17 سبتمبر، 2024

الكاتب إسلام محمد في حوار خاص مع مجلة إيڤرست الأدبية

 

 

حوار: عفاف رجب

 

يقول مارك مانسون: ” إذا كان شخصًا ما أفضل منك في أمر ما، فمن المحتمل كثيرًا أنه فشل فيه أكثر مما فشلت”؛ ليكن هذا ما يفعله موهبتنا اليوم لذا أنتقي ما يليق بك من حياة، أبدع وتألق فالحياة لك وحدك، نعم شعارنا هو الإبداع والبحث عن من يستحق الدعم ليخرج كالثمرة المثمرة، فمجلة إيڤرست الأدبية تعمل على تشجيع ودعم مواهبيها من كافة أرجاء البلاد، فجئنا إليكم بموهبة جديدة من عالم الكتابة الجميل وكلماته العذبة.

 

فمعنا الكاتب: إسلام محمد، في العقد الثاني من عُمره، أحد أبناء محافظة الجيزة، درس التمريض ويزعم بالتكملة في التعليم؛ لأنه يحب التعليم، كما يحب دائمًا تعلم كل ما هو جديد، يكتب، ويحب الكتابة جدًا، ودائمًا ما يحاول التطوير من نفسه فيها، ويضاف أن دوافعه تجاه الكتابة هو الحب؛ لأن الحب هو من يدفعه للبحث والدراسة والتطور، يحب كتابة الروايات، ويتمنى أن يكتب الشعر الفصيح.

_متى اكتشفت قدراتك على الكتابة والإبداع، أم هي موهبة فطرية، ومتى كانت نقطة إنطلاقك؟

 

“في بداية الكتابة كنت طفل في عمر 13-14 سنة يحب يكتب في مذكراته؛ لأنه لم يعرف كيفية التواصل مع أي أحد في محيط عائلته، فالإنسان في هذا الوقت يلجأ لأن يكتب مذكرات، كما أني لازلت متذكرًا بعضًا من هذه المذكرات وحتى الآن أصيغ منها بعض النصوص والخواطر؛ لذلك أعتبر أنها فترة تسببت في كوني شخص يكتب ويحب الكتابة.

 

أما بدايتي الحقيقية في الكتابة واكتشاف موهبتي؛ إني كنت أحب اللغة الإنجليزية كحال الكثير من الناس هذه الأيام وأفضلها عن العربية، وأرى أنها أفضل من العربية، وكنت دائمًا أظن أنني كلما كنت جيدًا في اللغة الإنجليزية أكثر سأصبح شخصًا مثقفًا، ولكن في يوم ما وعلى سبيل السخرية وبما أنني كنت أحب قراءة الإنجليزية أكثر من العربية، قلت في نفسي أن أقارن وأرى شعوري، قرأت مسرحية “حتى أنت يا بروتس” لشكسبير مرة بالإنجليزية ومرة بالعربي، قرأتها بالإنجليزية أولًا، ثم بعدها بالعربية، ولكن كان الشيء الغريب لي وقتها أنني شعرت أني اقرأ مجرد قصة لشخص يحكي شيئًا عادي لا أكثر، لكن على الجانب المُقابل شعرت بمشاعر غريبة شيئًا ما يتحرك بداخلي من الكلمات ومعانيها، ولوهلة أدرك أن اللغة العربية فعلًا جميلة، وأنه لا يوجد لغة قادرة على تحريك مشاعري أكثر من لغتي الأم.

 

وتحول كرهي في اللغة العربية إلى حب شديد، وقررت أن أكتب لكي أكون مبدعًا، ولأجل أن أجعل الشباب الصغير يحب اللغة العربية مثلي، ومن وقتها أصبح ذلك هو هدفي الأكبر؛ بأن أغير وجهة نظر الشباب وأجعلهم يفهمون أن اللغة العربية أجمل من الإنجليزية، وهذا هو السبب الذي دفعني للكتابة.

 

أما السبب التاني هو الكره: يبدأ السبب أني في يوم ما وأنا في بداياتي بالكتابة، كنت قد كتبت شيئًا بسيطًا جدًا، وبالنسبة للكتابة فمن الممكن أن يكون شيئًا غير مرغوب وضعيف، أنضممت لمجموعة خاصة بالكتابة على الواتساب، وأرسلت ما كتبته لأجد سخرية شديدة مني بل وأنه تم طردي من المجموعة، لأقرر من وقتها أن أطور من نفسي في الكتابة وأستمر فيها لأكون الأفضل، لذلك من بين حُب في الكتابة وكره شديد للسخرية، واصلت الكتابة، واكتشفت أنني أمتلك الموهبة، وشعرت وكأني ولدت لأكتب”.

 

_إذا وجد الشيء وجد نظيره، فهل لاقت كتاباتك نقدًا، وكيف كان تأثير هذا النقد عليك إذا كان هدامًا، وما هي نصيحتك للنقاد؟

 

“بالطبع كان هنالك نقاد مثلما هنالك داعمين، وبالعكس أنا أحب النقد، وذلك لأني أستفيد جدًا منه لو كان نقدًا بناءً، وإن كان هدامًا فأنا أخذ منه دوافع للاستمرار والتطور أكثر، في الحالتين استفيد من النقد، وفي العموم أنا أعلم أن الإنسان مهما وصل لبعيد في مجال الكتابة سيكون هنالك نقاد دائمًا، ككاتب عامةً إن استطعت أن تعجب كل القُراء فأنتَ بكل تأكيد ستكون ساحرًا،؛ لأن هذا لمن المستحيل حدوثه، لابد أن تعجب البعض، وعلى النقيض لن تعجب البعض الآخر.

 

نصيحتي للنقاد؛ إنهم يواصلوا نقد، وألا يتوقفوا لأن هذا يساعد الكُتاب على تطوير أنفسهم”.

 

_هل واجهت بعض الصعوبات في بداية مشوارك الأدبي، وإلي أي مدى سببت كتاباتك مشاكل لك إن وجدت؟

 

“كأي كاتب في المجتمع يجد رفض وسخرية من أقاربه وبيئته المحيطة، حيث سببت كتاباتي في البداية بعض المشاكل ليّ؛ كالمزاح والسخرية، وهذا ما نتج عنه قلة الثقة بالنفس، ولكنني حاليًا أصبحت أمضي بخُطى واثقة وثابتة”.

 

_ما هي أهم الأعمال الصادرة لك، وهل من أعمال جديد على وشك الإصدار؟ وهلّا تحدث عنها أكثر؟

 

“ليست هنالك أعمال سابقة؛ لأني أكتب منذ سنتين وحتى اليوم رواية “فانتازيا”، مُختلفة جدًا عن أي رواية عربية من نفس النوع، وكل ما أستطيع حاليًا أن أقوله بأنها مزيج متناقض بين الشخصيات “خير وشر” ليس هنالك شخصية شريرة بشكل كامل، ولا شخصية خيرة بشكل كامل، عالم الرواية يرتكز على الشخصيات الرمادية، ومائل للشر أحيانًا، وأستطيع أيضًا أن أقول بأن روايتي بها جوانب كثيرة، وشخصيات كثيرة جدًا، وستكون الرواية الأولى من سلسلة روايات ضخمة إن شاء الله؛ إلا أنني إلى الآن لم أحكِ ولو بنسبة  3% فقط مما أريد، في العموم لقد تبقى أربعة فصول على إنتهاء الرواية، وبعدها سيتم إصدارها بمعرض الكتاب لسنة 2023″.

 

_لمَ اخترت اللون الفانتازي بالتحديد، ورغبت بأن تكتب فيه، أو بمعني ما المميز الذي جذبك له؟

 

“يعجبني فيه تعدد الجوانب، والشخصيات، وأيضًا أجمل شيء في ذلك النوع هو أن تخلق عالم كامل من خيالك، أما عن سؤال مالذي جذبني في هذا النوع، سأجاوب “القراءة”، لأني أحب قراءة الفانتازيا”.

 

_برأيك ما هي متعة الكتابة بالقلم والكتابة الحديثة على الحاسوب، ألها نفس المتعة أم ماذا؟

 

“بالتأكيد الكتابة بالقلم تكون أمتع بكثير، ولكن الحديثة وعلى الرغم من متعتها التي لا بأس بها تكون أسهل كما أنها عملية، وتوفر الوقت والمجهود”.

_بمن تأثر كاتبنا العظيم، ولمن تقرأ الآن؟

 

“إني متأثر بنفسي، متأثر بشخص مستقبلي يشبهني كثيرًا ولكنه أقوى وأنجح، وهذا هو الشخص الذي ألاحقه باستمرار، قدوتي هو أنا، أنا الذي سأصير ناجحًا يومًا ما.

 

اقرأ حاليًا فن اللامبالاة، لمارك مانسون”.

 

_ما هي معايير نجاح الكاتب بنظرك، وهل تفضل صاحب الكلمات العميقة أم البسيطة التى تجذب القارئ أكثر؟

 

“أعتقد أن الكاتب الناجح من وجهة نظري؛ هو الذي قادر على إيصال رسالة يتأثر بها الكثيرون، ويتناقلوها الأجيال بين بعضهم البعض لسنين طويلة بعد موته.

 

أنا أحب الوسطية في كل شيء، وأرى أن للبساطة جمهور، وللعمق جمهور، والكاتب الناجح وهو الذي يستطيع أن يكتب النوعين ويجذب الجمهورين”.

 

_وفي النهاية؛ ما الشيء الذى تريد قوله، وما نصيحتك للكُتاب المستجدين حتى يرتقوا بالكتابة ارتقاءًا يليق بها؟ ولمن يهدي الكاتب السلام والتحية؟

 

 

“أولًا: أشكر المجلة، والأستاذة عفاف على مجهودها العظيم، وحقيقةً كان من الشرف لي أن أقوم معها بذلك الحوار الصحفي الممتع.

 

ثانيًا: بالنسبة للكتاب المستجدين، أريد أن أخبرهم؛ أنا أعلم إنه نادرًا أن تجد من محيطك شخصًا يؤمن بفكرة الكتابة، ونادرًا إن وجدت أحدًا منهم يدعمك، وأعلم أنك تعاني كثيرًا من تقليلهم وسخريتهم من حلمك، كما أنني أرغب بقول شيئًا لك؛ خذ من كل الأشياء السلبية هذه دوافع لك، وطور من نفسك أكثر لكي تثبت لنفسك قبل قبل أن تثبت لأي شخص آخر قد شكك بك، في النهاية أقول لك، استمر لتجعلهم يعرفون كم أنت مميز، ومختلف وموهوب، وعظيم.

 

كما أنصحهم أيضًا بالاستمرارية؛ لأن من وجهة نظري الكتابة اجتهاد أكثر ما هي موهبة، لأن الكثير من الكُتاب أصبحوا ناجحين؛ لأنهم طوروا من أنفسهم، الكُتاب الناجحين هم من كان لديهم الموهبة ولكنهم اجتهدوا لذلك نجحوا، وأيضًا أكتب لأجل توصيل رسالة أو فكرة تتأثر بها الناس، وأجعل هدفك من الكتابة عظيم؛ لأنه يا عزيزي الكاتب، لو كان هدفك من الكتابة الشهرة أو المقابل المادي، فالأفضل لك ألا تواصل الكتابة.

ثالثًا: فكرت كثيرًا لمن أُهدي تحياتي، ولكنني قررت أن أهديها لنفسي؛ لأنها هي التي ستظل معي للنهاية، بينما الجميع سيرحل، ولذلك لا يستحقون تحياتي”.

عن المؤلف