حوار: عفاف رجب
الكتابة للجميع، يرى موهبتنا اليوم أن الكتابة لا تقتصر على شخص بعينه إنما هي للجميع لمن يود أن يصير كاتبًا أو شاعر، بالإضافة إلى أن الكتابة نوع آخر من أنواع الفضفضة، تفريغ لحصيلة الأفكار حبيسة العقل على ورقة أو حاسوب.
يؤمن ضيف إيفرست اليوم أن عدو الإنسان الأول هو نفسه فكما قال العراب: “لو عقلك لاعبك، لاعبه، خذه على قد عقله”، هو صاحب رواية “المجهول”، وحاصل على بكالوريوس العلوم الزراعية في جامعة الأزهر كلية الزراعة، يبلغ من العُمر الرابع والعشرين عامًا، إنه الكاتب والشاب عبدالله محمود السيد المعروف باسم “عبدالله مقبل”، هيا بنا قارئ إيفرست نتعرف معنًا على هذا الكاتب.
بدأ مشواره بقراءة الروايات؛ فكانت رواية “أرض زيكولا” هي أول عمل يقرأه، ثم بعد ذلك رواية “ما لا نبوح به”، ومن هنا اكتشف شغفه وحبه بالكتابة وبدأت بإظهار موهبته حيث كان يعمل على عدة أعمال روائية، لكن عجز عن تكملتها لإنتهاء دراسته، وحين تخرج في الكلية جال بخاطره فكرة جديدة، وهي؛ كتابة رواية مستوحاة عن أحداث حقيقية.
قام عبدالله بدمج جميع ما كتبه بتلك الرواية، التى تُطرح هذا العام عن دار الأحمد لنشر والتوزيع بعنوان “المجهول -عندما تصل للنهاية-“، وهي جزء الأول، والجزء الثاني قَارب على الانتهاء، بالإضافة لمجموعة قصصية جديدة قيد التنفيذ يقوم بكتابتها.
_رواية “المجهول -عندما تصل للنهاية-“:
تصنيف الرواية ضمن فئة اجتماعي نفس، بالإضافة إلى بعض الغموض، الرعب والرومانسي نظرًا لتعدد القصص فيها.
وتدور أحداثها حول شاب يُدعى يوسف طبيب نفسي، يأتي إليه العديد من الأشخاص من مختلف الجوانب الاجتماعية، يساعدهم في صراعاتهم النفسية المصحوبة بالجانب الرومانسي أو جانب ما وراء الطبيعة، لكل شخص مجهول يريد الوصول إليه، يحاول أن يستكشف ما بداخله، يتذكر ماضيه، لكنه لا يستطيع التحدث عنه هنا يأتي الدور بطل الرواية حلقهة الوصل ما بينهم.
تتناول الرواية الجانب النفسي من الأحلام، والجن العاشق، وتعلق مواقع التواصل الاجتماعي -الحب من خلف الشاشات-، والحب تحديدًا بعد فقد الحبيب والدخول في الاكتئاب بعد الصدمة.
تأثر كاتبنا بالكاتبة ساندرا سراج وبجميع رواياتها مثل؛ “رواية قصاصات بخط الجدار، ورواية بعدما رحلوا”، وكذلك الدكتور محمد طه في كتابة علاقات خطرة، واضاف عبدالله عن آراء القُراء قائلًا: “في الحقيقة مردود كتاباتي حتى الآن من الذين قرأوا لي إيجابي، ولكن هذا على المستوى القريب مني، لكن كمردود عام من قُراء أنتظر ما بعد معرض القاهرة الدولي القادم وذلك؛ لأن الرواية صدرت في معرض ساقية الصاوي منذ شهرين”.
تواصل مع الكاتب العديد من الأشخاص ليثرثروا معه ببعض مشاكلهم وحلها معهم؛ لذلك اطلقوا عليه مسمى الطبيب النفسي الخاص بهم، وأما عن الصِعاب أجاب: “بعد صراع أكتر من سنتين ووقوف مستمر، كان لدي الإصرار أن أكمل وأحب ما أعمل في الوقت الذي كنت دائمًا أرى نفسي مجبرًا، وقد كُتب عليّ أن أقرأ فقط، وإنه من المستحيل أن أكون في مكان الكاتب وأجرب، وفي صراع ما بين لا يجب عليك الكتابه، وأن تظل قارئًا لا يجب عليك أن تخوض التجربة وبين لما لا لماذا لا أشارك وأجرب.
وأكمل حديثه قائلًا: “دائمًا أي شخص جديد في الكتابة ومبتدئ عقله يواجهه أنه لا يقدر أن يسير في هذا الطريق، مكانك ليس هنا، وفي وقت دور النشر يوجد صعوبة في التعاقد معهم حتى أسعار تعاقد أو دار النشر كيف تنظر للعمل الخاص بك وأنت مبتدئ، ولكني أكملت وبحثت وسعيت للبحث عن دور النشر في ظل وقت كان من الصعب البحث نظرًا لإنشغالي بأداء الخدمة العسكرية ومع ذلك قرأت وكتبت وأنا في منتصف الخدمات.
غير أن القصص مستوحاة عن أحداث حقيقية مع أشخاص تم التعامل معهم، عندما يحدث شيء من ممكن أن تأثر عليك نفسيًا فأنت تقف ولا تكمل لمجرد أن يحدث شيء ما يؤثر على الحالة النفسية، توقفت عن الكتابة حينها وحمداً لله لم يحدث شيء، أكملت إلى أن انتهيت وأنه لو حدث شيء ما، ما كنت لأكمل الكتابة.
بالإضافة إلى وجودي في فترة معينة من حولي ليس لديهم هواية الكتابة ولا حتى القراءة، وكلنا نعلم نظرتهم لمن يمسك قلمًا ويكتب، ولكن تخطيتهم في سبيل ما أحب أن أعمل”.
إن وجد الشيء وجد نظيره فأما عن النقد قال: “إلى الآن لم ألقَ أي نقد وأن كان هناك بعض التصحيح في الخواطر والنصوص مثلاً تكون بهدف التعليم، لا أهتم إذا كان النقد هادمًا، طالما أحب شيء فلا أهتم بالسلبيات اتجاهله وإن كان هناك سأتعلم، ونصيحتي للنقاد؛ انتقد كيفما شئت ولكن ليس بأسلوب أشعر منه أنه هجومي إبراز السلبي لمجرد إبرازه، كل نقد يأتي بطريقة هادئة كان أفضل من التحطيم بكلام يؤثر على الغير، يمكن أن يكون لدي أنا لامبالة اتجاه النقد الهادم، ولكن غيري ليس لديه تلك اللامبالاة وقد يتأثر من أقل نقد”.
وبوسط الحديث أحب أن يتكلم ويعطي بعض المساحة الخاصة لتعبير عن كيان ملهم حيث أخبرنا عن طريقة الكيان، نظامه الجديد الذي ينمي قدرة الكاتب أو الكاتبة والتى بدأت من أول تاسك قاموا به الكُتاب الشباب وهو عبارة عن فقرة الحد الأدنى لسطورها 12 سطرًا، ثم يزداد شيء فشيء حتى وصلت عدد الكلمات 250 كلمة، أما العمل القادم فـ به فكرة جديدة، وبإذن الله سوف يصلوا إلى 3000 كلمة، ومن خلال هذه المقالات قد يجعل الكاتب لديه القدرة لعمل قصة قصيرة أو حتى رواية.
واضاف على كلامه السابق قائلًا: “سأختم كلامي بأني سأتكلم عن المستقبل والتخطيط له بالنسبة لأُناس كثر تظل تحبط في نفسها في سن صغير وتقول أنا حياتي لا تسير جيدًا، ليس لدي مستقبل إلخ إلخ إلخ..
وإن سُئلت عن هذا السؤال منذ خمس سنوات ماضية كنت تحدثت كثيرًا، واعطيت أكثر من رأي، لكن الآن اطرقها على الله سيكتب ليّ خيرًا، وهذا لا يمنع أن أسعى لأحصل على أفضل مكانة، بالمستقبل يكون تعبك وتجاربك التى مررت بها هي من تبني بك شيئًا جديدًا بشخصيك”.
والآن نكمل حوارنا مع عبدالله مقبل:
_أزدهرت الرواية أم أنحدر، من وجهة نظرك، وكيف ترى مستقبل الرواية من الآن وحتى عشر سنوات؟
مثل ما قلت سابقًا فيما يخص الرواية نجاحها أم لا، انتظر ما بعد معرض القاهرة ٢٠٢٤، أما بالنسبة لـ كيفية رؤيتي للرواية فيما بعد مع اقتناء القراء لها ومعرفة نوع كتاباتي وتعجبهم ويرشحوها لمن يقربون لهم مع الوقت سألاحظ وجهات النظر الايجابيه على المستوى القريب لي سأشاهده بتوسع فيما بعد، ولكن بسبب بدايتي في ظل عدم معرفة الأشخاص بي سيأخذ بعض الوقت ليتعرف القراء عليّ.
_دراسة وبحث، أم حب واستهواء، ما هي دوافعك للإتجاه مجال الكتابة؟
دائمًا وقبل التفكير في ما سأكتب وبالأخص لو كان خيال علمي كما في الجزء الثاني الذي اكتب به..دراسة وبحث، دوافعي للإتجاه لمجال الكتابه.. لا أعلم كيف أوصفها لكنه شعور ممتع أنا تفكر وعقلك يستمر في اصدار الأفكار المختلفه، حتى مع الحديث فيها مع أقرب الأشخاص لي أشعر بالسعاده دون سبب، وبالنسبة للحزن والاكتئاب الذي يصيب بعض الأشخاص أوصيهم بالاتجاه للكتابه كنوع من أنواع الفضفضه مع النفس.
_برأيك ما هي متعة الكتابة بالقلم والكتابة الحديثة على الحاسوب، ألها نفس المتعة أم ماذا؟
استخدم الاثنين؛ الكتابة بالقلم تجعلني أندمج وأكتب كل ما يجول بخاطري سواء استخدمته أم لا، بالمسبة للحاسوب استخدمه لنقل الكتابات من الورق إلى الحاسوب عن طريق برنامج التليجرام هذه هي الاستفادة الوحيدة من الحاسوب بالنسبة لي بالاضافه لاستخدام برنامج الوورد لكتابة الأعمال الخاصة بي، بالنسبة للهاتف استخدمه في حفظ بعض النصوص والخواطر التي تكتب في لحظتها على برنامج التليجرام لضمان حفظها للرسائل ومن ثم اقوم بنقل الكتابات من التليجرام عن طريق الحاسوب إلى ملف الوورد، الكتابة بالقلم تبعدني عن المشتتات سواء كان على الحاسوب أو الهاتف، وهذه كانت أكبر استفادة لي في فتره الجيش استخدمت القلم لدرجة انتهاء ورق اجندتين من كثرة التفكير.
_قلمك متحرر مما يجعل قرائك من فئات عمرية خاصة. ما تعليقك على هذا؟
دعيني أقول أنا الفئات التى أرها حتى الآن تقرأ ليّ من سن الـ ١٥ عام، وحتى ما بعد الـ٣٠ بالنسبة للوقت الحالي كنوع من أنواع الدعم من عائلتي منهم من لا يقرأ وأصر على قراءة روايتي، الرواية بنسبة كبيرة بتخاطب من سن ١٥ إلى سن الـ٣٠، وأعمار مختلفة تقرأ نصوصي وخواطري سواء بمبادرة يقين كاتب التى أنا عضو فيها أو أي مجموعة علىواتساب أنزل فيها كتاباتي أو مسابقات ارتجال على مستوى جريدن، غدق الليل مثلاً التى أنا موجود فيها كديزاينر.
_إذا أردت تقديم رسالة للكُتاب الشباب، عن أي شيء ستتحدث؟
الصبر، المعظم يفعل الشيء ويريد نتيجته بسرعة، وبيتم فقد الشغف والوقوف لحين أن يرى النتيجة.
وفي نهاية حوارنا نتمتى التوفيق والنجاح الدائم للكاتب لمَ هو قادم بإذن الله.
المزيد من الأخبار
الكاتبة “هبة إبراهيم” في ضيافة مجلة إيفرست الأدبيَّة
حوار مع الكاتبة: منة الله علي ( إلزابيل) في مجلة إيفرست
السيد الجمال في حوار خاص مع مجلة إيفرست الأدبية