كتبت: مديحة عثمان
أرى فيك عالمي الخاص، أجدُ معك ما لم أجدهُ مُطلقًا، أشعر بالحياة بقربك، ألمسُ السعادة بيدي حين أراك أمام عيني لا أخشى الحياة بقربكَ، أتراقص على أوتار الحب مُعلنة استسلامي؛ لنظرات عينيكَ التي تغزو قلبي كالغزوات والفتوحات الإسلامية، التي جعلت العالم يرى النور بعد حياةٍ حافلةٍ بالظلام والألم.
لقد وجدتُ مَن أرضاه دينًا وخُلقًا، بالرغم من البعد، برغم المسافات التي بيننا، فقد عثرت على توأم روحي الذي بحثت عنه مرارًا وتكرارًا من حولي؛ لكني لم أجده، قد كانت روحكَ تطوف حولي دائمًا، كالطيور الطائفة حول نبعِ المياه العذبة في وسط الصحراء الحارقة؛ تُحلق فوق منبع الحياة للنجاة من الجفاف، فلم تنتهي عصر ظُلمتي، وجفافي إلا برؤياك، قد كنتُ كالسفينة الهائمة في عُرض البحر بلا رُبان ماهرٍ يَقودوني للصواب إلى أن رست السفينة الضائعة في البحار السبعة عند شاطئيكَ؛ فهدأت جوارحي.
صَوتُكَ العذب الذي أسمعه طيلة اليوم مُهمٌ بالنسبة لي، كأهمية الأكسُجين للكائنات الحية، فما مِن حياة سواك، وإن كانت الدنيا رخاءً؛ فكل شيء يَتحول كالأرض الجافة بدونِكَ، ثم تزدهر بحضوركَ.
قد كنت قويةٌ للغاية، لا يؤثر بي الحب مهما طرق لي أبوابًا، حتى جئت إلى أبواب قلبي كالصالح الأيوبي حين فتح أبواب فلسطين على مصرعيها، مُعلنًا عودتها للحياة.
بالرغم من كثرة المسافات بيننا، فلم تُشعرني يومًا بغيابِكَ، لم يمر يومًا منذ دخولك قلعة قلبي المُحصنة.
أحبُكَ عندما تُشعرُني بحبِكَ لي، عندنا تُدللُني فأتدلل كالفتيات الصغيرات، أعشق ذاتي بعينيك القرمزية التي تُضيئُ بداخلي الحياة، أتمايل بين موسيقى الحب بسلاسة كعازف البيانو الماهر الذي يعزفُ مقطوعة موسيقية عذبة بهدوء وسرعة دون توقف، فما شَعرتُ مرةً بالسلام إلا بقربكَ، فقد كنتَ دائمًا قريبًا بما يكفي رغم بعد المسافات بيننا، كنتُ وما زلتُ أشعر بالحُب رغم عدم وجودك فعليًا بقربي؛ لكنك تهيمُ حولي؛ فَأشعرُ بوجودك وإن لم أراك بعيني تقف أمامي.
أشتاق إليكَ، لرؤيتكَ، لتلك النظرة الحنونة التي تجعلني أنسى ما مَررتُ به من سوء، فقد كنتَ وما زلت النجم الساطع الخاص بي في عتمة الليل الكالح.
المزيد من الأخبار
لذة الحياة
شمس الحرية
حكاية شتاء مع لُب الشعور