بِقلم/ آية الهضيبي
طفحَ الكيل فَفاضَ حِبرُ القلم، طغىٰ الألم إثر فساد المشاعر المُتراكِم، لم يبقىٰ هُناك مجال للأمل.. أصبحنا في حِقبة زمنية تجاوزت عدد الكبائر مِنْ قِبَل البشر، أصبح المحظور مُباح والمَكروه مُحبَّب بِشدة!
ما رأيكم في أنْ نُصبح أسوأ ؟
نتنافس على مَن يُخطيء أكثر وينحدر إلى قيعان السواد إلى أنْ يُردَم تحت أنقاض الذنوب دونَ سَبْقِ مُحاولة للتوبة!
رُبما تقتُل شخص تُحبهُ وأنتَ لا تشعُر! فَبالتالي تُشوِّه صور ومعاني الحُب؛ لِيُصبح محلها استباحة الدماء، وإذا نظرنا مِن الأساس وكانت القواعد صلبة مِن شريعة دين هو أساس المُعاملات ومُحبِّذ المشاعر الطاهرة التي تؤول إلى السلام والمحبة الحقيقية والتسامح لَوجدنا خطورة وبشاعة الأمر وصلت إلى: “أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ ”
وتكمُن بشاعة الأمر في إيجاد تبرير، ولو علمنا تفسير الآية مِن البداية وسعينا إلى تطبيقها لَما حدث كُّل هذا وكأننا أصبحنا في غابة مُحببة للعيشِ فيها لا الهروب منها.
أُذكِّركُم أنَّ القتل ليس بالضرورة أنْ ينتُج عنهُ سيلان الدم بل رُبما يُقتل الإنسان بِنظرة سامة أو كلمة ثقيلة مِن شدتها تقع موقع الصاعقة على القلوب فَتُحطِّمها فَيصعُب أو يستحيل ترميمها، أصبحنا نكتفي بالتنظير فقط، وما أكثر الكلام مِن جهات مُختلفة كَوسائل الإعلام التي تضُر أكثر مما تُفيد، وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي سلاح تُؤذي به مَن تشاء وأولهم نفسك، أصبحنا لم يعُد هُناك مجال أو اهتمام للنصيحة، فكيف ونحنُ “كُنا خيرَ أُمةٍ أُخرجت للناس نأمُر بالمعروف وننهى عن المُنكر”! حتى الكسل أصبح في تطبيق ما يوحي ويدُل على أننا مُسلمون، أصبحنا نأخُذ ما نهواه فقط ونتجاهل ما يجب فعله فوقعنا في الكثير مِنْ الفِخاخ المُهلِكة بِكامل إرادتنا، أصبحت المشاعر مسلوبة أو مُشوهه.
المزيد من الأخبار
التواصل الفعال هو مفتاح النجاح الشخصي والمهني
ثمرات الصبر
غزوة تبوك