ماذا تريد من العالم؟

Img 20231117 Wa0007

كتبت: هدي محسن محمد

 

أجاب بعض الشعراء عندما سئلوا: ماذا تريد؟!

فقال محمود درويش: لا شيء يعجبني أريد أن أبكي.

 

وقال لوركا: أريد أن أنام قليلاً دقيقة أو قرن.

 

ولكن قال الماغوط: لا أريد شيئًا، فطوال حياتي وأنا اركض ولم أصل؛ إلا إلى الشيخوخة أيها النساجون، أريد كفنا واسعًا لأحلامي.

 

وعندما سالت ماذا تريد؟

كانت إجابتي: أريد أن أرضي الله،

أريد أن أعيش بسلام، أريد البوح بكل شيء بداخلي؛ بدون قوانين، بدون أن يخبروني أي أحد لماذا؟

أريد الخروج من هذا العالم البائس، اريد  أن استيقظ في أحد الأيام وأنا بكامل حياة، والنشاط، والطاقة، واستمر بتحقيق تلك الأحلام المبعثرة.

أريد أن أبقى بخير ويهدأ عقلي قليلاً من التفكير بكل شيء يهلكني، أريد أن أرتاح لو قليلاً؛ فإنني تعبت من الركض كل يومًا.

لأحقق شيئًا بسيطًا من أحلامي وعبثًا أشعر إنني اركض بلا نهج ضرب القلب في أعماق كل منا وجع لا يعلم به؛ إلا هو، لا يشعر بمرارته سواه.

في داخلنا قصة أثرت في حياتنا، تجربة اختصرت كل مراحل نضجنا، موقف صعب وخيبة صدمتنا، وأضعفتنا.

أحيانًا نتمنى إذا أوقفنا الزمن على أشياء أسعدتنا، وأحيانًا أخرى نتمنى أن تختفي أشياء من الزمن وكأنها لم تحدث أبدًا.

تمر لحظات على الإنسان يود أن يتوقف عن الحديث؛ حتى مع نفسه أن يعيش في صمتٍ كامل، بلا كلمة، أو فكرة، أو شعور أمس انتهينا؛ فلا كنا ولا كانا يا صاحب الوعد.

اجعل الوعد نسيانًا، طاف النعاس على ماضيك وأرتحلت حدائق العمر بكيًا؛ فاهدأ الآنا مهما كان العالم سيئًا، حافظ على براءة قلبك كما هي.

أحيانًا يبدو الأمر معقد؛ لكن يد الله حنونة عندما تكون على يقينٍ، بأن الله مدبّرك لن تهتم لعواصف قلقك.

مؤلم عندما تكون مبدعًا في إسعاد الآخرين، وأنت عاجز عن إسعاد نفسك؛ لا تحاول العبث بقلبي صحيح أنك نقطة ضعفي.

لكن لا تنسى انك نقطة؛ فأنا كنجمة وحيدة بين كواكب باردّة ومُظلـمة لكل شٍدة مُدة، وكل ضيقٍ له مُتسع.. هكذا هي الحياة، يتعاقبُ فيها نهارٌ مُضيء وليل مُظلم، تارةً يُخالجك الألم، وتارة يُصالحك الأمل.

 

عن المؤلف