تُزهر أمي كلما تكبُر

Img 20230311 Wa0044

كتب: محمد جلال اللقاني

 

عينين جميلتين، والخدود أكثر حُمرة عندما تبكي أو تضحك، لم تسقط يومًا بل كانت شامخة، تتحدى الأيام كُلما تكاثرت عليها بالمتاعب، سيدة عظيمة لا أعرف ما الذي قتلني عندما رأيت أدمُعها لأول مرة، ما القوى التي خذلت أُمي، لا أعرف كيف أسرد، الكلمات وحدها ضعيفة المعنى حينما أكتب عنها، كُلما أقتربُ منها أكون أكثر ارتياحًا، لا أعلم السبب هل لأنني منها لا أعرف.

 

يوم الأم؛ وكيف لا أكتُب عنها اليوم، وكيف لا أنحني لها مُقبلًا يديها وخديها ورأسها وقدميها، هذه المحبوبة الأولى والأخيرة بدأتُ على يديها وزُهرت أمام عينيها، لم تمِل أبدًا ولا أذكُر أن يئِست من فشلي لوهلة ما، دائمًا ما أسندتني كي لا أسقط، عكازي الدائم دون شعور بالألم، راحتي من راحتها، مبررها الدائم حينما أسألها عن الأشياء، أعلم أني لستُ الولد المثالي الذي لا يغضب أمه كثيرًا، وإنما لم ولن أرفع صوتي فوق صوتِها مرة ما، حبيبتي دون أن ترحل، سبيلي حينما أحزن، سعادتي دون أن تتوقف، العدم بالنسبة لي أشبه بيدي التي لأول مرة لا تعرف كيف وماذا تكتُب؟!.

 

الحادي والعشرون من مارس يوم الأم العالمي، ولعله هو اليوم المثالي للأم التي سهرت وتعبت الليالي من أجل أن نكون نحن الأبتاء، مراحل النمو صعبة ولكن الأم الحبيبة لم تيئس لحظة في أن تضعنا أول اهتمامتها، كيف تبدو الحياة بدونها، تخيل معي ألم الحياة وصعوبتها، أرجو من الله ألا يمسها بسوء، وأن يكون موعدي للرحيل إلى الله قبلها، لأنني لن أطيق الحياة في غيابها، هي مثل الورود التي تترعرع ربيعًا، فتملأ الجو برائحتها الجميلة، شكرًا لأمي لأنها أمي، شكرًا لكونها الجميلة التي لا تنتظر شكر منا، شكرًا لكل أم أتقنت تربية أبنائها وجعلتهم رجالًا ونساءً أقوياء، قادرون باختلاف لتكوين أسر جديدة تستطِع مواجهة صعوبات الحياة.

عن المؤلف