أملاً في نوائبي

Img 20230309 Wa0038(1)

كتبت: زينب إبراهيم

 

ها أنا أقفُ منتصبة الرأس، فبصري موجه لِلمطر وعيني لا تكفُ عن إنحدارِ الدموع بغزارةٍ؛ لأن الأمطار تذكرني بذكرياتٍ قاسية، بل ناحرةٌ لي؛ ولكنَّ هبوط الماء أشبهَ بأملٍ في نوائبي التي حلّت علي من كل صوبٍ وحدب، فتوقفتْ الدموع وعزمتُ على محوِ ما مضى من حياتي الكاسفةٌ وأتطلع إلى الأمامِ وأترك الخلفَ بما فيهِ؛ لأن ما فات لا يعودُ مطلقًا، فزخات المطرِ أشبه بغيثٍ بعد إنقطاعِ الماء عن صحراءِ الفؤاد القاحلة جاءَ؛ ليعم السلام على قلبي وعلى الحياةِ الميهضة التي تحوى شتىٰ الألم والتهجم، فأنا لا يزالُ لدي أملاً باللّٰه لا ينقطعُ إلا بآخر رمقٍ لي؛ لأن الشجنَ له بابً، فقررتُ غلقه إلى الأبدِ وارى ما تبقىٰ من حياتي مع إبصاري لِذاتي التي هُلكت جراء الماضي وذكرياتهُ المؤلمة . 

 

عن المؤلف