالة مكتوب فيها: ألا بذكر الله تطمئن القلوب “

اعيونها دمعت وتنظر إلى ظهر الجواب ” كلا لا تطعه واسجد واقترب “

والله آتت في وقتها وأشتمت رائحة الجواب، وجدت رائحته مسك.

الله رائحته جميلة جدًا، وذهبت لتبدل ثيابها، وتوضأت، وصلت وعندما انتهت من الصلاة؛ جلست  تدعي على المصلية: يارب أنا تعبت، ضميري يقتلني، نفسي تقتلوني.

حقًا لم أعد اطيق نفسي بعد الآن  يارب؛ أنا تعبت كثيرًا من أني كل الوقت أقول لك، واعدك أني لم اقترف أي ذنوب مرة ثانية.

وأفعل وأني لن اخرج معهم مرة أخري؛ وافعل، وافعل ما يقولونه لي ويتلاعبون بعقلي ويسيطرو علي بأفكارهم.

ويجعلوني أستمع إليهم؛ وافعل ما يدلونه علي وهل أنا الجاني أم الضحية؟ آه أنني حقًا لم أعد قادرة على الاحتمال.

انهارت في البكاء وهي تناجي ربها، وتتوسل إليه يغفر لها، ويرحم قلبها المنعصر من حرقه آلامها بالمعصية نفسًا لوامه تلومها بالصواب عند الخطأ.

روح طاهرة بريئه تلومها، الضمير اليقظ الذي يوقظ النائمين في غافلة الحياة وفي دوامة ليس لها نهاية.

والطريق مسدود والحل في إيقاظ الضمير النائم منذ قرون. 

 ونامت وغفت بالنوم، غرقت بالحلم ورأت بمنامها ملاك ابيض وجاء إليها داليدا: لا تبكي، ولا تحزني إنه علينا هين.

يا داليدا ابتعدي عن السوء، وأجعلي ضميرك دائمًا يقظ، وأجعلي قرارك للصواب في النور ولا تترددي لقول” لا”.

في القرار الصحيح الفعل الذي يختبئ في الظلام والخوف يملؤه لا يتوجب فعله؛ النور للصواب، والظلمة للغفله.

يا داليدا، إبتعدي عن العتمة تقتربي للنور ولكي السلام منا إن كنتي عفيفة؛ فالحياء والتعفف تاج المراة وروحها.

لا تفقدي روحك في دائرة الحياة، كوني كما تحبي أنتِ؛ وليس ما يريده الناس، كوني طبيعية ولا تكوني مصنعة.

ارجعي لسيرتك الأولى لحيائك، وتقربي لربك، وأيتعدي عن اصدقاء السوء والافعال المحرمة.

• داليدا :

ومن أنت؟ النور آتي معك حين أتيت.

أنا هي أنتِ يا داليدا، أنا هي أنتِ، أنا من جئت أيقظكِ من غفلتكِ؛ أعطي لكل حق حقه ووقته.

فالعائله لها حق عليكِ، والصحبة الطيبة من حولكِ؛ انظري جيدًا ستريها، والحب لديكِ سائد أتركي الهاتف ولا تمسكيه؛ إلا للضرورة.

وأمسكي مصحفكِ، أزيلي غبار المهاجرة وابدأي رحلة من جديد مع صراطك المستقيم  مع رب العالمين.

وهي أنتِ أنا حقًا من تكونين يا ملاك من نورك وجمالك؟

أنا ضميرك النقي الطاهر، روحك الحلوى التي دفنتيها في عاتمة الحياة.

 أنا، أنا هكذا ضيعت حياتي على أشياء لا تستحق تضيع الوقت؛ سأستغل الوقت للحياة الجميلة كما كنت.

الصداقة الطيبة، والدفء الأسري مع عائلتي، وعلاقتي مع ربي؛ ولكن انتظري أنتِ من تكوني؟

استيقظت داليدا؛ سجدت لله شكرًا وبعثت رسالة لاصدقائها مكتوب فيها: علمت أنكم لما تكونوا لي خير صديق.

بل كنتم ترشدوني لأسوء الطريق؛ لعتمه والظلام، وليس طريق النور  أتمنى من الله أن يغفر لكم، ويسامحكم لما اقترفته من إثم ومعصية.

فأنا التائبة من الذنوب، ومهما عصيت سأتوب؛ ولكن أتمنى أنكم أنتم أيضًا تقتربون من الله يسعدكم، فها قد وصلنا إلى مفترق الطريق أستودعكم الله.

وأغلقت هاتفها، وذهبت لأهلها، وتقبل يد أمها وأبيها، واحضتنتهم: أمي أبي إني أحبكم جدًا، أغلقوا الهواتف.

فقد حان لحظة الدفء والحنان كما كنا في الماضي، اشتقت إليكم كثيرًا.

 ونحن أيضًا  يا حبيبتي؛ وعم بالحب، والدفء، والاستقرار.

• والدتها :

ولكن يا داليدا من غيركِ هكذا؟

• داليدا:

أنه ضميري يا أمي، واحتضنت أمها جلسوا معًا يضحكون، يتحدثون ويعيشون.

يتنفسون بدفئهم، واقترابهم، وحبهم الذي أثمر عليهم بالود والحنان.

ليس بالبعد ولا بالهاتف؛ أنه الضمير، أيقظوا الضمير؛ تستيقظ الحياة.

…..تمت ……

 

 

 

عن المؤلف