14 ديسمبر، 2024

لماذا نحن هنا

Img 20230316 Wa0072

كتب:عبد الرحمن أحمد 

 

أمامك غدًا مؤتمر مهم في وظيفتك، أو إمتحان مهم في دراستك، المهم إنه شئ يقلق نومك.

يجب أن تستيقظ من النوم حين تدق الساعة السادسة صباحًا، والأن ها هي قد قاربت على منتصف الليل، ولم تخلد عيناك للنوم.

 

الهدوء يعم وينتشر من حولك، تريد أن تجبر عيناك على النوم ولكنك دائمًا تفشل.

دقت الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل، وهنا يبدأ عقلك بأن يسأل أسئلة من الصعب إيجاد إجابة لها، هدفها تقلق منامك أكثر وأكثر، وأن تلزمك شعور دائم باليأس والإحباط والإكتئاب.

 

“لماذا نحن هنا؟”

“لماذا خلقنا الله في هذا الكون؟”

“لماذا انا محاط بتلك الأزمات؟”

“لماذا لا أعيش حياة هادئة؟”

“ما ذنبي بما فعل أدم وعوقب بالنزول إلى الأرض؟ لماذا ادفع ثمن غلطة غيري؟”

 

ولكن في الحقيقة أن كل تلك الأسئلة، وما سار على شاكلتها مصدرها ليس العقل الباطن، ومصدرها معروف لنا جميعًا، وفي كل مرة نصغي له ولوسواسته، بل ونصدقها رغم إننا نعلم تمام العلم من إنه يريد لنا الضلال، ونصدق قوله(وقاسمها إني لكما لمن الصالحين).

 

أيها القارئ، وكنت أود أن أقول عزيزي القارئ، ولكن من يؤمن بتلك الأسئلة ويصدقها ليس عزيزي.

الحيآة نعمة ليست نقمة، دورنا فيها تعمير ذلك الكوكب الصغير.

(إني جاعل في الأرض خلفية)

الحياة ليست نقمة، أنت موجود هنا كي نعيش أوقات سعيدة.

 

نتعلم ونعلم غيرنا، نرسم ابتسامة على وجه طفل برئ، أو نرح قلب عجوز.

نبني مساكن، ونعالج مرضى، نتتج دواء، نزرع نبتة، نقدم فقرات ترفيهية علي شاشات التلفاز.

نتمنى شئ ونسعى لتحقيقه، وكما قولت نتعلم ونعلم، ونفيد ونستفيد.

 

عزيزي القارئ، وأنت الأن عزيزي، الحياة فرصة لا تعوض.

كل ثانية لك هنا هي فرصة جديدة.

فرصة للتقرب إلى الله وهذا هو الباب الأول والأخير بل والأهم لطرد تلك الأسئلة التي تواردك بعد منتصف الليل وتقلق نومك.

 

لا تقلق من شئ، ولا من تدابير البشر ضدك، الله يريد بنا اليسر وليس العسر.

إمتحانك الدراسي سيمر، الأزمة في محل وظيفتك من الأكيد لها حل، والضائقة المادية ستفرج؛ فالله هو الرزاق.

تفائل عزيزي فكل هم إلى زوال.

 

ذكر الشافعي في ديوانه…

“تضيق دنيانا فنحسب أننا

سنموت يأسًا أو نموت نحيبا

وإذا بلطف الله يهطل فجأة

يربي من اليبس الفتات قلوبا

قل للذي ملأ التشائم قلبه

ومضى يضيق حولنا الأفاقا

سر السعادة حسن ظنك بالذي

خلق الحياة وقسم الأرزاقا”.

 

{تم بحمد الله}

عن المؤلف