14 ديسمبر، 2024

“قلق كبلني”

كتبت: آية زيدان

الإضطرابات النفسية والعصبية لا تقل خطورةً أبدًا عن الإضطرابات العضوية والوظيفية، حيث ازداد انتشار هذا النوع من الإضرابات خاصةً فى العصر الحديث .
وحديثنا اليوم عن إضطراب القلق المرضي، إن القلق والتوتر حيال أمرٍ ما أو مشكلة ما لا يعد إضطرابًا نفسيًا وإنما هي اِستجابة فسيولوجية مؤقته لموقف ما حيث ينتهي هذا الخوف أو القلق باَنتهاء الموقف المثير وهذا يختلف اَختلافًا كثيرًا عن مفهوم القلق المرضي.

مـاهو القلق المرضي وكيف أعرف إذا كنت مصابًا به أم لا؟

  • إن القلق المرضي هو: عبارة عن مجموعة من الاِضطرابات النفسية الناتجة عن الخوف المستمر من المستقبل، حيث لطالما تراودهم الشكوك والمخاوف المستمرة والدائمة حيال المستقبل و جميع الأمور الحياتية البسيطة والمعتادة بالنسبة لنا، وأيضًا القلق الغير مُبرر على حالته الصحية، وظنه الدائم بأنه مصاب بمرض خطير، حيث يكون الشعور بالخوف والقلق وعدم الأرتياح معممًا في حالة القلق المرضي و تظهر على شكل مبالغة في رد الفعل اِتجاه موقف يراه الشخص مهددًا بشكل غير موضوعي.
    قد يصحب القلق تشنج عضلي، الأرق، التعب والإرهاق ومشاكل في التركيز.
    واضطراب القلق المرضي هو: حالة طويلة الأجل والتي يمكن أن تتبدل في شدَّتها، وقد تزيد مع التقدم في السن أو في أوقات الإجهاد، ولكن يمكن أن يساعد تقديم الاَستشارة (المُعالَجَة النَّفْسِيَّة) وأحيانًا الدواء في تخفيف قلقكَ.

_أعراض القلق

أولًا: الأعراض النفسية:

• الشعور بقدر ضئيل من الإطمئنان أو عدم الشعور بالإطمئنان مطلقًا.
• الشعور بالتوتر أو العصبية، وتوقع الأسوأ، والتهيج، والأرق، ومشاهدة (وأنتظار) العلامات (والأحداث) أو الخطر.
• التوهّم بأن هناك خطرًا محدقًا يتربّص بالمريض باَستمرار مع تفكير مفرط بالصعوبات.
• التوهّم بإصابته بمرض خطير لا علاج له، حتى برغم الفحص الدائم للحالة الصحية له

ثانيًا: الأعراض الجسدية:

• تسارع نبضات القلب من دون أسباب جسدية واضحة، يترافق غالبًا مع ضيق في التنفس وازدياد في معدّل التنفس.

• الأرتجاف والتعرّق المفرط من دون القيام بأي مجهود أو نشاط بدني.

• اِضطرابات في المعدة والجهاز الهضمي ناتجة عن القلق المفرط.

•خفقان القلب، التعب العام في أنحاء الجسم، الغثيان، ألم في الصدر، ضيق في التنفس، آلام في المعدة، أو الصداع.

_العلاج :
1- العلاج النفسي السلوكي: ويتضمن ترك الفرصة للمريض للتحدث عن مخاوفه التي تثير القلق لديه، ولابد التعامل معه بحكمه وأخذ مخاوفه على محمل الجد مهما بدت بسيطة وعادية، وأيضًا تقوم على التشجيع والإيحاء والتوجيه الصحيح للتعامل مع ما يثير مخاوفه، ويتم ذلك بتدريب المريض علي الاَسترخاء، وبعد ذلك يقدم المنبة المثير للقلق بدرجات متفاوتة من الشدة أي عن طريق التحصين التدريجي.

2-العلاج الجمعي: بإبعاد المريض عن أماكن الصراع الحاد، والمثيرات المسببه لحالة القلق.

3- العلاج الدوائي الكيميائي: تتوفر أنواع شتى من علاج القلق الدوائي الهادفة إلى التخفيف من أعراض القلق الجانبية التي ترافق اضطراب القلق، ومن بينها:

أدوية مضادة للقلق: كالبنزوديازيبينات (Benzodiazepines) هي مواد مهدئة تتمتع بأفضلية تتمثل في أنها تخفف من حدة الشعور بالقلق في غضون 30–90 دقيقة.
أدوية مضادة للأكتئاب: هذه الأدوية تؤثر على عمل الناقلات العصبية (Neurotransmitter) التي من المعروف أن لها دورًا هامًا في نشوء وتطور اضطرابات القلق كدواء فلوكسيتين (Fluoxetine).

4-العلاج الرباني: يقول د. يسري عبدالمحسن، أحد أشهر الأطباء النفسيين في مصر والعالم العربي: القرآن الكريم أفضل علاج نفسي، وكل من يقرأ القرآن أو يستمع إليه يشعر بهدوء وسكينة وتغمر نفسه طمأنينة، ومن هنا استخدم القرآن كعلاج نفسي فعال في حالات كثيرة، وهذا سر قول الحق سبحانه: «وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين»، وقد قال العديد من علماء المسلمين، إن المقصود هنا هو شفاء الأمراض النفسية.
وأيضًا ذكر اللّٰه والإتصال الدائم بحبل اللِّهِ المتين قال تعالى:«وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُۥ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ أَعْمَىٰ»_ (طه 124)_ فالمعيشة الضنك والخوف الدائم يمكن أن يكون نابعًا من ابتعادك عن ذكر اللّٰه قال تعالى :« ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ ٱللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ» _( الرعد 28)، فذكر اللّٰه سبحانه وتعالىٰ شفاء وراحة للنفوس واطمئنانًا للقلوب.

عن المؤلف