10 نوفمبر، 2024

الصراع السرمدي العقيدة والوجود

Img 20231022 Wa0060

 

كتبت: زينب إبراهيم

نأتي الى خيانة العهود والمواثيق في الاختبار الثاني لليهود، فأمر الله سبحانه وتعالى بعضًا منهم أن يدخلوا مع سيدنا موسى إلى الأرض المقدسة؛ فيآبوا ويقولون” اذهب يا موسى أنت وربك فقاتلا إن ها هنا قاعدون.

 

فيحكم الله عليهم بالتيه في الأرض أربعون سنة يعيشون ممزقين ومبعثرين في الأرض بلا مأوى وبعد أن توفي سيدنا موسى عليه السلام.

بسم اللّٰه الرحمن الرحيم ” وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا (104) سورة الإسراء.

 

اسكنوا الأرض ماذا تعني؟ هناك فرق حينما أقول لك أسكن القاهرة، أو الجيزة، أو الأردن، أو الإمارات؛ ولكن عندما أقل لك أسكن الأرض، فهذا يعني أنك ستظل مبعثر ومجرزم لا يوجد لك مكان.

 

ليس لهم مأوى في كل شبر يوجد حفنة منهم، فيحنما جاء سيدنا عيسى عليه السلام كذبوه وزعموا أنهم قتلوه وصلبوه؛ بل وأدعوا أنه ابن زنا أستغفر الله.

 

” إن قتلنا المسيح ابن عيسى بن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم “.

 

تخيل أنهم يسبوا رب العالمين ويقولون” يد الله مغلولة ” ويقولون: في التلمود ابن زنا أستغفر الله، فلا مانع لهم أن يقتلوا الانبياء، يسبوا رب العالمين، يفسدون في الأرض ” يسعون في الأرض فساداً”.

 

بعدما رفع سيدنا عيسى عليه السلام إلى السماء وقال الله سبحانه وتعالى” ما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم” يظلون وراء الحواريون إلى أن يقتلوهم واحدًا تلو الآخر ولا يريدون دينًا في الأرض.

 

حتى جاء الرسول صلّى اللّٰه عليه وسلم ويكون هناك شرذمة منهم يعيشون في المدينة المنورة واكتشفوا أن النبي الذي كان في التوراة ليس من اليهود وجاء من العرب كذبوه قالوا عنه: شاعر، مجنون، ساحر رفضوا الإيمان به.

 

قامت غزوة بسببهم؛ لأنهم حاولوا تعرية إمرأة مسلمة، عرف بالشرف، العفة، الطهارة وهذه صفات لم تكن لديهم ولا يعرفونها من الأساس.

 

وبعد ذلك قام الرسول صلّى اللّٰه عليه أجلاهم من المدينة المنورة إلى بني قينقاع، فيحاولون قتل النبي المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وكانت غزة ” بني النضير” حتى كانت غزوة ” بني قريظة ” التي كانت سببها أن الأحزاب تجمعوا على النبي صلّى اللّٰه عليه وسلم.

 

واليهود كانت بينهم وبين الرسول صلّى اللّٰه عليه وسلم عهود ومواثيق، فخانوها أيضًا؛ حتى يقفون ضد النبي المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، إلا أن الله عز وجل نصر نبيه محمد صلّى اللّٰه عليه وسلم؛ حتى جاءت غزوة ” خيبر” أجلاهم الرسول صلّى اللّٰه عليه وسلم من المدينة نهائيًا.

 

ومن هذا اليوم وهم مشردين في الأرض مبعثرين لا لهم أصل، أو أساس، بيت، موطن، مأوى؛ حتى جاءت سنة ” 1907″ جاء وزير بريطانيا ” Canpbell Bannerman” جمع كل دول أوربا وجلس معهم: نحن مبعثرين ولا مآوى ونقتل بعضنا البعض، لكن أود أن أقول لكم على شيء.

 

قال لهم الوزير البريطاني: إذا كنتم تريدون المحافظة على مناصبكم ولا تهون إلى القاع تكونون أسياد العالم؛ ستفعلون ما قلت لكم عليه، فجلب جل خرائط العالم العربي ووزعها عليهم وقال: المنطقة من الخليج إلى المحيط هذه ستكون سر قوتنا إن إتحدنا سويًا؛ لأنها فيها كل الخيرات ومقومات الحياة.

 

فيها مقومات النهضة والصناعة، فقالوا له: ماذا تريدنا أن نفعل؟

قال: يجب أن نزرع جسم غريب بينهم؛ لأجل أن يفصل المشرق العربي عن المغرب العربي، حتى يشعل الفتنة والصراعات فيما بينهم ويجعلنا ننشغل في تلك الشجارات ويحدث عدم توازن هناك؛ لأنهم لغتهم واحدة، دينهم واحد، حدودهم واحد إذا اجتمعوا على قول رجل واحد؛ سنظل لهم عبيدًا مدى الحياة.

 

لذلك علينا وضع جسم غريب، فيقوم بفعل حالة من عدم التوازن معناه عدم الاستقرار وهذا يعني عدم النهضة؛ لكن أهم شيء أن يكون ولاءه لنا، فكان هو ” الكيان الصهيوني” جلبوه ووضعوه في فلسطين من سنة ” 1907 حتى 1917″ .

 

وأعطاهم الأرض وكتب لهم معاهدة أنها ملكهم ولهم ” وعد بلفور ” أخذوا يتوغلون فيها، حتى أصبحوا يسكنوا 78% من أرضنا، ومقرنا، ومسرى النبي صلّى اللّٰه عليه وسلم.

 

نجحوا من حينها في تمزيق العرب أن يكونوا دويلات ومعركات دولية؛ لأجل أن تسافر من دولة إلى دولة، تحتاج إلى تأشيرة وحدود كل واحد بمشاكل، حرب، ونيران، مظاهرات؛ لأجل أن ينفردوا بالمكان الذي هم فيه، فالآن علمتم لما يقف الغرب في ظهر ” الكيان الصهيوني” بكل قوته حملات طائرة حسنًا، جنود، ما يودونه كله بين أيديهم بعد كل ذلك يجعلونا كل دولة يشغلونا بمشاكلنا مظاهرات حاشدة، زراعة فتنة ما يهم أن نظل متفرقين طالما نحن بنا فرقة سيظلوا هم مطمئنين.

 

حتى ينتهي ذلك الكيان والنهاية للغلبة ستكون من نصيب المسلمين إلى أن يأتي يوم يخرج المسيح الدجال وينزل سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام ويذهب إلى باب لود ويكون معه سبعين ألف واحدًا منهم بالسيوف.

 

ويكون سيدنا عيسى عليه السلام معه المؤمنين وينهوهم، فيأتي اليوم الذي تنادي فيه الشجرة والحجر على المسلم حينما يختبأون وراءهم ويقولون” يا مسلم يا عبد الله إن ورائي يهودي تعال فاقتله”.

 

إنني أطالب من الذين يدعمون ” الكيان الصهيوني ” ويقولون: هؤلاء مساكين ولهم حق الدفاع عن أنفسهم ولهم حق في الأرض؛ إنما هؤلاء مغيبون عن حقيقة هؤلاء الأوغاد وتاريخهم، فهيا تعالوا لنستعيد حقيقتهم من جديد؛ لأجل ألا نقف معهم أو ننصت لما يقولونه الحكام العرب، فهم يدعون إلى السلام على حساب دماء أطفالنا الأبرياء وشهداءنا الأبرار.

 

وهذا شيء لم اسمعه بمفردي، بل جميع العالم قاموا بالانصات لهم وتبينت لنا الحقيقة والخطة التي قاموا بحبكها؛ حتى نأتي نحن ونبتلعها وأعيننا مغيبة عن حقيقة تلك اللعبة الخبيثة، ولكن نحن نعلم جيدًا من هم وماذا يريدون.

عن المؤلف