كتب: عبد الرحمٰن آل حجاج
اليوم لا ينبغي أن تُجاهد لتصل إلى ما ترغب بهِ، فقط عليك أن تتخلى عن الأغلىٰ حتى تصل لهدفك، المجتمع تبنىٰ فكرة التخلي حتى ترىٰ النساء تتخلى عن العفة في سبيل الحصول على المال، وترىٰ الرجال تتخلىٰ عن النخوة في سبيل الحصول على الشهرة، اَختلفت الصفات والضمائر والطبائع والتقاليد والعادات التي يتخلى الجميع عنها، ولكن هل الدين أيضًا من السهل التخلي عنهُ حتى ننعم بالرفاهية والشهرة؟
الإجابة هنا وبالأخص على هذا السؤال تتمثل في وجهين، تعالوا معي لعرضها بشكل مُختلف.
الوجه الأول: الدين هو الدستور الذي يصدر منهُ التشريع، والشريعة الإسلامية لا تتعارض مع الحفاظ على النفس وصفاتها بل تحثنا على نقاء الفطرة، تتحافل المنظمات الغير حافظة للسلام بهدم هذه الفكرة؛ لأن الدين الإسلامي هو الأكثر إنتشارًا و الدخول فيه ليس بنسب المولودين فيه، كما أن الإسلام يتنافى مع الفساد الذي يُريد المتحكمون في العالم إظهاره والتحريض عليه.
إذًا عليهم هدم الدين؛ ليعلوا بالدنيا في مقام الجنة، ولهذا مكانهم في الآخرة هو جهنم.
الوجه الثاني: الدين ليس مظهر أو دعوىٰ للتخلف، فالله حينما يضع دستور للتعامل ويمنع القتل والزنا والسرقة فهو رحيم بنا ويعلم أبعاد ما بعد أنتشار هذه الجرائم، فلا يُريد لنا غابة يأكل القوي فيها الضعيف بل يُريد أن يتساوى القوي مع الضغيف في الحقوق، لقد تشابه الوقت بالجاهلية الآن، قليل منا يخاف إظهار إيمانه وكثير منا يُظهر فساده وقوته.
الإجابة ليست في أنك تخليت عن صفاتك، بل تخليت في المقام الأول عن دينك الذي يحفظ حقوقك، فلا تلوم القاتل قبل أن تلوم نفسك، ولا الزاني قبل أن تستر جسدك، ولا السارق قبل أن تؤدي صدقتك وزكاتك، لقد تخلينا عن دستور الحياة ونشتكي من سوء الحياة؟ إذن كيف!
المزيد من الأخبار
الوهم الكاذب
الأدب مع رسول الله
قيمتك = هِمَّتك