14 ديسمبر، 2024

بطلة تحدي القراءة بمحافظة الغربية في حوار خاص لمجلة إيڤرست الأدبية

 

حوار: عفاف رجب

 

 

قال أبو القاسم الشابي: “ومن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر”؛ فالقمة للقمة، جئنا إليكم بقمة أدبية جديدة، نجمة لمع بريقها بالوسط الأدبي، ترى أنه ليس هناك شيءٌ ضروريٌ لتحقيق النجاح من أي نوع أكثر من المثابرة لأنها تتخطى كل شيء حتى الطبيعة، فضيفة مجلتنا اليوم صاحبة رواية “انطلق يا سهم”.

 

 

فمعنا الكاتبة والروائية “سهيلة آل حجازي”، طالبة بكلية تربية قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية، بطلة تحدي القراءة العربي على مستوى محافظة الغربية لدورتين متتاليتين 2018، 2019، وهيا بنا نبحر في عالمها الأدبي الخاص.

 

 

_بداية الغيث قطرة؛ فمن أين بدأ غيث الكاتبة، حدثينا عن هذا الجانب وهل تحددين مواعيد لها، أم هي موهبة فطرية؟

 

“إن كان بداية الغيث قطرة، فإن نهايته أن يتجمع في حنايا الأرض، ثم نستخرجه بعد ذلك، والكتابة لدي هي موهبة فطرية، فطرني الله عليها، وكان لوالدى أطال الله عمره وأدامه لي فخرًا الدور الأبرز في تنميتها”.

 

_لكل كاتب مجال مختلف يميزه، فما هو مجال كاتبتنا الذي تحبه وتبحث عنه؟

 

“إن تعمق الكاتب في القراءة يكسبه أدوات شتى المجالات عزيزتي؛ وفي الحقيقة أنا لم أحكر قلمي على مجال محدد؛ لأنني أحب التجريب وملامسة كافة المجالات من مقالات ومسرحيات وقصص وروايات وتراجم وشعر .. إلخ”.

 

_هل واجهت بعض الصعوبات في بداية مشوارك الأدبي، وإلي أي مدى سببت كتاباتكِ مشاكل لكِ إن وجدت؟

 

“إن خلت الحياة من الصعوبات لن يكون لها معنى، ولن أستلذ بها، لكنني تعلمت أن أجعل من الصعوبات التي تواجهني سلمًا أصعد به إلى القمة حيث عُش النصر والذروة، أما عن حدوث مشاكل بسبب ما أكتب فلا أعتقد ذلك، قد يحدث جدل لكن لا يصل إلى حد المشكلة”.

 

_إذا وجد الشيء وجد نظيره، فهل لاقت كتاباتكِ نقدًا، وكيف كان تأثير هذا النقد عليكِ إذا كان هدامًا، وما هي نصيحتكِ للنقاد؟

 

“إن لم تلقَ كتاباتي نقدًا لما تطورت، ولما بلغتُ المستوي الذي أنا عليه الآن، أما عن النقاد فقد تعلمت أن أدعهم يقولون ما يريدون، وأخذ أنا ما أريد وأدع ما لا أريد، فهي قناعات، اقتنعت بأن كلام فلان صحيح أعدت النظر، لم أقتنع كأنه لم يقل شيئًا، وللنقاد مني جزيل الشكر والتقدير والاحترام”.

 

_ما هي الإنجازات التى قدمتها الكاتبة، والتى تطمح لتحقيقها مستقبلًا؟

 

الإنجاز الوحيد الذي قُمت به وندمت عليه في ذات الوقت هو نشر عمل إلكتروني مع دار الكتب للنشر والتوزيع، وهو عمل روائي بعنوان “انطلق يا سهم” حقق ما يقارب العشرة آلاف قراءة عبر تطبيق عصير الكتب، ولم أندم على تعاملي مع عصير؛ كي لا يؤخذ كلامي على محمل آخر، لكنني ندمت على تقديم عمل لا يليق بي ولا يرقَ لمكانة عصير الكتب.

 

وفي الحقيقة كتبت هذا العمل في المرحلة الثانوية وكنت جاهلة بأدوات الرواية، وقدمت العمل دون أن أصححه أو أكلف نفسي بإعادة صياغته، والحمدلله على هذا الخطأ فلولاه ما تعلمت ولا استفدت من النقاد، وسأظل أردد إلى آخر يوم في عمري هذا العمل يحتاج إلى إعادة صياغة، والصياغة التي كتبت به لا ترق لفكرة الرواية، أما عن ما أطمح عليه فإني أحبذ الاحتفاظ به لنفسي، لا لشيء إلا لأن الأفعال أقوى مِن الأقوال، وقد عودني والدي على الفعل وليس القول، ولست مِمَن يقول أريد أن أصبح وغدًا سأكون، لكني أمل أن أكون كما أريد بإذن الله، وأن يحقق الله لي ما أريد، وأن أخدم وطني وأمتي بكل ما أوتيت مِن علم.

 

_حدثينا أكثر عن العمل، وفكرته، وهلّا لنا بإقتباس منه؟

 

أتتني فكرة العمل “انطلق يا سهم” في الصف الثاني الثانوي، وصنعت مسودة بالأسماء ثم صنعت مخططًا للمسارات، وتركتها ولم أكملها وفي الصف الثالث الثانوي بدأت كتابة العمل كنوع من التسلية بجانب المذاكرة؛ إذ كنت أهرب مِن الضغط الذي كانت تسببه لي المذاكرة للكتابة، والعمل يدور في الزمن الماضي تحديدًا خلال فترة الولاة مع نهاية الدولة العباسية، وبداية التمزق والانقسامات التي حلت بالوطن العربي ما بين العراق والشام والحجاز وطبعًا لم أنسَ بلدنا الحبيب مصر، ملخص العمل أنني جسدت الأرض على هيئة امرأة ظلمت وقُتل أهلها وعادت للانتقام، ولم أنسَ نصيب الحب وصراعته في العمل، وأنا دومًا أقول “الأرض مثل المرأة إن أُسرت، الأرض مثل المرأة إن فقدت، الأرض والمرأة وجهان لعملة واحدة، فإن خذلنا الأرض خذلتنا كما تخذل المرأة الرجل إن خذلها، وإن حافظنا عليها جادت علينا بأجود ما بها.” وهذه الأسطر هي ملخص العمل.

 

من الإقتباسات:

 

مِن إن يخرج السهم مِن وتره مهما كان راميه ماهرًا لا يرتد إليه.

 

انظر جيدًا أين سارت الحال، لقد أضحي الممكن محالًا، لغتنا إلى ضياع، وعلمنا إلى زوال، وحاضرة العرب إلى غياب في غيابة جب كجب يوسف عليه السلام، تنتظر السيارة لتُخرجها لترى النور يعود مِن جديد، فتعلوا أصوات العلماء والخطباء على منابر بغداد ويتغني المتصوفة في شوارع بغداد مرة آخري.

 

لـ سهيلة آل حجازي

 

ومن يرغب في قراءة العمل يُرجى زيارة الموقع الآتي:

 

https://www.aseeralkotb.com/books/انطق-يا-سهم

 

_ما مبدأ الكاتبة في الحياة عامة، وهل له علاقة بما حققتِ من نجاحات؟

 

“في الحقيقة لكل إنسان مبادئ خاصة به، وحينما يوجد مبدأ من المبادئ سليم في ذاته، فإنه يرتقِ إلى مبدأ أقوى، والمبدأ الذي أؤمن به هو المساواة واحترام قواعد الحوار، ولا شك أن هناك مجموعة مبادئ أخري أسير بها، وقد اعتدت أن دقة العطاء في المبدأ لا بُدَّ أن تقترن بها خصوبة الأداء، فلا يجوز أن يعطي المبدأ النجاحات دون أداء، وإن حدث فلن يتحقق ما ترتجيه النفوس، والمساواة واحترام قواعد الحوار مِن أهم المبادئ التي ترسم لي الطريق إلى الذروة”.

 

_من المؤكد أن وراء كل قصة نجاح مشجع، من كان مشجعكِ على الدوام؟

 

“في الحقيقة والدي تبنى تربيتي منذ نعومة أظافري على القراءة، وأنا أؤمن أن موهبتي وراثة منه، ووالدتي كانت تنقل لي التجارب الحياتية وهي أول شخص دعمني في مشروعي وجميع أهل بيتي وأقاربي لهم دور في تشجيعي على الاستمرار، وجميعهم تيجان على رأسي”.

 

_بمن تأثرت كاتبتنا الجميلة، ولمن تقرأ الآن؟

 

“في الحقيقة لم اتأثر بأحد مِن الكتاب الذين قرأت لهم مع إعجابي الشديد بأسلوبهم، لكن أن أؤمن بأن لي نمطًا خاصًا أكتب به، مع أن الكثير من أساتذتي قالوا أنني أشبه الكاتبة الكبيرة رضوي عاشور، المنفلوطي، إلا أنني أؤمن أن لي أسلوبًا خاصًا بي، هذا بالنسبة للكتابة أما عن الفكر فإن المدراس الصينية والهندية واليونانية والعربية لها أثر في حياتي، ولكل وقته الذي يخرج فيه”.

 

_للإنسان طموحات عديدة، هل تواجهين صعوبة في التوفيق بين مجال دراستكِ وتطوير من الكتابة؟

 

“كلا؛ لأن مجال دراستي يؤيد مشروعي؛ إذ إن دراسة اللغة العربية والتعمق فيها يعمق الأدوات ويجعلها طيعة لي، وأحمد الله على اختياري لهذا القسم الذي جعله الله سببًا لي؛ كي أطور مِن نفسي”.

 

_من وجهة نظركِ ما الذي يجعل الكاتب مميزًا، وهل يُعد لتميزه علاقة بأن للكاتب قُراء كُثر؟

 

“لا يُنظر لتميز الكاتب مِن عدد القراء، بل إن ما يميزه هو مناقشة العديد مِن الأفكار وانسانية الكلم، ودقة اللفظ في موضعه، وقوة السرد مع يسر اللغة، وكذلك فإن الموضوعات التي يتناولها الكاتب تميزه؛ إذ إن الكاتب حامل رسالة يؤديها للجمهور؛ لذا فهو ملزم بالاهتمام بما يقدم وليس بالاهتمام بعدد القُراء، والفرصة لا تذهب لِمَن لا يستحق”.

 

_ما هو العامل الأساسي الذي دفع الكاتبة لاستمرار والتطوير من ذاتها، وما نصيحتكِ لكل المبتدئين؟

 

“الرسالة التي أعتقد أنني أحملها، كل إنسان يحمل رسالة وأنا معلمة وقارئة قبل أن أكون كاتبة، ويقع على عاتقي وظيفة بناء الأجيال، فيا حبذا إن وظفت الكتابة في تحقيق هذه الرسالة التي هي بناء عقول واعية؛ كي ترتقِ الأمة.

ونصيحتي للكُتاب الجدد هي القراءة، القراءة كنز عظيم لا نهاية له ولا حد، اعشقوا القراءة وانتفعوا بما تقرأون”.

 

_ما رأيكِ لمجلة إيڤرست الأدبية وما تقدمه للشباب، والحوار الخاص بنا؟!

 

“مِن الصعب أن نجد جميع الناس متفقين بل ومجتمعين على فكرة واحدة، لكن هذه المرة سنتفق جميعًا على أن المجلة لها دور فعال في النشاط الأدبي، وأتوجه لكل مَن قام بخطوة وعلى رأسهم د/ وليد عاطف حسني مِن أجل أن تظهر بهذا الشكل، وأما عن الحوار فأترك الرأي للقارئ يفصل فيه، وأشكركم على ما قمتم به مِن مجهود”.

 

_وفي نهاية حوارنا بما ترغب كاتبتنا بالقول؟

 

“لكل في حياته هدف، فاسعوا جاهدين لتحقيق أهدافكم، وتوكلوا على الله مِن أجل الوصول إلى الذروة، وضعوه نصب أعينكم، فإن لا يخيب مِن اتبع الله ورضى بما يقضي له”.

 

 

 

 

 

عن المؤلف