كتبت: زينب إبراهيم
دائمًا ما أنصتُ للقول ” الأطفال أحبابُ اللّٰه” صدقوا من قالوا هكذا؛ لأنه حقًا حينما تضمُ طفلاً كأنما حظيتَ بهجة لا مثيل لها، فالبراءةِ التي بهم تأخذكَ؛ لعالمٍ ملئ بالسعادةِ وشبح البسمةِ يبان على ثغرِك، فأنت لا تودُ أن يأخذ الطفل أو الطفلةُ منك وإذا تبسمَ لك كأن الشجو الذي في حياتِك قد مضى ولم يعُد معك وفؤادك يرقصُ فرحًا بتلك البسمةِ ما بالك بضحكةٍ منه تنسى شتى همومك وآلامك؛ فإن أردتَ أن تشعرُ بالسرور حقًا عليك بالمكوثِ مع طفلٍ وحملهُ بين ذراعيك، فأنا أشعرُ بالبهجةِ عندما يدعوني أحدٌ بالطفلةِ؛ لأن الطفولة شيءٌ لا يوجدُ وصف يكفي مدى الإغتباط التي تكونُ به في وجودِهم أو تدعى كذلك، فذلك إن كان مدحًا مثلما يُقال: فلان قلبهُ أبيض مثل الأطفال، أو فلانه بريئة كبراءةِ الأطفال، أو فلان رائحته كرائحةِ الأطفال … إلخ من مسمياتُ أو تشبيه للأطفالِ؛ أما إن كانت سخريةٌ في ذلك الحين لا يحبذ، فهي لا تسعدنا بل تجعلنا نتذمرُ ولا يعجبنا الحديث مطلقًا؛ أما عني فوجدتُ ذاتي مع الأطفالِ، ففي وجودهم أسعى جاهدةٌ؛ كي أمضي جل وقتي معهم، فأنا أتعمقُ في أعينهم البريق الذي يلمعُ يخطف قلبي ويعلق روحي بِهم كأن العالم قد اختفى مِن حولي إلاّ منهم وأنا لا أريدُ شيء سوى بقائي معهم أحبهم حبًا جمًا؛ لكن حينما يبدأون في البكاءِ وتتجمعُ الدموع في أعينهم الغانية يتقطعُ فؤادي؛ لأجلهم وتكادُ عيني تبكي أيضًا، فأنا لا أحبُ رؤية أحدًا يبكي خصوصًا الأطفال التي تبدُ أعينهم كالبحرِ في حسنها؛ ولكن في الدموع هي بركانٍ يصعر في ذاتي أريدُ بأي طريقةٍ كانت إسكاتُ الدموع من الهطولِ، فأصبو سماعُ ضحكاتهم التي تعم الأرجاءِ بالسعادةِ حينما يلجون إلى المكانِ كل شيءٍ يتغير حتى ذلك الشجو يهرول مسرعٌ بالمغادرة وتطفلتُ الدجنة؛ لأن سبب السرور قد آتى، فكيف سيكونُ باقي؟
يقال ” أنظر للعين، فالحب يبدو جليًا بهما ” فيما يحوى الفؤادُ تجده يطفو بالعينِ؛ لذلك حبُ الأطفال تراه واضخًا بأعينهم، فكلما أصبحتَ حنون معهم سترىٰ حبهم لك في العين حينما ينظرون لك ويبتسمون حينها ستبصرُ كم أن ذلك الملاك البريء يحملُ من التَتَيمِّ ما يكفي؛ لإخلاءِ قلبك من الحزنِ وحياتك كذلك الأمر، فلا تقسو على طفلٍ بيديه منحك سعادة وسرور يمحى الأنين مِنك وأنت بأَمْلَقٍ إليه .
المزيد من الأخبار
عن الياسمين
أسرار سجن صيدنايا؛ الوحوش البشرية
أزمة ثقة نحو النور والسّلام