حوار: ضُحى مهدي.
“كما يكون قلبك، تكون الدنيا في عينيك.”
وكان قلب مبدعتنا أجمل مما نتخيل بكثير، فأرتنا الدنيا كما تراها بعينها.
أنا نُهى بدوي محمد بهنسي ولدت و عشت فى محافظة البحيرة بمدينة كفر الدوار، عمرى ٢٤ سنة، وأنا فى السنة النهائية من بكاليريوس الطب والجراحة بجامعة القاهرة وهي أجمل مراحل حياتي، لأنها مُفعمة بالمرح والإنطلاق والحيوية واللعب، فكنت أستيقظ عند الساعة السابعة صباحًا، لأبدأ اليوم بمقابلة أصحابى الذين يقطنون بالقرب مني لنلعب معًا، كنت أحب الرسم جدًا وأحب أن أمسك القلم بيدي، فتجدني أرسم بالفور عى أى ورقة أراها، ولم يكن هناك أي ملل، ما إن ننهي لُعبة نبدأ بغيرها وهكذا.
إنني أول طفلة لأسرتي المكونة من أبي وأمي و جدتي و أربعة أخوات وأخ.
ففى البداية لم يكن يهتم والداي كثيرًا في الموضوع، أي أن الأهمية كلها كانت للدراسة.
وحين دخلت المدرسة في العام الدراسي الأول لي أذكر أن الطلاب الكبار كانوا يقضون وقت الإستراحة كله في الفصل معي، لكي أرسم لهم فى كراساتهم ويتعلمون الرسم مني.
وفي مرحلة الإعدادي كانت الأنشطة الفنية التي تتعلق بالرسم، هي أكثر شيء أحبه في المدرسة وفي مرحلة الثانوية بدأت أشارك في مسابقات على مستوى المحافظة، وحصلت على الكثير من الجوائز وشهادات التقدير.
أما في الكلية تركت الرسم لفترة، لكن أثناء عطلتنا بسبب وكورونا عدت للرسم، وتابعت الكثير من الفنانين على اليوتيوب، وكان أول عمل لي بالجاف، وتعلمت فن الكروشيه وأحبيته جدًا جدًا.
وقد دخلت مجال الطب لأنه بالنسبة لي مجال مبهر دائمًا، و كان لدي فضول شديد لمعرفة كل شيء عن الأمراض وعن مهنة الطبيب، وكيف يقوم بعلاج المريض وتشخيص حالته، وما الذي يستمع إليه بالسماعة الطبية، وكيف يصل لكل شيء من خلال الأسئلة، وبذلك يعرف ما هو العلاج المناسب لنا، فنصبح في حالٍ أفضل.
ولطالما أحببت أن ادرس هذه المهنة الغامضة لأفك شيفرة بعض أسرارها،
أسعى أن أكون طبيبة مميزة، وأن أظل على إطلاع دائم بأساليب الطب الحديثة فى التشخيص والعلاج، وألا أفقد الإستمتاع في حياتى الإجتماعية في الوقت نفسه، إنني أعمل على أن أوازن بين كل الأمور.
أكبر داعم لي هم أبي وأمي وإخوتى، وبعد ذلك أصحابى وباقي الأقارب،
كانت تجربتي فى الرسم من أجمل الأشياء التي حصلت معي، فقد أكرمني الله بها لأعبر عن نفسي من خلالها. فهي كالسحر وشيء فوق الخيال وأجمل،
ليس لدي فنان معين، لكنني أحب كل اللوحات وكل الألوان لأن فيها جانب حلو دائمًا يلهم الروح والفكر.
وأيضًا تجربة السكن والحياة الجامعية، أفادتني كثيرًا في كل مجالات الحياة حرفيًا، وبدون مبالغة جعلتني أعرف الكثير من الأشخاص من خارج مصر، وثقافات شعوب أخرى بواسطة القراء والمؤلفين، وأشخاص من محافظات بلدي كلها، تعلمك كيف تظل إنسان مسؤول عن إدارة حياتك، وتستطيع أن تتصرف بشكل مناسب، وتعتمد على نفسك فالأمل موجود مادمت حيًا، وطريقك موجود لذا أكمله و تستسلم ابدًا مهما حدث، و مهما واجهتك صعوبعات تذكر إن لا شيء سهل، وإنك ستُحاسَب على السعي، وتأكد إنك ستصل فإن من سار على الدرب وصل.
وفي الختام نتمنى لمبدعتنا مستقبل باهر يليق بها، ولها مني ومن مجلتنا تحية معطرة بالياسمين.
المزيد من الأخبار
الكاتبة المتألقة رحمة المعتصم تلج عالم إيفرست
عزام وردة في حوار خاص لمجلة إيفرست
حوار خاص لمجلة إيفرست مع المبدعة بسملة المصري