شعر: أسماء عبدالخالق
في مساءٍ ربيعي مختلف
لم أكن أعرف أن الربيع كالأسماك
يسبح في مقلتيك
فأرى أمواجه المتلاطمة
وهدوءه الغير معهود
نسماته البريئة
كطفلٍ احتضن أمه بعد تهويدةٍ
دامت لساعات
في مساءٍ كهذا
اختلق القمر حجة ليراك
فتبادل معي البسمات
عينٌ هنا
قلبٌ هناك
لكن، لا شيء سواك
عبقريةٌ منك أن تحتلني وأنت هناك
لا مقاومة
لا نجاة
أراك وأنت تنظر خلسةً
من خلف ستار الأماني
تراقب تدللي في صمت
أتبختر بكلماتي في ولهٍ
وفي تعبِ
فتكتم أنفاسك،
كي لا أتي إليك
رغم أنك تعرف أني أراك
الحياةُ أبسط من هروبٍ
غير مبرر،
أو تساهلٍ وتغافلٍ
عن أشياءٍ إن شعرنا بها
كان ذلك أعمق وأفضل
كرحلةٍ ممتعةٍ
تحتاج فقط ابتسامة
ومدينةٍ مقفرةٍ
تحتاج فقط دعابة
وسفينةٍ محطمةٍ
تحتاج احتواء لا صلابة
في مساء كهذا
وأنت في عالمك الخاص
تحاول الافلات من عشق قلبي
فتتجنب الانخراط فيّ
أجل، فيّ أنا
فتعافر، كأنها آخر زفرة
وتدخل غرفتك
تتكئ على سريرك
ثم تنهض مسرعًا
تضع رأسك تحت الصنبور
وتلتقط صورًا عند نفس النافذة
تهوى
كما لم تهوى من قبل
تعتقد أنها النهاية
لكنها بداية كل جميلٍ لا تدركه
لكن أُحب شعور الألفة معك
شعور الرقةٍ المختبئة خلف قناع الصمت،
هذهِ الطمأنينة التي تسكُبها بداخلي
وكأن روحي تلامس السُحب
ولا تريد أن تعود
المزيد من الأخبار
لوعة اللقاء وشجن الفراق
مر العام
قصيدة لحظات الفراق ٤