14 ديسمبر، 2024

«ونخشىٰ الخوف، والخوف يسكننا»

كتبت: آية زيدان

-خوفٌ يلاحقنا في أيامنا، وأحلامنا، نود لو نبكي فنتخلص منه، أو نتركه ونهرب منه، لكن أين نذهب والخوف يسكننا؟

 -إن مخاوف الإنسان هي ما تجعله حزينًا، ومخاوفه أيضًا هي مَن كبلته عن نجاحات كثيرة كانت فى اِنتظاره، كان باستطاعته أن يصنعها؛ لكن خوفه من أن يفشل قيده، فخلف مِن ورائه حزنًا عميقًا ربما لم يلاحظه أحد لكن قلبه قد فعل.

خوفك مِن الحزن جعلك حزينًا طوال الوقت، حتىٰ لحظات الفرح المعدودة لم تعد تستمتع بها خشية أن تنتهي.

والحقيقة أنها اِنتهت، لكن الحقيقة المؤلمة أيضًا أنك لم تستمتع بتلك اللحظات المعدودة،

خوفك مِن أن يغادرك مَن تُحبه بشده؛ جعل قلبك يابسًا عن حبه، لم تقدم لهم يا عزيزي سوى خوف وفرقتكما الأيام فرحلوا، أو رحلت، لا يهُم مَن غادر ففي كلا الأحوال قد فرقتكما الأيام،

سرق الخوف منك بسمتك في اللحظات التي كانت تستدعي البسمة، جعلك لا تُبصر شيئًا جميلًا في نفسك، ربما كنت تدركه لو تقبلت خوفك وتعاملت معه بحكمه بدلََا مِن محاربته، ربما تجربة آلامك كانت ستجعلك تُبصر قوة جديدة في نفسك،

ونخشى الخوف والخوف يسكننا.

دعني أُخبرك أمرًا ياصديقي…الخـوف جزءًا منا، أجل؛ هو أحد مشاعرنا كمشاعر الحزن، السعادة، النصر، الإصرار، الحب، الهزيمه، الحياة والموت، كلها مشاعر لا تسترسل بها كما لا تُكبلها، محاولاتك الدائمة في تكبيل خوفك وكتم أصواته داخلك ما جعل هذه المشاعر تطغى في صورة وحش كبير يكاد أن يأكلك؛ لأنك فقط نميته بداخلك مع الأيام لم تكن تعترف به أو تقدره.

-حديثي ليس دعوة للإستسلام؛ ولكنه دعوة لقبول ذاتك بكل مشاعرك، ففي فترات الحزن اِحزن بكل حزنك، وفي فترات الفرح اِفرح كأنك لن تحزن مجددًا، اِنس أنك قد تعرضت للحزن، دع مخاوفك في محطات النسيان عندما تركب قطار السعادة.

يا عزيزي، هي أيام قلائل ونمضي، لن نترك سوى أثر؛ لذا عش أيامك واِرضِ ربك، واِرضَ عن نفسك وتقبل مشاعرك.

والسلام ختام.

عن المؤلف