5 نوفمبر، 2024

مقال: إنه السلام

Img 20231025 Wa0019

 

الكاتبة: فاطمة محمد أحمد

إنه السلام



إذا رجعنا بالتاريخ إلي الوراء، سنجد أن كل التاريخ البشري مبني على ترسيخ السلام.

وإذا تعقبنا كل العقائد التي مرّ بها الإنسان منذ أن نشأ العالم إلي يومنا الحاضر هو حفظ وتقدير النفس البشرية.

فالروح البشرية مقدسة وهي من أمر الله تعالى، مثلما ذكر في الله عز وجل:

{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)}

.[سورة: الإسراء].


أبونا أدام عليه السلام بعدما نزل إلى الأرض،

وبدأ بتلقي أوامر ربه، وبدأت معه الشرائع التي علمها لأبناه.

لم يكن التوجيهات إلا لتعقب أمر عظيم بعدها، وهو حفظ النفس التي خلقها الله وهو عالم سرها وتكوينها.

ويعلم ما تتطلبه وما تهواه.

حتى ضعفها وقوتها، وكل شيء قد وضعه الله فيها هو سر وحكمة لا يعلمها إلا هو.

https://www.facebook.com/groups/716645769928774/permalink/836792757914074/?sfnsn=scwspwa&ref=share&mibextid=KtfwRi
خاطب الله تعالى بني أدم على مراحل متعددة وفي حقب زمنية مختلفة.

وبرسائل وتوجيهات مكملة لبعضها البعض عن طريق عباده المخلصين.

والذين آمنوا له تصديقاً قلبيًا راسخا عن توحيد العبودية له.

والتحرر عن جميع الأهواء وإتباع الظنون التي كانت هدفها هي الأبتعاد عن القرب منه واللجوء لغيره.

فلا ننسَ عدونا إبليس ووعده.


لم يختص الله قوم على قوم ولم يفضلهم على بعض إلا بالتقوى.

فقد قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

(لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ إِلَّا بِالتَّقْوَى)

رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ.


وحتى ملكها بيد أحد.

https://everestmagazines.com/archives/53342

فقد ورد في قصة فرعون عندما تعالى في الأرض وأظهر فيها الفساد، قال تعالى:


{وَقَالَ ٱلْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُۥ لِيُفْسِدُوا۟ فِى ٱلْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَءَالِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَآءَهُمْ وَنَسْتَحْىِۦ نِسَآءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَٰهِرُونَ(127)قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ(128)}

.[سورة: الأعراف].

كانت قصة فرعون هي مثال عن الطغو والعلو في الأرض بغير الحق.

وتذكرة وعبرة لمن تحاول أن تسول له نفسه مثل هذا، ورسالة واضحة عن نهاية الظلم.


_وأخيراً إنه السلام 


كل العقائد تدعوا للسلام، كل الشرائع تدعوا للسلام، والدين يدعوا للسلام.

فمن يخالف ذلك فهو إمتثالا يخالف أوامر الله_غز وجل_ ونواهيه.

ويتبع وما يخالف إستمرار ونماء الحياة البشرية ويحقق أمن وإستقرارالبلاد والأوطان بإزهاقه الأرواح.

https://everestmagazines.com/archives/53011
فتحيا للسلام، تحيا للسلام.

عن المؤلف