كتبت: حنين علاء الدين
أحببتُكَ وأحبَبْتني، علَّقتني بك كتعَلُّق الطفلةِ بلُعبةٍ ما أحبَبَتها، إقتربت مني، وتعمَّقت في حياتي، وعَرِفت كل تفاصيلها، جعلتني أشعرُ بالأمان معك، وحنانُك هو ما يَكفيني؛ كنتَ معى أخي الذى كنت أتمنَّاه، وأبي الذى لا أعرف كيف أتحدَّثُ معهُ؟ وصديق وفي يقِفُ بجانبي، كنت لي كل شيءٍ، جعلتني أرغبُ في الإنعزالِ عن العالم بأكمله وأبقى معك أنتَ فقط؛ فأنا أحببتُك أكثر مِن ذاتي، فأنتَ مَن يعرفُ ماذا أُحب؟ وماذا أكره؟ أنتَ مَن يعرف ما يُمكن أن يُبكيني، وما يجعَلُني سعيدة؛ فعندما أغضبُ كنتَ أنتَ الوحيد مَن يعلم كيف يُصالحُني؟
في البدأية كنتُ خائِفةُ مِن القُربِ مِنك، وعندها قُلت لي: أنَّكَ غيرهم؛ وحقَّا كُنتَ غيرهم، وهذا هو ما يُؤلِمُني؛ ما يُؤلِمُني هو أنَّك كُنتَ الوفي، كنتَ المخلص، كنت كل شيءٍ جميل، كنت مصدر إبتسامتي، وسعادتي لم يصدِرُ مِنك أي شيءٍ يُدايِقُتى؛ بل كُنتَ مِثلَ الفراشةِ المُلَوَّنةِ التى عندما يراها الناس، يكونوا فى غايةِ السعادةِ ما يُؤلِمُني هو أنَّك كُنتَ جيِّدًا معي، نعم هذا هو ما يُؤلِمُنى؛ لأنَّ بعد كل هذا فارقتُنا الظروف، تلك الظروف القاسية هي مَن فارقَتُنا، فراقُنا لم يكُن هيِّنًا، لا عليكَ ولا عليَّا يا صديقي، ولكن هذا هو ما كان يجِبُ أن يحدُث نعم لقد تألَّمنا ومازِلنا نتألَّم مِن هذا الفُراق؛ لأنَّ كان يُشبِهُ فُراق الروحِ للجسدِ، ولكِن تتبَقَّى الذكرياتِ، ذكرياتُنا اللطيفةِ، فكل لحظةٍ قضيْتُها معكَ محفورةٍ في قلبي وعقلي كالوشمِ لا يُمكِنُ إزالتُها؛ فحبُّكَ مازال في قلبي يزدادُ رغم بُعدُنا، فأنا هُنا أعيش على ما تبقَّى مِنك؛ فلا أحد يُمكِنه سرِقةُ مكانِك، فمكانِك يعلوا كل شيءٍ، فلا أحد يُمكِنه الصول إليهِ؛ فأنا كنتُ أُحِبَّكَ، ومازلتُ أُحِبُّكَ، وسأبقى أُحِبُّكَ حتى تذهبُ أنفاسى إلى مَن خلقَنِي .
المزيد من الأخبار
هوس الأنا
لا أرى
أن يعانقني أحدهم