20 سبتمبر، 2024

كراكيب

Img 20220704 Wa0011

كتبت: سعاد الصادق

 

كل الأشياء حولي كركبة في كراكيب، البيت، العمل، حتى أفكاري وإلهاماتي مكركبة، لا تأتي الأفكار والإلهام إلا وأنا بين الأواني والصابون، لا تأتي بنات أفكاري إلا على رائحة البصل والثوم، فأترك الطهي وأسرع إلى قلم والدفاتر؛ كي أسجل خواطري قبل أن تطير، وكليمًا وراء كليمًا وأنسى اللحم والأزر على النار، ولا انتبه إلا على رائحة الشياط، فأسرع كالمجنونة فتتناثر من بين يدى الأوراق، على أمل أن ألحق ما بقى من الطعام؛ حتى لا يغضب الزوج، وتثرثر الصغار، وبعد صراع طويل مع الطعام في لملمت الأمر وخسارة نصف الطعام، أعود لألملم أفكاري من جديد، فأجد أن الشعر اختلط مع القصة وكلًا ذهب في مكان، من راح فوق السرير، ومن راح تحت الدولاب، وأصبحت الغرفة كراكيب وكركبة، حتى حين أستعد للخروج يدق جرس الباب، وأجد الجارة لها حاجة وقبل أن تطلب حاجتها تزيد وتعيد مقدمة طويلة، ضاع فيها ربع الوقت وقبل أن ألتقط انفاسي، يرن الموبايل، أما الأهل، أو الأصدقاء، ويضيع نصف الوقت في السلام والسؤال عن كل صغير وكبير، وحين أنتهي من هذه الكركبة الدماغية أنزل إلى الشارع أجد كراكيب الباعة الجائلين في عيراك مع الرصيف، والمارة، بالإضافة إلى الأصوات والأغاني المزعجة، وكليمات غير مفهومة، وبعد رحلة عذاب وعناء في هذه الكركبة، أعود إلى البيت وقبل أن ألتقط أنفاسي الحبيسة، وألقي بجسدي المرهق على السرير؛ أسمع ضجيج الصغار والزوج؛ من يريد دخول الحمام، ومن يريد ملابسه، ومن يقول جوعان، ويصبح البيت مسرحًا للكركبة والكراكيب.

عن المؤلف