عنبسة بن سحيم الكلبي

Img 20230321 Wa0002

كتب: أحمد السيد

 

عنبسة بن سحيم الكلبي نسبة إلى قبيلة كلب اليمانية، المعروفة تاريخياً بتأييدها للبيت الأموي.

 

عنبسة بن سحيم الكلبي هو من القادة الفاتحين الشجعان، وهو أحد ولاة الأندلس الطموحين الذين حرصوا على تحقيق أحلام الخلفاء الأمويين في فتح القارة الأوروبية.

 

يشبه بذلك السمح بن مالك الخولاني، وعبد الرحمن الغافقي.

 

ولي الأندلس بعد السمح بن مالك ليزيد بن أبي مسلم، والي المغرب الكبير.

 

إذ جرت العادة أن يُعيّن ولاة الأندلس والي المغرب خلال عصر الولاة.

قد اختير للولاية لكفاءته القيادية وحزمه ونفاذ بصيرته، فهو سياسي محنك، ومحارب متمرس.

 

وقد رأى فيه ابن أبي مسلم أداة فاعلة في تحقيق انتصارات مهمّة في أوربا.

 

وبعد مقتل ابن أبي مسلم في القيروان خلفه بشر بن صفوان، الذي وافق على بقاء عنبسة بن سحيم في ولاية الأندلس، بعد استشارة الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك.

 

بدأ عنبسة مشروعه الجهادي سنة 105هـ بقيادة جيش كبير عبر به جبال البرانس في طريقه إلى بلاد الفرنجة.

 

توقف فترة قصيرة بأربونه، انشغل فيها بتحسين مواقعها الحربية وتحصينها، ثم اتجه غرباً نحو مدينة قرقشونة.

 

في مستهل سنة 106هـ فرض على المدينة حصاراً شديداً، مما اضطر أهلها إلى المصالحة على شروط اشترطها عليهم منها
أن ينزل أهلها عن نصف الأراضي التابعة لها.

أن يحرروا جميع أسرى المسلمين لديهم.

أن يواظبوا على دفع الجزية.

أن يلتزموا واجبات أهل الذمة تجاه المسلمين؛ فيحاربوا من يحاربه المسلمون ويهادنوا من يهادنونه، إلى غير ذلك.

 

سار عنبسة بعد ذلك إلى نومشو إلى الشمال الشرقي من قرقشونة، وهي منطقة بين مونبيليه وأبنييون، فدخلها صلحاً من دون مقاومة، بعد ذلك توجه إلى حوض الرون.

 

حتى بلغ أوتون، على نهر أرّو، وهو من روافد نهر اللوار، ثم انطلق بعدها فوصل إلى لوكسوي، وهي أبعد نقطة وصل إليها العرب في بلاد الغال.

 

وتعرف المنطقة التي فتحها عنبسة في جنوبي فرنسا بمنطقة سبتمانيا.

 

وفيها استشهد، كان عنبسة من القادة المتميزين الذين شهدتهم الأندلس.

 

ويروي ايزيدور، أسقف باجه في ذلك العصر، أن فتوحاته كانت فتوحات حذق ومهارة أكثر منها فتوحات بطش وقوة.

 

وقال عنه المستشرق «رينـو»: تضاعف في أيامه خراج بلاد الغال.

 

وشهدت ولاية الأندلس هدوءاً بعد فترة اضطراب.

 

وتوقفت حركة الفتح حتى مجيء عبد الرحمن الغافقي الذي تابع مسيرة عنبسة في القارة الأوربية.

التي توجت بمعركة بواتييه «بلاط الشهداء» الشهيرة.

عن المؤلف