كتبت:رضوى سامح عبد الرؤوف
أفضل شيء لك هو أن تحرر نفسك من كل مقيدات الحياة؛ ولا تحمل نفسك فوق طاقتك .
نعم أنت لا تستطيع تغيير العالم؛ ولكنك تستطيع تغيير نفسك وتفكيرك، والتحرر من كل ماضي مؤلم، ومن كل وعد كاذب صدقته من أحد، ومن كل خيانة تعرضت لها .
لا تفكر بالإنتقام؛ لأنه سيدمرك مثل ما سيدمر عدوك .
الإنتقام يمثل حبل المشنقة، ولكن أنت مَن تقم بلفهِ حول رقبتك، هذا يكن نتيجة اختياراتك.
الإنتقام يغير القلب ويقم بتحولهُ من قلب صافي إلى قلب مُفعم بالكراهية، والحقد، والغضب وهم الثلاثة معًا يمثلوا الإنتقام الذي يدمرك في حين يدمر أعدائك أيضًا.
حرر نفسك من القيود وادخل السلام لقلبك ولحياتك؛ لأنك تستحق أن تعيش حياة جيدة، خالية من كل المشاعر الإنتقام أو الألم .
عندما تفكر بالإنتقام وتفعل نفس الشيء الذي فعله أعدائك؛ لأذيتك ولكسرك، حينها لا تفرق شيء عنهم؛ بل بالعكس هم من البداية كذلك ولم يفرق معهم شيء، ولن يفرق معهم حتي إن زاد الوضع عن حده؛ ولكن سيفرق معك أنت عندما تنتهي من إنتقامك وتكتشف إنك لم تنتقم من أعدائك فقط، بل من نفسك أيضًا؛ ولم تدمرهم فقط بل دمرت نفسك أيضًا، والأسواء عندما تجلس بمفردك وتتذكر ماضيك وتفكر بما تفعله بحاضرك وتقم بعمل مقارنة بين هاتان الشخصيتان؛ الشخصية بالماضي قبل دخول الإنتقام لحياتك، والشخصية الحالية التي حياتها أصبحت مُفعمة بالإنتقام، والحقد، والكراهية؛ لدرجة أن يفوح رائحة الإنتقام منك ويصبح الجميع يستنشقها عندما يراك .
عندما تقم بعمل مقارنة ستكتشف إنك أكثر شخص خاسر بلعبة الإنتقام التي بدأت بها، وأن النار التي قمت بإشعالها قامت بحرقك مع أعدائك؛ ولم يتبقى منك سوى عظام محطمة حتي هذا العظام يريد النفور منك والهرب بسبب رائحة الإنتقام التي إمتلأت بك وقامت بتدنيس كل شيء طاهر ونظيف .
لكن إن وجدت فرصة لتغير من نفسك لا تتردد؛ بنسبة كبيرة أنت لديك فرصة لتغيير من نفسك وتقديم مساعدة لنفسك، حتي تحرر من قيودك وماضيك والإنتقام الذي نشأ بداخلك؛ نعم يمكنك التحرر من كل هذا، لكن عندما تكن مستعد ومتقبل ذلك ولديك نية التسامح والنسيان مع الجميع؛ حتي نسيان أخطأك أيضًا .
بيدك يمكنك أن تُخلق نفسك من جديد بدون ماضي وحزن بيدك أيضًا أن تستمر بما نشأته بعقلك وقلبك وهو الإنتقام الذي يحطم ما تبقى من نقاء الذي سيجعلك لا تفرق شيء عن الذين قاموا بأذيتك .
لا أعلم متى سيحدث هذا الإكتشاف؟ أو أين حتي؟ وهل سيكون لديك فرصة لتغيير شيء ما أم لا؟
لكني أعلم إنك يجب أن تحاول وأن تبذل قصار جهدك وعزمك؛ لتحرر نفسك وتجلب السلام لقلبك وتنسى ما مضى، يجب أن تلد من جديد؛ لكن عندما تكن أنت تريد ذلك وليس أحد أخر .
المزيد من الأخبار
إلى نزار قبّاني
الهروبُ من الألم
في مدح رسول الله