الطبيب أحمد السويدان بين سطور مجلة إيفرست

Img 20230726 Wa0004

حوار: ضُحى مهدي

‏وما الطب إلا لحنٌ عزفه فكان طبيبًا ناجحًا، وقد علِمَ في قرارة نفسه أن حياة الناس ثمينة، و يجب أن يحافظ عليها ما إستطاع، وفعل ما يراه الناس مستحيلًا.
فقال: أهلاً بالصِعاب، ما دامَتِ النهايات ستكونُ مُثمِرَة، ولم يستسلم لأن الله دائمًا معه ومع الساعين وهو خير مُعين.

وأخبرنا بكل سرور قائلًا:
أنا أحمد السويدان سوري الأصل والمولد، سعودي الطفولة، مصري الشباب، وقد أكون أوروبي العمل والكهولة!

أما الطفولة فأظنها من المراحل التي أحسد عليها، فقد كانت منقسمة بين بلد الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وبلد الروح سورية، الطالب النجيب المواظب على دروسه خلال اليوم لكي يحصل على وقت يَقضيه في الملعب، والشيخ الصغير الذي يحاول حفظ القرآن دون أن يعلم أنه في طريق الحفظ الكامل ولله الحمد، وذاك الطفل المسافر العائد بذاكرته إلى شامه تلك المدينة التي لا ينساها، فيدرك معنى الغربة والوطن منذ الصغر!

لكن موهبة الصوت الجميل فقد انتبهت لها والدتي الكريمة، حيث كنت أرتل القرآن فتبتسم وتطلب مني المزيد، وعند وصولي إلى أم الدنيا و الفنون، وأرض الحضارات الفرعونية المميزة مصر، بدأت جلسات الطلبة والمناسبات الوطنية، وأغاني التخرج وكنت ممن يَطرب على صوته الآخرين!

في الحقيقة لا شك أن اختياري طريق الطب كان فيه رائحة محاولة الطفل تقليد أبيه، من منا لم يتأثر بوالده؟
فوالدي الطبيب اغترب بحثًا عن حياة كريمة، وقبل مرحلة الثانوية أدركت قيمة الصحة والطبابة، وعرفت إنها أسمى المهن وأكثرها إنسانية!

أما عن سؤال الطموح فلا إجابة عندي، فأنا رجل بطموح بلا سقف وبلا مدى، والحصان الجامح الذي يرسم كل ليل وثبة أعلى.

ووقودي الذي أستمد حرارتي وطاقتي منه، أمي التي لا تنفك تدعو وتدعو وتستفز كياني لتخرج أفضل ما عندي من كنوز، وهل أنكر دور القلب؟ كيف لا أبحث عن الكمال المجاز فأكون في عينها الخيار الأكيد؟!!

كانت تجربتي في مجال الغناء رائعة، كنت أبحث فيها عن المزيد، فقد شاركت بالعديد من الفعاليات الغنائية في :
الفنادق المهرجانات، رمضان كريم وعيد الأم ويوم الجاليات الجامعي.
كالقاهرة والإسكندرية والمنصورة.
وأجمل المشاركات يوم غنائي في حفلة التخرج في كلية الطب من القاهرة، وكنت سعيدًا حين تعلمت العزف على الجيتار.

كما نعلم إن عالم الفن بحر واسع وكان للعرب حظًا فيه أكثر من باقي الأمم، التاريخ الأبيض والأسود، الذكور والإناث الشباب الكهول و الكبار الأطفال، اللسان المصري الشامي الأمازيغي الخليجي، صباح فخري، جورج وسوف، ربما هما أعلامي الأروع الذين أعجبت بهم.
ألا أنني أرفض التقليد وأبحث عن إحساسي الخاص بي بين العرب، وحضوري بين النغمات!

وأكثر تجربة مررت بها وأفادتني جداً في شتى مجالات الحياة مصر، فهي تجربتي الخاصة، والتحول العجيب بين الطفل الذي يعتمد على رأي الأب إلى الشاب الذي يُبلوِر الأفكار ويفك الألغاز ويتخذ القرار.
مصر بلد الإختلافات، فأنا الذي كنت أتدرب على ألحان التخرج وأقلب صفحات الأمراض وطبابتها وأغوص بها!

بدايةً أشكر مجلة إيفرست على هذه اللفتة الرائعة، وشكر خاص للمبدعة الراقية التي لها من اسمها نصيب وشمسنا الساطعة دوماً : شمس فشكرًا لكِ.
وأشكر عائلتي فهي الحضن الآمن، وأشكر أصحابي الداعمين، وأشكر جمهوري من كل مكان والذي لا يترك فرصة يعبر فيها بكلمات تأخذني للفرح والعمل، وشكر خاص لكل المتنمرين الذين يقصدون الهدم دون إلتفات لمشاعر الناس.

وفي رسالتي لكل شخص يسعى للنجاح أقول:
النجاح ليس أن لايكون لديك سلبيات، لأن هذا ليس مفهوم النجاح أبدًا فالفشل هو بداية النجاح.
النجاح حقًا أن تركز على إيجابياتك وأن تجعل نِقاط القوة لديك أقوى وأقوى، بل أن تشعر بنجاحك أنت.
ابق وراء حلمك دومًا، فالشخص الناجح يرى ماهو أبعد مما يراه غيره
فالإصرار والسعي وراء الحلم أمور سيكون نِتاجها النجاح حَتمًا.
وبما أن مبدعنا نال مكانة مميزة في قلوب الجميع، وهو يستحق ذلك بكل تأكيد، نذكركم بمتابعته على مواقع التواصل الخاصة به، المملوءة بالإبداع، الذي يشي برقي شخصه واختياراته، فقد حصلت منشوراته على أعداد هائلة من المشاهدات لروعتها، وكانت شهادتنا جميعًا به مجروحة على الدوام، ولستمروا في دعمه لأنه من المميزين والمثابرين، وفي الختام نتمنى لمبدعنا مستقبل باهر يليق به، وله مني ومن مجلتنا الرائعة تحية طيبة.

عن المؤلف