كتبت: آية الهضيبي
عزيزي القاريء رُبما تسقُط بعض الكلمات على مسعك كرسالة اعتذار عما بدر من العالَم لك وأنت صامد، أو رُبما تقرأ بعض الكلمات فتشعُر أنها تُسلط الضوء على جُزءٍ بُتر منك في الماضي وتناسيته وقُمت بدفنه حتى تستطيع أن تُكمل سيرك.
وكم لا بأس قيلت وفي القلب المُعنَّى ألف بأس؛ فَهذه جُملة من كلمتين ولكن تأثيرها كبير ولا تُستخدم بشكل واحد فقط ولكن حسب الموقف والحالة التي تشعُر بها فَرُبما يدهس أحدهم قلبك وتقول لا بأس لِتُكمل سيرك لأن الزمن لن يتوقف لأجلك ولن يهتم أحد أن يقف حداد عليه، وعندما يكسر أحدهم خاطرك رُبما تقول “لا بأس” لأنك مُتيقن أن الله سيعوضك بأكثر من هذا، وعندما تُحب أن تواسي أحدهم فَتقول له “لا بأس” أكمل الطريق ولا تستسلم، ولا تهتم بآراء الآخرين مهما حطموك لأنك جميل.
“البأس” في معناه هو الشدة والقوة كما ذُكر في القُرآن فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ۚ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلًا ﴿٨٤ النساء﴾
فهذا مثال لِطُغيان البشر بعضهم على بعض، وترى أولئك الذين يتظاهرون بالقوة وهم بداخلهم ضعف يُوارونه، وجاءت في بعض المواضع كسلاح ذو حدين لكي تتضرع إلى الله وألا يقسو قلبك ولتعلم أنه مُنجيك، ولمَّا أراد نبي الله يوسف عليه السلام أن يواسي أخاه قال: وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَخَاهُ ۖ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٦٩ يوسف﴾
فلا بأس وإن طال الظلام وإن فقدت الكثير من الشغف والأحلام، فَربُّ الخير لا يأتي إلا بالخير، قُل لقلبك وأنت في أوج حُزنك “لا بأس” حتى وإن كُنت مكلوم داوه ببعض اللُطف وهوِّن عليه وقُل لنفسك “لا بأس” كُل مُر سيمُر.
المزيد من الأخبار
خلاصة لقاءات نفسية
خلاصة لقاءات نفسية
الذكاء الاصطناعي بين الإيجابيات وقلة فرص العمل