كتبت: دعاء محمد
هكذا يختبئ البعض خلف أقنعة يرتدونها حينما يبدأ البث المباشر أو يقفون خلف شاشات الهاتف، صورة مثلية كاملة، حياة مختلفة، صورة مزخرفة، كل شيء مثاليًا، ولا أحد يعلم ماذا يكمن خلف هذه المثالية؟
لا تجعل بريق الأشياء يخدعك، هكذا هي النصيحة الأولى وأنت تتجول بين صفحات وسائل التواصل، لأجل الشهرة يفعلون ذلك، لأجل حصد المزيد من المشاهدات والإعجابات، والمزيد من التعليقات سوء كانت بشكل إيجابي أم سلبي ما يهم هي الشهرة، وإثارة الجدل، لا تتعجب مما يحدث فهم سيفعلون أي شيء لأجل الشهرة وأن يبقوا دائمًا في الواجهة، قد يدفع البعض بأطفال الصغار متاجرًا بهم، غير مكترثًا للمخاطر التي سيوجهونها، وآخر ببناته لأجل الحصول على الأموال، لا تتعجب يا عزيزي فهنا الكل يبحث عن المال وأخرون عن الشهرة، وخلفهم يسير أجبال ضائعة مشتتة، أو راغبون في إضاعة الوقت وإشباع شهواتهم، أنا لا أهاجم الجميع ولكن علينا أن نلقي بالضوء على ذلك الجانب المشوه للوسائل التواصل الاجتماعي، وما طرأ على المجتمع من سلبيات وتلك المنصات التي باتت مكانا لبيع الأجساد، وماذا عني؟
عنك أنت حزين، مدمر نفسيًا ولا أحد يشعر، ما يهم أن نراك بأبهي صورة، أن تخرج خلف الشاشة وأنت متألق وزاهي، أدري كانت التعليقات الأخيرة مسيئة لتلك الدرجة، التي جعلتك تبكي ليلًا وقومت بكسر هاتفك، وجلست في الظلام طويلًا، كل هذا لا يهم فأنت من اخترت، وهنا عالم لا يرحم سنتحدث عنك كأننا نتناول قطعة حلوى، ستأخذك وسائل الإعلام والصحف علكة، حتى يظهر حدث أهم منك، وأو تتعرى أحدهنَّ بشكل يجذبنا إليها..
اقرأ: الإنترنت
خلف تلك الوجوه الكثير، وكذلك الأخبار هل تسألت عن حقيقة الخبر ومدى صدقه، أم أن هذه الأخبار وسيلة للإلهاء، نشر القلق، أم أخبار للحصول على الترند وفقط؟!
لقد أخبرتك من قبل أن لا تنساق وراء هذه الأمواج، وعليك أن تتدبر الأمر جيدًا
ولا تلهث خلف الأموال والشهرة كما يفعل البعض وتبيع القيم والعادات، ولا تحكم من خلال نظرتك المحدودة فلعل ما تراه جميلًا ويعيش بصورة أفضل منك أو جمالهنَّ يا عزيزتي يجعلك تكرهين شكلك وملامحك لأنهنَّ الأجمل والأكثر جاذبية، ولكنك وأنتِ كذلك لا تعلمين ماذا يرتدي هؤلاء من أقنعه، ماذا يختبئ خلف تلك الصور الزاهية؟، فتلك المنصات ما هي إلا أكذوبة العصر وسلاحه النفسي المدمر، فننتظر قبل أن تحكم.
المزيد من الأخبار
إلى نزار قبّاني
الهروبُ من الألم
في مدح رسول الله