الزهراء السوداء

Img 20230415 Wa0018

كتبت: إيمان محمد حمزه

 

 

الزهرة السوداء أو زهرة هالفيتي المسماة نسبه إلى قرية هالفتي في تركيا، إنها زهرة تبدو عادية، تختلف في لونها،

فكما تبدو للناظر أنها فحمية اللون تمامًا، هذا اللون الذي لا يتكرر كثيرًا في الطبيعة -خاصة- الزهور، إنها زهرة موسمية.

 

يظن معظم الناس أنها نذيرة، رمز للنحس، لكنها بالحقيقة ليست سوى زهرة نادرة، ليست سوداء بل قرمزية قاتمة اللون.

اقرأ: الشهيدة الأندلسية المسلمة سيلمة بنت جعفر https://everestmagazines.com/%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%87%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%86%d8%af%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%84%d9%85%d8%a9-%d8%b3%d9%84%d9%8a%d9%85%d8%a9-%d8%a8%d9%86%d8%aa-%d8%ac/

زهره موسميه تظهر بوضوح أكثر وتنتشر بموسم الصيف يتبدل لونها مع الفصول، تنمو في تلك القرية البعيدة، الصغيرة نظراً لظروفها تربتها المختلفة.

 

حين تبدأ في الظهور يكون لونها بالأصل أحمر قاتم ولكن قليلاً فقليلاً يتلاشى هذا اللون ويصبح أسود خلال فصل الصيف

وذلك يرجع إلى نسبة الحموضة في المياه الجوفية،

حيث تتسرب من نهر الفرات إلى تربة تلك القرية هي ما يتسبب في تحويل تلك الزهرة إلى ما هي عليه الآن،

وبالنسبة لساكني هذه البلاد، فالجميع يعتقد في أنها زهرة تنذر بالشؤم والغموض، رمز الكراهيه، رمز للأزمات.

 

تلك الزهره المميزه مهددة بالإنقراض، فقد هاجر سكان القرية في التسعينات قريتهم؛ بسبب بناء سد بيريسيك

فقد أغرقنت مياه الفرات القرية وعدة قرى مجاورة لها

لذا تم إعادة بناء القرية مجدداً ولكن على بعد 10 كيلو من موقعها الأصلي،

ولكن رغم هذه المسافه الغير بعيدة، لكن الورود لم تتأقلم الزهور مع الوضع الجديد ولا مع التربة الجديدة ولا البيئه المحيطة.

وقد حاول الأهالي جهدهم في زراعتها كثيراً في حدائق منازلهم وشرفات المنازل، ولكنها لم تتأقلم مطلقاً مع التربة،

حتى تدخل المسؤلون وجاهدوا؛ لحمايتها من الإنقراض، وبعد جهد جهيد استطاعوا جعلها تزداد ولكن بنسبة ضئيلة جداً.

 

تلك الزهرة النادرة ما إن أصبحت خارج محيطها الأصلي حتى أصبحت ترفض ان تعود كما كانت،

تأبى الخضوع لحيل البشر في جعلها تتأقلم.

 

إنها من أغرب وأندر الزهور الموجودة في العالم،

مميزة بشكل غامض، يعجب بها البعض، وينفر منها البعض الآخر؛ وذلك للظن منهم بأنها مصدر شؤم، لكنها فقط زهرة جميلة، مختلفة، جميلة بتميزها النادر، ساحرة بتفردها اللوني الغريب،

تثبت لكل البشر أنه لازال بالطبيعة ما يبهرنا ويثير دهشتنا.

عن المؤلف