كتبت: سارة مجدي
هنيئًا لقد وقعتم أسرىٰ لغربًا يتعمدون لهولكم واِشغالكم عن واجبكم؛ حتىٰ يتحكمون بكم ويسيطرون عليكم وتصبحون تحت سيطرتهم، وليس كذالك وحسب بل تحت أقداكمهم يدهسونكم كالصعاليق ولا يُبالون.
لقد وصلوا لغايتهم ونحن مَن ساعدناهم علىٰ ذلك، لقد تركنا أشغالنا، وأعمالنا، تركنا أولادنا، هؤلاء المُحاربون الذين يقفون على الطُرقاتِ وفي الصحاري، ومنتشرون في كل مكان مِن جيش وشرطة، ينزفون الدماء ويبات كل يوم بيتًا به شهيد قد يكون أبًا، قد يكون أبنًا، زوجًا أو قد يكون كلهم معًا، إنه شخص ولكن بعائلة، يبات قلب أمًا مُحترق علىٰ فلذة كبِدها، وقلب أبًا مولع بفقد فقيده ونحنا أين مِن كل هذا؟
نحن نلهو ونلعب، منشغلون بهواتفنا وما يُعرض عليها مِن ألعاب ومواقع، وكل ما يُسير إلىٰ الكُفر واللهو، والحزن والأكتئاب، ومباديء الإلحاد الخفي، الذي بات يُدث داخل كرتون الأطفال ليُنشأ جيل يتبع ويطبق مباديء الإلحاد وهو غير مُدرك بذلك لقد وقعنا أسرىٰ للغرب.
لقد منحناهم اللجام ليسوقونا ونحن غير مُدركين بذلك، في حين أن أبناء الوطن الشُجعان المُحاربون الحقيقون يقفون كالأسود يحمون البلاد، يُحاربون كل يوم الأعداء ويفقدون أصدقائهم، وأخواتهم أمام أعينهم ولا يبرحون حتىٰ يُحققوا الهدف، ولا يسمحون للمُحتل بالدخول للبلاد والسيطرة علىٰ أهلها؛ حتى لا نكن عبيدًا لهم يدهسون علينا وحيواناتهم المقودة، وهما لا يُدركون أن أبناء هذا الوطن هم مَن فعلوا هذا به باِتباعهم اللهو واللعب والمواقع البذئية، والألعاب الرديئة التي تجعلهم أسرى لهم يقدوهم كيفما يشاءو.
وليس ذلك وحسب لَم يَعد الأمر تقصيرًا في حق الوطن فقط بل تقصيرًا في حق الله أيضًا، فتجد الشاب والفتاة بُناة المستقبل يلهون عن صلاتهم وعن أداء الفرائض في ظل الجلوس علىٰ ألعاب تجذب أنتباههم وتُبعدهم عن أداء حق الله عليهم وفرضهم، وذِكر ربهم ثم تجدهم يشتكون من الأكتئاب والحزن ونسوا أن {ألا بذِكر الله تطمئن القلوب}
ونسوا أن الله أخبرهم أن بالإعراض عن ذكره أصبحت معيشتهم ضنكًا كما قال في الآية التالية {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا}
تساقطنا كتساقط البتلات في الخريف وأبتعادهم عن مأواها الحقيقي، كذلك فعلنا نحن سقطنا أسرى الغرب والتكنولوجيا وتركنا ملجأنا ومأوانا الحقيقي وأبتعدنا عن خالقنا وتركنا حق الوطن مقابل ماذا؟!
مقابل ألعاب بذيئة ومواقع رديئة لا جدوى منها ولا نفع، هنئًا لكم أبناء الوطن لقد سَلَمتم وطنكم لأعدائكم وأنتم لا تُبالون بذلك فهنيئًا لكم.
المزيد من الأخبار
الخليفة الناسك
بين الشظايا والصمود: حكاية حياة في زمن الحرب
وفاة النبي(صلّى الله عليه وسلم)