زمن مزيف

Img 20230306 Wa0058

كتبت: لميس عيساوي

 

هنالك عُشَّاق أخطأوا طريقهم للحب؛ هنالك حب أخطأ في اختيار عُشَّاقه، وهنالك عشاق لَمْ يُخْلَقُوا لِهَذَا الزَّمَن

من أجمل ما قرأت في نص “مواسم لا علاقة لها بالفصول” باريس ١٩٨٦

فعلًا هنالك عشاق أخطأوا طريقهم للحب، عاشقة سلكت طريق الحب متأملة الْعُثُور عَلَى شَرِيكٍ وَفِيِّ لتتفاجأ بشريك مزيف مرتدي قناع الكمال، عاشق سلك طريق الحب بحثًا عن عشق أبدي ليكتشف لاحقًا أنه سلك طريق الحب العابر.

هنالك حب أخطأ في اختيار عشاقه، نعم حتى الحب أَحْيَانًا يُخطِأ فِي اخْتِيَارِ عُشاقه، يخطأ حين يجمع أنثى بقلبها حب طاهر مع شاب متلاعب بين شاب في قلبه حب عفيف مع فتاة تتركه غدًا من أجل الزواج بآخر، حب ينتهي بخيانة أحد الطرفين…

هنالك عُشَّاق لَمْ يُخْلَقُوا لِهَذَا الزَّمَن، عشاق يؤمنون بوجود الحب الحقيقي في زمن غزاه الكذب والخداع، عشاق من زمن قيس وليلى، جميل وبثينة، عنترة وعبلة، زمن كان فيه الرجال والنساء يعرفون معنى الحب، عندما كانت قصص الحب تستحق كل التضحيات، عندما كانت العفة زينة المرأة ووالوفاء تاج الرجال، عندما كان التعارف يبدأ من نظرة والفراق ينتهي بكلمات مع نظرة حزن؛ لكن مع الاسف وجدوا أنفسهم في زمن لا يليق بمشاعرهم، زمن ليست كل قصة حب فيه تستحق التضحية، في زمن أصبح الحب عند أغلبية الرجال هو أن تشبعي شهوته أكثر، وعند أغلبية النساء أن تغدق عليها من مالك أكثر، معظم نساء اليوم قتلن الوفاء عند الرجال بعد أن تركته من أجل الزواج برجل أعلى منه مرتبة، رجال اليوم قتلوا في النساء العفة بعد أن أصبح الحب عنده يعني الشهوة، حتى التعارف والفراق أصبح يبدأ وينتهي بكبسة زر، فعلًا ما هذا الزمن زمن تتحكم بمشاعره الأزرار، صدقت فعلًا أحلام مستغانمي عندما أخبرتنا في كتابها نسيان “ما عاد تعريف الحب اليوم اثنان ينظران في الاتجاه نفسه بل اثنان ينظران إلى الجهاز نفسه ولا صارت فرحتنا في أن نلتقي بمن نحب بل في تلقي رسالة هاتفية منه، ماتت الأحاسيس العاطفية الكبيرة بسبب تلك الافراح التكنولوجية الصغيرة التي تأتي وتختفي بزر منذ سلمنا مصيرنا العاطفي للآلات ….”.

عن المؤلف