مهلاً رمضان

E519184b0d2d9c77e28cdf4a20378002

كتبت: زينب إبراهيم

 

كنا أمس نقولُ: مرحبًا يا رمضان، والآن نقول وداعًا رمضان متى غادرت بتلك السرعة؛ فنحن نشتاقُ إليك في كل سنة وننتظرُ مجئيك بفارغِ الصبر، بل السنة جلها ليس بها شهرًا مثلك يا رمضان، شهر الكرمِ والخير معك نشعرُ براحة لأفئدتِنا المهلكة جراء الحياة ونوائبها التي لا تُعد؛ أما عن الذات، فهي ذائبة من الآلام والشجو مهلاً رمضان أين تذهب وتتركنا؟ لما لا تأتي كل شهرٍ وليس كل سنةٍ معك نذوق حلاوةُ الحياة؛ إنما حلوها هو بقائك معنا يا رمضان، فنحن علينا أن نكونُ كما باقي أيامنا كشهرِ رمضان المبارك الذي يملأ قلوبنا بالحياةِ بعد موتها جراء سقوطِ النفس بعد قوتها أمام الآخرين يارب، يأتي شهر البركات مجددًا بسرعة ولا يتأخر عنا؛ لأننا نشتاق إليهِ ونريد بقائه دومًا، فإن شهر رمضان المبارك الذي أنزلَ فيه القرآن الكريم وجعل رحمة من اللّٰه لنا القلوب هي أرق الأعضاءُ في أجسادنا وحينما يجتاحها الشجن، والندوب، والآلام، الذكريات المؤلمة، الحنين لأحلامٍ لم تحقق… إلخ من أشياءٍ تهشم الروح قبل القلب؛ إنما شهر البركة هو من يذيب كل ما مضى بممحاةٍ كأنها لم تكُن، فكن بذاتك متحررًا بعيدًا عن الحياة الكاسفة هل ستعودُ يا شهر البهجة وأكون أنا كما أنا؟ 

اللّٰه يغير حالنا من حالٍ إلى أفضل حالٌ وتلك حقيقة جلية، فستشرق شمس حياتي من جديدٍ وأبكي فرحٌ؛ لتحقيق أمنيات كنت أظنها لن تكون حقيقيةٌ ملموسة، فالله رب الخير لا يأتي إلا بالخير وثقتي به أكبر من ثقتي بأي شيءٍ آخر؛ لأنه يقل للشيء كن فيكون، وهذا أملاً في المحنةِ واليأس الذي يغمر المرء حين النوائر، فأنت يا رمضان المبارك، تأتي لنا نجاة بعد الغرق في دوامة الأحزان التي لا تنتهي وإن كانت غانية الحياة، ففي وجودك يبان الجمال؛ أما أنا لا أريد انقضاءك أبدًا يا شهر الرحمة، الله يجلب لنا معك الرزق الوفير والخير الكثير لما تريد الرحيل إذن؟ 

ابقي معنا ولا تغادر، فراحتنا معك تدوم وسعادتنا أيضًا سننتظر قدومك تارة آخرى با شهر الغفران .

 

عن المؤلف