كتبت: أسماء محمد خضر
اليوم سأكتُب هذه الرسالة لك، ولكن لن تكُن مِثل باقي رسائلي؛ حُب وغرام واشتياق لا اليوم ستختلف رسالتي لك، وأعدك أنها ستكون آخر رسالة، وآخر احساس وآخر كلام مني لك، عندما أحببتك رأيتك شمس نهاري، وقمري المضيء ليل حياتي، أحببتك كما أني أعدتك بأني لن أُفارقك حتي موتى،
قُلت عني أمك وقُلت أُحبُكِ أكثر من نفسي، وقُلت سأُحارب العالم وأقف له من أجل عينيكي، وأنت صدقت ووفيت بوعودك حبيبي،
دائمًا ما كُنت أقول لك أخشي من ذاك اليوم الذي سيأتي ونبتعد عن بعضنا، كُنت تقول لي كلام كُلهُ سكينه وأطمئنان، تقول لن يأتي ذلك اليوم طيلة حياتك يا عيناي، كُنا نتحدث بالساعات والساعات طوال الليل، نتحدث ونضحك ونتشاجر وأحيانًا قليلة ما نبكي، وتأتي تصالحني وتظل تتغازل بي وبعيني التي تحبها،
تحدثنا أيامًا وشهور وسنوات وكل يوم يمر أتعلق بك أكثر بكثير، حتي أصبحت أنت نقطة ضعفي التي أُريدها دومًا معي، أخاف عليها من أعين الناس، أخاف أن يراك شخص ويحبك وتحبه، كنت أخاف عليك مني نعم منب، أخاف أن يُفرقنا الموت وتترك نفسك وتهملها وتترك صحتك للدنيا تأكلها وتنهشها،
جعلتني متباهية بنفسي واثقة كل الثقة، أحدث الجميع بدون خوف وتوتر، أنظر إلي المرآه وأقول هل هناك أجمل مني؟ جعلتني أجمل امرأه بعين نفسي،
من قبل أن أعرفك كان لدي الكثير من الأهل والأصدقاء، لكن لم أشعر بنفسي ولا بقيمتها إلا عندما أتيت، تحولتُ تمامًا من فتاة فوضاوية تحب الوحدة والعُزلة؛ تتجنب الحديث مع الجميع هادئه لا تتحدث إلا لمن يحدثها، ويبدأ هو إلى أنا ما عليهِ الآن اجتماعية تُحب أن تبدأ هي بالحديث مع الجميع، مرتبه مُهتمه بنفسها وصحتها وملابسها وشكلها، غيرتني وغيرت الكثير مِن طباعي إلى الأجمل والأفضل ممتنه بِكُل هذا لك، ولكن يا عزيزي إلي متي سنظل هكذا؟ إلي متي سنظل نتحدث بالساعات ونظل طوال الليل نحكي ونقول ونقول؟ وربي ربي يري كل هذا وساترنا، لكي يري رد فعل بسيط منا، وهو أن نرفع يدانا له ونقول شكرا ياربي لأنك مع كل مره تسترنا، وننهي كل هذا، ولكن نحنُ مازلنا علي فعل هذا الذنب، نعم حديثنا أنا وأنت هذا ذنبُ نتحاسب عليه، نعم أنت سعيد لأننا ظللنا كل هذا بدون أن يعلم أو يري شخص هذا، ولكن ربي يري ويعلم كل هذا ومع ذلك ساترنا، ولكن إلي متي عزيزي؟
يجب أن نأخذ تلك الخطوة التي ستؤدي بي إلي الهلاك وهي أن نبتعد عن بعضنا، أكتب وأقول هذا وأنا داخلي بركان من الدم، أنا لا أُريد فراقك حتمًا سأموت بدونك، ولكني أريد التقرب من الله، وأُريدك أنت الآخر تتقرب منهُ، وأنا أثق تالله سيعوضنا عن كل هذا، سأدعي بِكُل صلاة أن أكون لك وأن تكون لي، هذه رسالتي الأخيرة لك، أعدني أن تظل دومًا هكذا، مهتم بنفسك وصحتك كأني معك تمامًا، أعدني بأنك ستعتني بنفسك جيدًا، أعدني بأنك لن تنساني وأني سأظل بقلبك، تالله حبيبي أكتُب هذا والدموع ملئت عيني، ولكنها حقيقه لا مفر منها، أنا لن أستطيع أن أظل بقية حياتي بدونك، ولكني أعلم أن الله سيستجيب لي، وسيجعلني من نصيبك، أعدك بأني سأظل أحبك إلي أن نلتقي مُجددًا، وأنت حلالي، أحبك لا والله بل أهواك وأعشقك، اعتني بنفسك عزيزي.
تقرب إلي الله، أحكي لهُ عن كل شيء، لا أُريد أن أقول لك كلمة الوداع، ولكني حتمًا سأُتعب قلبي وأقولها؛ سلام يا عزيزي أحبك كل الحب، والسلام ختام بيننا.
المزيد من الأخبار
مُذنب انا
دعوة للتفاءل
نُبَاحٌ لَا يُسْمَعُ