محاور لأحاول

Img 20230404 Wa0018

كتبت: إيمان ممدوح نجم الدين

 

 

لن نعيش بمفردنا في تلك الحياه بل نسكن الأرض، ونلتقي بالكثير من البشر على اختلاف حياتهم وما فيها.

 

فكل شخص منا له ظروفه الخاصه، له مبدأه وشخصيته وعاداته وتقاليده، له أحلام مختلفه، حياة يشكلها هو كما يريد، عن زوايا الحياة وانفراد الأحداث.

حياه لا تخلى من الآلآم والمعاناه في كل الأحوال، فالله قال في كتابه المبين “خلقنا الإنسان في كبد”، والحياة لأنها فانيه أحيانًا تكون متعقده وتزداد تعقيدًا بالبعد عن الله، فإذا المرء لن يتمكن نفسه من تطويرها في عده الجوانب سوف يخيب ويحدث خللًا ما يؤدي إلى حزنه أو تعقدًا لما أراد ولم يهنا بحياته.

 

أركان الجوانب:

١- جانب الروحاني وهو الأسمي والأرقى لأبد أن تحافظ على علاقتك بالله فإن أمرك وأمر الحياه بيده، فتقرب منه فالنفع يعود لك بالتوفيق في حياتك وتكتسب حسنات لآخرتك فالموت حق أنظر وتدبر.

والبعد عن الله هلاك ودمار بدون أدني شك.

 

 

٢- الجانب النفسي.

بعد التقرب إلى الله عز وجل لا تتقرب من أي أحد ثاني إلا نفسك؛ تقرب منها واهتم بها أعرف عيوبها ومميزاتها نمي ما فيها من جميل، وأصلح ما بها من سوء، تصالح معها جاهدها لكي تسمو وترتقي.

حافظ على كيانها الخاص لأن الناس في زوال فتتمكن منها حين البقاء ويتخلى عنك الجميع، تكون لك معينا في الحياه.

 

 

٣- الجانب العملي.

فلأبد بل نحن في احتياج شديد للعمل، فبدون العمل تتوقف المسيره لنا من الحياه نكون محبطون في احتياج للآخرين؛ ليس لنا قيمه، ولا دافع للبقاء أما العمل به سمو الروح وعزه النفس، به توفر متطلباتك وتعتمد على نفسك وتحقق كيانك وتواصل المسيره.

فأعمل وأعلم أن العمل ليس حرام ما دام حلال بل عزه تفتخر به.

 

 

٤- الجانب الإجتماعي.

نعيش في مجتمع تختلف فيه نظراتنا لبعض وتفاصيل حياتنا؛ ولكن دائما في أحتياج لبعضنًا البعض، فلا نستطيع أن نعيش بمفردنًا؛ إلا حين وقليل من الوقت، فمن السنن الطبيعيه للحياه التكافؤ والتعاون، فلا تنفرد من تلك الزاويه لأن المجتمع قاسي أو عنيف فتنحصر مع نفسك لنفسك وتغلق بابًا ربما كان نوره طويل منه وسيلة لك لكي تنمو وتستقر.

تعامل مع الناس ولكن بحدود ودائما بلطف، لا تتعمق كثيراً في حياه أحدهم لأن كما الحياه ليس لها حال أيضا كذلك النفوس بل تتغير بسرعه فائقه فأحذر.

أجعل لك علاقه جيده في كل مكان تذهب إليه، ولكن لا تجعل القرار المصيري للآخرين، لأن قراراتهم من وجهه نظرهم واعتقادهم الخاص ليس بمحتوى فكرك وهدفك.

 

 

٥- الجانب الأسري

ف الأسره مهمه لكل شخص من منها الدعم والسند والفكر الصحيح، لأبد أن يكونوا بها هي الأصل، فحين كنا أطفال مهما كان أحوال بيوتنا فتعلمنًا منهم الكثير، ربما كانوا سبب لعناء لنا وربما كانوا سبب لسلام والأمان لنا.

إلى أن الأسره هي المصدر الأول منذ أن نكون أطفال إلى حتى أن ندرك بعض من معالم الحياه؛ غير ذلك سيحدث تشرد فكري وعقلي ونفسي، يحدث خلل في حياتنًا، فالأسره مهمه لأنها تكون الروابط والمعتقدات السليمه، هي الملجأ الذي نلجأ إليه نهايه كل يوم والأمان والحضن الدافئ إذا سيئه الأحوال.

فلأبد من الإهتمام بكيان الأسره لكي نستقر ونكون يدًا واحده في كل وقت.

حقًا بعض الأسر غير متفاهمه مع أبنائها، متعقده بشده تنحصرهم في واقع بائس وغامض، فيصيبهم التشرد والعنف والإدمان.

 

فإذا لم يكون الإحتواء من الداخل، فمن الطبيعي أن نبحث عن الإحتواء من الخارج ويكون أشد ضررا لأنفسنا ولحياتنا.

هنا الأمر متعلق بشيئين:

  • أن الأسره لأبد أن يكون لها الثقافه الكافيه، لتقبل أبناؤه في كل أحوالهم، وكيفيه التعامل معهم مع جميع تقلباتهم العمريه والنفسيه والمزاجيه.

أن يكونوا هم مصدر الأمان لهم وهذا واجبهم.

أن يحتويهم ويهتموا بهم ويقدروهم، فهم المصدر الرئيسي لأبنائهم لتحديد فكرهم والمصير للحياه مع التقلبات المستمر.

 

  • وأمر آخر وهو أكثر صعوبه وأكثر ناضج،

  • عكس ما كان.

إلا أن حين يكبر الشخص ويكون واعي لنفسه، وأحوال الدنيا يبدأ بالمسؤوليه عن نفسه وعن فكره أن جميع الأفكار التي اكتسبها من الاسره؛ يمحيها في حال أن تكون غير صحيحه وقاسية وعنيفه،

أن يبدا يفكر ويتخذ موطن الأحداث التي مر بها مع أسرته من معاناه وآلام، وفقد وعدم تفاهم وبيئه وظروف، إلى محور عميق وأيضا أكثر منطقيا ،حين لا نكررها بل نستفيد منها بالقوه والعلم والفهم والإدراك، نستنجد من الواقع المحيط الأمل في نفوسنًا، رغم ما تعايشنا عنه يكون لنا ماضي نعتز به أمام أنفسنًا، لأننا استقمنا رغما كل عنف كان به، والأهم من ذلك أننا حين نفكر في تكوين أسره لا نتخذ بمبدأ عائلتنا بل نتخذها بمبدأ المنطق والحب، لا نجعل ما عشناه من معاناه يعانون به ابناؤنا، بل يكون لنا وعي كافي بكيفيه التعامل في شتئ الأحوال.

حقًا يحدث خلل مع أنفسنًا وألم داخلي ربما لا نبوح به لأحد، ولكن اعلموا من ذلك بالتحديد تأتي قوه الإدراك.

 

 

 

٦- الجانبي العلمي.

العلم هو الوجود في الحياه، وهو القيمه من وجودنًا، وهو النفع لنا والأرتقاء بأنفسنًا وفكرنًا إلى مراتب العلا، بالعلم نحن نكون وبدونه لا نكون بل عدم وسوء ومكروه، به التقدم المستمر في الكون وفي كل شيء، فمن خلاله يبدع العقل ويعيد ترتيب الأمور بدقه أكثر ووضوحًا ينتشر السلام والفكر السليم، وتنمو الحياه بشكل أفضل، وندرك والإدراك بالعلم وماهيه وجودنًا فتصلح أمورنا ونتصالح مع الصعاب فنفوز عليها، العلم ينمي النفس ويرقي شخصيه الإنسان ويجعله شخصًا مدركا بخطاه فلا يكرره، مدركا بالحياه وواقعها فالعلم نورا بل نورا عظيما بارزا يجب علينا جميعًا أن نتحلى به، ولن يقتصر العلم على الشهاده العاليه، حقا أنها مهمه جدا، ولكن أيضا العلم بالتعلم في أمورنا وأمور غيرنا فنتكسب منها مدارك مختلفه لأستمرارنا في الحياه، العلم بصفه عامه، أن نتعلم من كل شيء حتى من الخطأ ومن السوء و المكروه، نتعلم ونستفيد لأنفسنا ولا نضيع هذا العلم الذي اكتسبنا عن غيرنا فنجهل ونكون من الجهلاء.

ونعلم بعلم اليقين الصادق الحق أننا مهما نتعلم ومهما نكون لا نكتسب العلم الأسمى بل هناك مَن أعلى منا ونحن البشر في نقص ليس ملائكه.

 

المحاور الحياتيه كثيره ومختلفه، بتفصيلها وتفاصيل كل شخص عن الآخر، ولكن بصفه عامه و الأسمي من ذلك، أننا لأبد أن ننمي أنفسنًا في كل شيء حولنا ،حتى وإن كان بشيء بسيط .

لا نترك أنفسنًا للظروف المنهكه فنضيع بها وب بحور الجهل فلا يكون لنا آثر، فالمشكلات والمتاهات سنه من سنن الله الكونيه،مرت على الأنبياء وهم أشرف خلق الله لكي نتعلم منهم ويكون لنا مقاما في هذه الدنيا؛ ومرت أيضا على علماء الكون فلم يستسلموا بل استمروا حتى كانوا، لا تغفل ولا تيأس بمرور المشكلات وتقول لا أستطيع، بل أعلم أن من تحقيق ذاتك المشكله خطوه اساسيه جدا، بل إنها هي البدايه لنمو نفسك من كل شيء، وحافظ على سلامه روحك حقا صعبه أن نحافظ على سلامه أرواحنا في تلك الظروف المتقلبه، والصعبه والشديده علينا، ولكن هناك باب ليس أسهل منه أن نتقرب إليه وهو الله جل علاه، تقرب إليه أكثر ما يكون. وجاهد نفسك عن ترك المعصيه لا تجعل أمور الدنيا تجهلك بأنها فانيه، ممر ومهما كأن مر ومهما كان ما به فيمر، فتمسك بالشيء الثابت تمسك بالعمل لغد أفعل ما تحب في الحياه ولكن ما المانع أن يكون حلالًا طيبًا يرضي الله بل يكون أنقى وأجمل وأروع.

 

عن المؤلف