كتبت: أروى رأفت نوار
21/3/2023
صباح الخير ومساء الخير، وتحية الإسلام عليكِ في كل وقت وحين.
أما بعد:
وما ديننا إلا دين عدل وحكمة، يسر وليس بعسر، لم يشرع أعيادًا ليكسر الله بقلوب عباده، فشرع المجتمع عيدًا يكسر قلبي كل عام، في محاولات مستميتة أن يمر مرور الكرام.
وبينما الجميع يحتفلون حول أمهاتهن، أحتفل أنا بين المقابر، أكرر سلامي على مسامع الغائبين ليسمعوا نداء قلبي وتلك الغصة في حلقي تمنعني من البكاء، أرغب فقط في النظر إلى ذلك السارق الذي سلب مني روحي، سلامي لكِ بالأخص يا أمي، وكل عزائي للسنوات التي غادرت من حياتي دون إشباع غريزة الطفولة لدي، وإتمام مراسم الوداع كما يليق بكِ، ولله ما أعطى ولله ما أخذ، كان رحيلك حكمة، اختبار صعب تتعرقل قدماي في منتصفه غير راضية بقضاء الله، الشوق يذيب خلايا صبري، وشفقة الآخرين على حالي تُبكيني.
ها أنا الآن، ابنتكِ البالغة من العمر تسعة عشر عامَا، تعترف للمرة الألف أنها ما زالت طفلة بدونك، تائهة في غيابة الجب أبحث عن ضالتي، عُدتُ عِشاء أبكي، لم أجد كنفك ولا رائحة الطعام الساخن في منزلنا، اُطفِئت الأضواء بغيابك، وحل البرود طوال العام في ظل منتصف أغسطس أيضًا.
كل يوم وشهر وعام وأنتِ في نعيم الجنة رُزقتِ بِراحتها، وارزقني يا الله صبر يعقوب على فقدان ولده، وفرحة لم يسبقها مثيل من قبل.
المزيد من الأخبار
الركن الآمن
غربت الهدنة
أكتب أنا!