ليتـها لم تڪن صدفة

Img 20230418 Wa0001

كتبت: رشـا بخيت

 

 

 

 

خرجتُ ذات يوم ولا أعلم إلى أين ستقوديني قدمي؟ كنتُ أريدُ الذهاب إلى مكان لا يوجد به أحد، سئمتُ الضجة الكاذبة، لا أريد سوى الجلوس بمفردي في مكان مُظلم يشبهُ ديجور حياتي، أجلسُ بجوار البحر أبثُّ به همومي والأشياء التي طالما أثقلت قلبي عسىٰ تصتطدم أمواجه الثائرة بقلبي فيهدى؛ ساقتني قدمي إلى هُناك حقًّا، وقفتُ وكأن توقف الزمن وقتها لا أدرى ماذا أقول؟ وماذا أفعل؟ وبينما كنت حائرٌ في أمري وجدتُ دموعي وڪأنَّها أُطلقت لها العنان، جعلتها سجينةً؛ لدموع تأبي النزول طويلاً، وما أن رأت البحر، وڪأن تذكر الحرُ أيام استعمارهُ؛ لبثتُ فترةٌ لا أدرى كيف مضت؟ تائه في أحوالي وفي زُرقه البحر، وهدوء أمواجه قليلاً وثورانها في الحال، تيقنتُ حينها أن لا شيء يدوم على حاله، وبين شتات أفكارى وبعثرة مشاعري، سمعتُ صوت يقول: جميل البحر يُشبه عيونك، لم تستطع أُذني تصديق نفسها، ونظرتُ خلفي؛ فإذا بشخص يقف مُبتسمًا لم يسمحُ لنا الزمان اللقاء من قبل؛ ولكن شعرتُ وكأن أرواحنا مألوفة، مُبتسم وکأنّه يعتذر لي عما فعلهُ الزمان، لم أكن قادرة علي فعل شيء، استدرتُ بوجهي إلى الأمام؛ فإذا به يجلس بجواري وأكمل حديثه جميل البحر يُشبه عيونك، واسعٌ، عميق، يبعثُ البهجة في قلوب العابرين؛ ولكن ماذا إذا دققتُ به؟ ستجدوه حائر، والحيرة تطغى على أمواجه، فتراها هادئة بعض الأحيان، تظنُ أنّها لن تتحركُ أبدًا، وفي لمحُ البصر يثور، وتصتطدم أمواجه ببعضها، كذلك عينيك تجمعُ جمالُ الظلام بها في لونها، واتساعُ البحر في مظهرها وبداخلها حيرةٌ كطير ضلّ السبيل، لا يدري أيكملُ المسير أم يعود إلى مثواهُ الأخير؟ توقف الزمن حينها ونظرتُ إليه ورأيت نفس الإبتسامةُ الأولي عليطى وجهه؛ وجدتُ لساني يتحدثُ ويقول: ستڪمل الڪلام أم أنك ستغادر مثل الذي سبقك؟ 

كيف أغادر وأنا صدقت أن أجدكِ، أنا لن أكمل كلام، فقط سنكمل حياتنا نهوّن على بعضنا البعض، ابتسمي ياجميلتي؛ فالحزنُ لايستحقُ ذاك الوجه، ولا تلك العينين الجميلتين، ولا ذلك القلب الرقيق؛ أما عني سأكون بسمة تملأ وجهكِ .

عن المؤلف