رسالة إلى أبي

Img 20230412 Wa0087

كتبت: ملك القطوري

 

أبتي العزيز، أود أخبارك: أن إبنتك الغالية لم تعد كما كانت، لقد غيرتني الحياة يا أبي، لم أعد تلك الفتاة المرحة التي تحب المزاح و اللهو، لقد غيرني هذا العالم للأسوء، صدقني.

لم أتغير بإرادتي؛ إنما أضررت للتغير لأستطيع التأقلم و العيش وسط هذا المجتمع، غُيرتْ شخصيتي، وأسلوبي، ونمط حياتي، لم أعد أثرثر كثيرًا ولا ألهو بالخارج؛ فقط حين خروجي من المنزل أحاول جاهدة العودة سريعًا إليه؛ لأحتمي من هذا العالم البشع، في صغري كنت أراك تبغض الخروج من المنزل كثيرًا وكنت تفضل البقاء فيه دائمًا وأنا كنت احايلك؛ لنخرج وأبكي لأرادتي في الخروج إلى الخارج، لاكنني الأن فقط فهمت لما لم تكن تحب الخروج؟ الأن أصبحت أنا مثلك أبغض ذهابي إلى أي مكان في الخارج، الأن أحببت البقاء بمفردي تغيرت كثيرًا يا أبي، فلم أعد اُكَون الكثير من الصداقات واتحدث كثيرًا فالخارج، لقد اكتفيت بصديقو واحدة فقط، وأحياناً أبتعد؛ لأكون بمفردي، أصبحتُ تلك الفتاة عاشقه الليل والهدوء، لم أعد احب الذهاب إلى الحفلات، وحتي مناسباتي العائلة، أصبحت أبغض التواجد بها، عشقت الظلام والبقاء بغرفتي، وحدي لا أود التواجد مع أحد؛ أبي هل أخبرك بسر؟ 

لقد أصبحت ابنتك لا تحب التواجد بوسط عائلتها أيضًا، لم أعد أحب الجلوس بوسطها، أصبحت أحب وحدتي التي حصرت بها، أحبتت كل شيء يبعدني عن كوني متواجدة وسط مجموعة من البشر، أصبحت الاحظ تعحبك من جلوسي بمفردي ومن كوني بعيدة عن أي تجمعات، أود أخبارك: أن ابنتك المرحة قد ماتت وخلقت بدلاً منها ابنه الظلام، المحبة له والمتيمة بوجودها به، لما أبي أخبرتني في صغري: أن هذا العالم جميل؟ لما كذبت علي أبي؟ إني أعيش في عالم ملئ بالخسرات، والآلام، وكسر للخواطر؛ عالم بشع من الداخل والخارج أيضًا لا أستطيع مصارحتك، بأنني حدث لي كل هذا، أخاف من حزنك علي إن علمت ما يحدث بي، أبي إن ابنتك الغالية تحبك؛ لذا فهي لا تود مصارحتك بما يحدث لها و بمدي الأذية التي تتعرض لها، تخفي كل شئ بداخلها، لقد أعدت على ذلك دائمًا ما كنت أخاف مصارحة الأشخاص من حولي بما يدور بداخلي، لطالما كان أحساسي هذا صحيح؛ لأني حين حاولت التغلب عليه، فضح أمري وكشف سري.

 

عن المؤلف