كتبت: علياء زيدان
في منتصف الليل، أنظر لتلك السماء الصافية المزينة بنجومٍ تجعلها منيرة بشكل مبهج.
يا صفو هذه الساعة
يأخذني عقلي سابحًا في فِكرِه الطويل، بعيدًا عن واقعية الحياة بعض الشئ.
بعض من الوقت حتى يتم ترتيب الأفكار في عقلي بطريقة سلسة، وهنا قد وصلنا لتلك المحطة.
أهم محطة في الطموح؛ يأخذ الأنفاس ويسلبُها سلبًا، تلك المكانة وذاك السعي وكل هذه الآمال والطموحات التي يرنو إليها أي إنسان.
لكن في نفس اللحظة يفيق عقلي، كأن لدغة ثعبان سام تسربت في سائر جسدي.
نعم، نحن بالفعل نعيش في رفاهية وسعادة ونِعم ليست مُدركة للكثير من الناس.
هؤلاء المنكوبون في فلسطين، الدماء يتجلى لونها في كل شِبر من الأرض.
الرائحة كأنها الهواء الذي يتنفسون، يغادرون كما حضروا؛ طاهرون من الخطايا.
شهداء أحياء عند ربهم يرزقون، ليسوا أرقام فقط أو أسماء لنحفظها.
ليسوا مجرد قتلى في تلك الأيام من الحرب.
أنهم كانوا ولأشد الأسف أن ينطق لساني بلفظ عن كونهم ماضٍ، كانوا أرواح بيننا.
طموحات وأفكار، سعيٌ وأحلام، بسمات وضحكات تنير ربوع غزة، صحبة لمرير الأيام.
أنوار تنير سماء غزة، حاملون همّ الوطن حتى الرمق الأخير، مناضلون متمسكون بالعِرض والأرض.
مطالبون بالحق والنصرة، خير شعوب الأرض، هؤلاء ليسوا كسائر البشر، لم يكونوا مثلنا يومًا.
رأيت في هؤلاء الصفوة من الناس الكثير من الصبر والجلد.
ورأيت فيهم حَمية الجاهلية والنخوة المنزوعة من العرب.
حتى الصِغار يحفظون كتاب الله وأحاديث نبيه المصطفى، أناس أولى بأس شديد، أشداء، رحماء على المستضعفين، قلوبهم لا تضخ دمًا.
بل حبًّا لم أجدّ مثله في إنسان، رغم كل هذه السنوات من الاحتلال والقصف والشهادة ودنو الموت.
لا تخليّ ولا انحناء رأيته فيهم، هؤلاء القوم أحبوا الشهادة ولقاء العزيز الحكيم أكثر مما أحبّ بنو صهيون الحياة.
فهؤلاء يودون لو تؤخر الساعة ليومٍ غير معلوم. أما عن الصغار الذين ماتوا.
قتلوهم لأنهم الجيش الذي سيكبر على حبّ الوطن والسعي للحرية.
طوبى لتلك الأم التي ربت مثل هؤلاء، عقيدة ودين وإيمان لا يحمله غيرهم من الناس في مثل هذا العمر حتى وإن زادوا عليهم أضعافًا.
وطوبى للحرية وحماة الأرض والعِرض، طوبى لحَملة راية طوفان الأقصى.
دام الأقصى لكل إنسان مؤمن مسلم حر أبي، يرفض الظلم ولو على رقبته السيف.
دامت الأرض خصبة مادام فيها أبو عبيدة، إنما النصر صبر ساعة يا أل بيت المقدس.
السلام على أرواح الشهداء.
المزيد من الأخبار
العنوان_في_السطر_الثامن
مسك الختام
نهج النبي؛ سراج في ظلام الفتن