20 سبتمبر، 2024

الإعلامي يوسف محمود في حوار خاص لمجلة إيڤرست الأدبية

 

حوار: رماح عبدالجليل

 

أقفُ عند هذه الشخصية محتارة في كيفية رسمها لكم قبل عرض حواري معها، شابٌ يافعٌ طموح في العشرين من العمر، يحفر اسمه وبصمته في سماء الإعلام، ليس هذا فقط بل تألق أيضًا في الكتابةِ الروائية، لا يرضى إلا بالقمة التي تشبه مجلتنا، إنه الإعلامي المتميز، الخلوق، صاحب المبادرات “يوسف محمود”.

 

قدم في بداياته برنامج “بين السطور” لكن في الآونة الأخيرة ارتبط اسمه أكثر بكلمة “بين الكلمات”، التي كانت في البداية مجرد مبادرة، والآن يندرج تحت هذا الاسم برنامجه التلفزيوني، والمؤسسة الثقافية، والموقع.

 

ضيفي هو المدير العام لشركة “همزة” للنشر والتوزيع وتنظيم المعارض والمؤتمرات، أيضًا رئيس مجلس إدارة جريدة “القاهرة نيوز” الإخبارية، بدأ متألقٌ كلاعب في أكثر من نادي مثل الأهلي، الزمالك، المقاولون، مصر المقاصة، لينهي بعد عشرة سنوات مسيرته الرياضية معتزلًا نتيجة الإصابة، يطيل الحديث عن إنجازات ضيفنا، لذلك دعونا نهرع للدخول في عمق حواره الشيق في مجلتنا المتميزة “إيڤرست”، فأهلًا بكم.

_بدايةً من أنت؟

 

يوسف محمود، عضو لدى الجبهة الدبلوماسية المصرية، صاحب روايتَيْ “عائلة من الجحيم” و “انفنائيل”، مقدم برنامج “بين السطور ” في قناة “mtc مايسترو”، ثم برنامج “بين الكلمات” على قناة “الصحة والجمال”، مقدم مؤتمرات وحفلات دولية، أما تجربتي الإذاعية فكانت من خلال برنامج “مايسترو الرعب” على راديو الندى، وبرنامجَيْ”بين الكلمات” و “مايسترو الرعب” مجددًا على راديو” فايف أف أم”، عملتُ محررًا صحفيًا ومراسلًا لدى جريدة في البلد، وأعمل محاضر أيضًا لبعض الكورسات وورش صحافة وتقديم وإعداد إذاعي وتلفزيوني.

 

_كيف جاء دخولك الى العمل الإعلامي والتلفزيوني؟

 

بدايتي أخذ دورات وورش إعلامية مختلفة، وعن طريق الصدفة كنتُ ضيفًا في إحدى البرامج وكنتُ اتواصل مع مسؤولين القناة على تقديم البرامج، عرفتهم بنفسي ثم أخذتُ الفرصة وبعد أسبوعين ظهرتُ في أول برنامج لي.

 

“بين الكلمات” ذلك البرنامج الذي جمع المواهب وقدمها للساحة بمنحها فرصة حقيقية للظهور على الشاشة، وحقق البرنامج نجاحات متميزة، ومنح الدعم لضيوفه.

 

_فمن أين بدأت الفكرة؟ وماذا يعني لك “بين الكلمات”؟

 

مبدئيًا برنامج “بين الكلمات” برنامج شامل، نقدم فيه رياضة، سياسة، اقتصاد، نستضيف فيه أيضًا دكاترة، إعلاميين، صحفيين، ومختلف التخصصات أتت فكرته حينما بدأت بحضور حفلات يتم فيها استغلال الشباب ماديًا، هذا الأمر أغضبني، ثم بعدها أتت فكرة إنشاء مبادرة “بين الكلمات” لإظهار المواهب والنجوم الذين لم يجدوا فرصتهم وبدأت في تنظيم الحفلات لهم، أما عن ماذا يمثل لي فـ “بين الكلمات” هو نجاحي.

 

_هل ترى أن حلقات برنامجك” بين الكلمات “قد أتت أُكُلها وحققت طموحاتك في مساعدة الشباب الموهوب، هل رأيت نتاج حصادك أمام عينيك أم لا يزال الزرع يحتاج وقتًا؟

 

الحمدلله، عدد كبير من المواهب التي استضفتها في برنامجي أصبح لديه ديوانه أو كتابه الخاص، وصرت أشاهدهم ضيوفًا في بعض البرامج، موهبتهم هي التى أوصلتهم إلى كل ذلك، وأكون فخورًا بهم كأنهم “أولادي” بغض النظر عن فرق السن أصغر أم أكبر مني، نجاحي الأكبر والذي أسعى إليه دومًا هو أن أقدم مواهب بحضور شخصيات مهمة داعمة.

 

_الارتجال في البرامج المباشرة برأيك هل هو تدريب ام موهبة؟ وهل يمكنك سرد بعض المواقف الغريبة التي حدثت لك أثناء البث المباشر؟

 

الارتجال يأتي مع الوقت والتدريب إلى أن تصل لمرحلة الإستغناء عن الورقة أو الاسكريبت وتتحدث بما في ذهنك من معلومات، أغرب موقف مثلًا إن “المايك” يتعطل، وأتذكر أيضًا في مرة كنتُ عطشانًا، وحينما توجه الكادر نحو الضيف نزلت تحت المكتب وشربت، أعتقد هذه من المواقف الغريبة التي فعلتها.

_هل تقوم بإعداد برامجك بنفسك؟ ثم دعنا نعش معك في بعض أجواء المذيع واحكي لنا كواليس ترتيباتك قبل الظهور على الهواء مباشرة؟

 

في بدايتي كنتُ أعد برامجي، ويوجد من يشاركني الإعداد بعد أن أعطيهم التفاصيل، لكن بالتأكيد لا أعتمد بالكامل على ذلك، بل أجهز بنفسي وأستعد للحلقة بالإلمام بالموضوع والشخصية، وأحاول دومًا أن أخفف حدة توتر الضيوف قبل ظهورهم على الهواء.

 

_هل تفضل المذيع ذو اللون الواحد “المتخصص”، أم ذو الألوان المتعددة الذي يقدم كل شيء؟

 

أنا على قناعة أن الجمهور يرتبط ذهنيًا باللون الأول الذي ظهر به الإعلامي، وهنا يكون التحدي للإعلامي على مدى مهارته ومعرفته باللون الجديد الذي سيقدمه، إن كان متمكنًا فيه فسيستطيع إقناع الناس به والأمثلة كثيرة على هؤلاء الذين ظهروا بلون مختلف ونجحوا، أما إذا لم يكن الإعلامي يمتلك معلومات كافية واتجه للون مختلف فقط لأن قناة ما طلبته فسيفشل.

 

_أستاذ “يوسف” هنا تأتي أهمية السؤال عن ما إذا كنا سنرى الإعلامي “يوسف محمود” يتجه إلى لون جديد من التقديم التلفزيوني، كأن يقدم برنامجًا سياسيًا، رياضيًا، أخباريًا أو غير ذلك بعيدًا عن الفن وأهله؟

 

بالتأكيد إذا ما كانت لدي معلومات كافية بمجالٍ ما فما المانع أن أقدم برنامجًا متخصصًا، أنا رياضي وأحب الرياضة جدًا وأتابعها، وأتمنى أن أكون إعلامي رياضي يومًا ما، الفكرة كلها في وجود الفرصة مع الاستعداد لها، فإذا أتتني وأنا مستعد فسأستغلها ولن أقول لا.

 

_انتشار جيد وسريع -اللهم بارك- هل هناك شخصيات تدين لها بالفضل في تميزك الإعلامي؟ وهل تقتدي بأحد المذيعين؟

 

الفضل لله الذي يسر لي الفرص سواء في الإعلام أو الكتابة، قدوتي الذي أتعلم منه هو الإعلامي” وائل الإبراشي” رحمة الله عليه، بعيدًا عن أي إنتقادات كانت تحدث له لكن هذا الرجل قيمة وقامة وأجيال كثيرة يتعلمون منه، وأنا أقولها إذا أردت أن تتعلم إعلامًا صحيحًا فشاهد” وائل الابراشي ” طبعًا مع احترامي لجميع الإعلاميين الموجودين على الساحة.

 

_لم يتميز “يوسف” فقط في الجانب الإعلامي ولكن كان له بصمته في الكتابة الروائية، ماذا قدمت لك الكتابة وقد بدأتها برواية “عائلة من الجحيم”؟

 

الكتابة هي بدايتي، كنتُ أكتبُ قصصًا قصيرة وأنا صغير ثم أتوقف وأعود لها مجددًا، كتبتُ “عائلة من الجحيم” ثم يشاء الله أن تظهر كورونا ويتم تأجيل معرض الكتاب، ومن ثم يتم استضافتي في برنامج وبعدها يكون لي برنامجي، ثم برنامج آخر.

 

“عائلة من الجحيم” الحمدلله قد حققت نجاحًا راضي عنه بكونها أول تجربة لي، لقد كانت فكرتها مختلفة وأعتقد أن هذا من أسباب نجاحها، وإن شاء الله سيكون هناك الأقوى منها قريبًا.

 

_روايتك الثانية “انفنائيل” حيثُ حققت أعلى نسبة مبيعات وما نزال ننتظر المزيد في هذا المجال، عن ماذا تتحدث تلك الرواية؟

 

“انفنائيل” أتت من “انفنتي” وهي ما لا نهاية، المقطع الثاني مقتبس من أسماء الجن، بحيث أن “انفنائيل” يكون معناها “الجن الذي ليس له نهاية”.

 

وهي رواية تتحدث عن لعنة مخطوطات من عهد سيدنا “سليمان ” وقرية تدعي “الغراهيقية” شباب من عصرنا الحالي يعثروا عليها، وتستمر المغامرة حتى يتخلصوا من اللعنة.

 

_تقول أن الكتابة استطاعت أن تفتح لك مزيدا من الأبواب الإبداعية في مجالات الإعلام، كيف ذلك؟

 

أفادتني من حيث الحفظ واقتباس مفردات في الحديث والوصف والشرح المبُسط للمشاهدين.

 

_ذكرت في إحدى مقابلاتك أنك تجد شغفك في الإعلام والكتابة معًا ولذلك أنت تحقق فيهما النجاح، لكن أن خيروك بين الإعلام والكتابة ماذا ستختار ؟ أيهما سترجح كفته عندك؟

 

حاليًا الإعلام؛ لأن شغفي به يزداد كل يوم.

 

_ماذا أضاف لك العمل الإعلامي على المستويين الثقافي والشخصي؟

 

أضاف لي البحث والمعرفة في كل المجالات بحيث أكون حريصًا على أن أبقى مطلع أكثر علي آخر الأخبار والتحديثات المحلية والعالمية في جميع التخصصات.

 

_تكريمك من قبل جامعة “إليزابيث” البريطانية، بشهادة الدكتوراة الفخرية في مجال الثقافة والأدب، ماذا أضاف لك وكيف تراه؟

 

نجاح جديد افتخرُ به، لكنه ما هو إلا بداية لنجاحات قادمة بإذن الله.

_ذات مرة قلت إنك كنت عدو لنفسك بسبب انتقادك وتأنيبك لذاتك، وتتهمها بالفشل، الآن كيف يرى” يوسف “ذاته؟ ثم متى سيكتفي بما ينجزه، ويقف أمام نفسه ويقول لقد حققت أحلامي، خاصةً وأنت الآن مثال للشخصية الناجحة المجتهدة، وحصلت أيضًا على تكريمات، ومن أهمها أفضل شخصية مؤثرة لعام 2021؟

 

إلى هذه اللحظة أنا عدو لنفسي، حتى أجدد شغفي لأحقق المزيد من النجاحات كأن أفوز يومًا بجأئزة نوبل أو أكون في قائمة أكثر الشخصيات تأثيرًا في العالم وعندما أصبح إن شاء الله وزيرًا للشباب والرياضة أو وزيرًا للثقافة.

 

_”يوسف”! هل تؤمن بأن لكل إنسان دور في مجتمعه؟

 

أكيد، وكل إنسان يتمنى أن يكون له هذا الدور ويساعد ويصنع شيء لنفسه وينجح فيه، لكن كل ما في الأمر أنه أحيانًا تكون ظروفه المحيطة أكبر منه بحيث لا تخدمه لتحقيق دوره الذي يتمناه.

 

_الإنسان الذي بداخلك، ما هي الصفات التي يتمنى أن يمتلكها؟

 

التهاون مع نفسه.

 

_أنتَ ماتزال تكمل مشوارك الدراسي، ولديك برنامجك على التلفاز، الموقع، المؤسسة، شركة “همزة” وتعاقداتها، بجانب الحفلات والكتابة أيضًا، فكيف تستطيع التوفيق بين انشغالاتك تلك؟

 

أحاولُ قدر المستطاع أن أنظم وقتي بحيث يشمل كل هذا، وإعطاء مساحة من الوقت في يومي لكل شيء على حدا.

 

_ماذا حقق يوسف؟ وماذا يود لو يحققه في حياته؟

 

حتي الآن لم أحقق شيء يُذكر، النجاح الحقيقي لم يأتي بعد، الذي أود أن أحققه هو ترك أثرًا طيبًا يتذكرني به الناس لعقود من الزمن وأن أصبح قدوة حسنة لأجيال بعدي.

 

“بمفردنا يمكننا أن ننجز القليل جدًا، لكن معًا يمكننا أن نفعل الكثير، الموهبة تجعلك تفوز بالألعاب، ولكن العمل الجماعي يجعلنا نحصد البطولات” تحت هذا الشعار ومنذُ أيام تم الإعلان عن ” مُلتقى الشباب للثقافة والفنون” وما إن تم الإعلان حتى أصبح حديث ” السوشيال ميديا” بشكل عام، ونحنُ سعيدون بما سمعنا، حدثنا أكثر عن هذا الملتقى؟

 

هو سابقة شبابية، وملتقى للشباب يجمع المبادرات والكيانات الثقافية في مصر تحت رعاية مؤسسة “بين الكلمات”، سيكون فيه العديد من الفقرات بحضور ضيوف الشرف أيضًا، وهو يؤسس لفكرة أن أهداف هذه الكيانات واحدة وهي مساعدة الشباب بتقديم مايحتاجونه، ومن اجل ذلك سنجتمع.

 

_الإعلامي “يوسف محمود” مجلتنا سعدت كثيرًا بهذا الحوار معك، وأنت قدوة للشباب ومثالًا للتميز، في كلمتك الأخيرة هنا ماذا تقول لمجلة إيفرست الأدبية؟

 

سعدتُ جدًا بالحوار الممتع هذا، وبالتوفيق لكل القائمين على مجلة ” إيفرست”.

عن المؤلف