من لي سواك ألوذُ بِه إلاك يا سندي

Img 20230414 Wa0005

كتبت:علياء زيدان


ربي رحيمٌ، عفوٌ، كريمٌ؛ تعلمُ حالي، وكسر قلبي، و هواني على الناس أتيتُكَ بقلب الأعرجُ بجراحِهِ؛ فأني أشكو إليك وأبكي، فيارب تقبل دعوتي في ليلتي هذه وأرزقني خير ليلة القدر بِما فيها؛ فمن لي سواك يجبرُ الكسير أنا، فأنظر لي نظرة عطفٍ تُقرُ لها عيني يارب، أعف عني وأغفر ذلتي التي تُبكيني في ليلي، وتمكن مني الهوى؛ ولكني أتيتُ لبابك باكيًا محسورًا، فأقبل قليل عبدك الضعيف، أكادُ من فرط آلمي على حالي تذهبُ عني نفسي؛ ولكن رحمتك أوسعُ، فأشملني على الرغم من قليلي مع عبادك الصالحين وفرج يارب همي وأنس وحشتي، تولْ نصري فوعدك حق كما وعدتني في كتابك الكريم، وهب لي الرضا من أوسع الأبواب وصبرني على شقائي في الدنيا التي تؤلمُني، أتيتُ عندك بابك ربي كسير؛ فأقبلني على حالي فالمعاصي أهلكتني، وحدك ربي تعلم حاجتي وبكائي إليك في جوف الليل وحيد، رحيم رحمن فإن رحمتني وعفوت عني؛ فهذا اليوم العيد عيدي وحدي، أُحبك فأرجوك أن تقبلني ياكريم، فإنك يا أحد صمد، يا من عز وجل عن الولدِ، كريم تُحب العفو فأعفْ عني، باعد بيني وبين الهوى؛ فإن أعنت قلبي هانت عليَّ الدنيا بما فيها، فما هي سوى طريقي للجنة فأرزقني جنتك من أوسع باب، يضيق صدري يارب، ولا ينطقُ لساني؛ فأهدني سبيل كم تغرب القلب بين الذنوب حائرًا، حتى يلجئ لمن يسترُهُ رغم عيبه وحدك ربي تفعلُ أتيتك يا خالقي، كسير قلبي، مكلومٌ صدري، باكيةٌ عيني؛ فأرحمني رحمة تُقر لها عيني، وعزتك وجلالك ما عصيت حُبًا في المعصية، ولكنها النفس أمارة بالسوء؛ فأعني على شد لجامِها حتى أتيكَ كما ولدتني أمي وأوصيك ياربي، بأمي أستودعك أمي فأرزقها الفردوس الأعلى، وأبي بجوارِها.

كُلي طمع في رضاك وعفوك عني؛ فما لي من الدنيا سوى رحمتك ورضاك ودعواتي إليك هي نجاتي الوحيدة من كروبي، وهمومي، وذنبي الذي مضى.

أقبلني؛ فإني فأمس الحاجة إليك ربي لا تترُكني وحدي، فإني وعزتك وجلالك مكلوم ومكسور، تعلم حرقة قلبي ودمعه ليلًا فأقبلني يارب.

سأتركُ كل ذنوبي فقط؛ لأنال رضاك وعفوك عني، أفتح عليَّ فتوح العارفين، أتيك بعد كل ذنبٍ باكيًا؛ فأنت تُحب العبد الذي يعود، ها أنا ذاك أعود فأرحمني فأنا الفقير؛ لرحمتك ورضاك وإن تعف عني في ذا يوم عيد يارب، أُقبلُ نحو رضاك بكل قلبي فأقبل قلبي بين من تُحب.

 

عن المؤلف