حوار: ندا ثروت
كاتبة شابة ذو عقلية حكيمة ولسان بليغ تصل بكلماتها داخل الاعماق الكاتبة الرائعة نهلة الهيبان
من هي نهلة الهيبان؟
إعلامية وكاتبة مصرية، مواليد أغسطس ١٩٨٧، تخرجت في كلية الإعلام جامعة القاهرة عام ٢٠٠٨، زوجة وأم لثلاث أبناء.
_كيف بدأتي مسيرتك الأدبية؟
بداية لم يخطر ببالي أن تتحول محاولاتي الكتابية ذات الطابع السري إلى العلن، خاصة أني انقطعت عن الكتابة لمدة ٩ سنوات إلا من مذكرات يومية وبعض كتابات أشبه بالمناجاة، ثم كانت البداية حين قررت أن أنتقل من حيز التفريغ على الورق في دفتري إلى التفريغ على متصفحي بالفيس بوك، ومن هنا عدت إلى الكتابة بشكل يومي، وصحت همتي من رقادها وانشغلت بالكلمة وجودتها وأهميتها في التواصل مع الآخر وليس فقط مجرد تدوين يخصني وحدي، ودورها في النفس الأخرى وما تحققه من أثر ونتج عن ذلك العديد من المقالات التي نشرت على ساسة بوست وغيرها من قصص قصيرة فازت بالعديد من الجوائز وبعضها نشر على مواقع أدبية ثم ولجت إلى عالم أدب الرسالة وهو أقرب الأجناس الأدبية لقلبي ولازمته خطواتي في عالم الروايةظ
_متى ظهرت موهبتك في الكتابة؟
الموهبة ظهرت ثمارها باكرًا، في نهاية المرحلة الابتدائية على وجه التحديد حيث موضوعات التعبير التي يتناقلها أستاذتي فيما بينهم مثنيين عليها، وأستاذة مادة الصحافة التي كانت تطلب مني كتابة موضعات الإذاعة المدرسية حتى للصفوف الأخرى، بل كتبت الشعر الذي كان وقتها عبارة عن نظم منغم بلا قواعد عروضية معتبرة لكنه مناسب لمرحلتي العمرية، فكنت أكتبه في المناسبات والأحداث المتصاعدة على الساحة العربية مثل ذكرى نصر أكتوبر، موت محمد الدرة، استشهاد الشيخ أحمد ياسين وهكذا ..
_هل واجهت نهلة الهيبان صعوبات في بداية مشوارها الأدبي؟
السؤال بالماضي يوحي أن هذه الصعوبات كانت وانتهت، لكن للحقيقة لازلتُ أواجه الكثير إلى الحد الذي يجعلني أحيانًا أندم على هذا الطريق، وأن الأولى بي الاكتفاء بكوني أكتب لأعبر عن ذاتي، أو كما يقولون ” أكتب لنفسي” فلا أغتم بشيوع التافه، ولا أتحسر على اندثار القيمة؛ فأنا هنا لا يمكنني أن اتحدث عن نفسي كحالة فردية بمعزل عن السائد، بل الأمر منبسط وظلاله ممتدة وملاحظة ونحن نعيش عصر الأنا بامتياز حتى مع من ينشدون القيمة والرسالات ذات الأثر الطيب إلا ما رحم ربي ومن ثم الساقطون تحت الأقدام رغم قوة المحتوى كثيرون، لا تكاد تلتقطهم عدسة منصف، ولا هم يقوون على القيام بمفردهم .
_كيف وفقتي بين حياتك الشخصية والكتابة؟
الكتابة بصورة عامة لمن لديه الموهبة، حالة لا يستطيع السيطرة عليها إذا ما تلبّسَته، لكنه يحاول أن يواجه سيطرتها بالتحايل عليها، خاصة إن كان الكاتب امرأة مسؤولة عن بيت وأسرة، فعادة في الكتابات التي تستهدف الأعمال الكاملة، أخصص لها وقتًا يكون فيه البيت رائق والجو هاديء ولا متطلبات مني، وأحيانا أسجل بعض الافكار سريعًا بصوتي حتى لا أنساها لحين عودتي إليها..
أما فيما يطرأ من جديد على الساحة يستدعي الكتابة أو غير ذلك من المنشورات اليومية، فربما تجديني أكتبها وأنا بالمطبخ، أو مع الأولاد في التمرين، أو في المواصلات، وأحيانا ما أستأذن منهم ليمهلوني بعض الوقت لأكتب شيئا ما ثم أعود إليهم..
الشاهد أني حسب الموقف والحال أجتهد في التوفيق بينهما حتى لا يطغى طرف على آخر .
_كيف تستطيعين الاهتمام بالقراء والوصول إلى مشاعرهم؟
أولًا الاهتمام بالقراء يحدث من خلال الرد على تعليقاتهم ومراجعاتهم لأعمالي المنشورة قدر وسعي، وهذا حق أصيل لهم؛ إذ أنهم اقتطعوا من أوقاتهم وقتًا مخصصا لي باسمي أنا.. نهلة، وهذا بحد ذاته شعور طيب نبيل يصلني منهم مباشرة ومن ثم واجبهم عليّ الرد، كلٌّ وفق ما كتب، إن كان نقاشًا ناقشت، وإن كان استفسارًا بيّنت، وإن كان ثناءً دعوت لهم وشكرت، وإن كان قدحًا وله محل من الوجاهة طرح كل منا ما عنده، أما إن كان في غير محل تركت الجدال ولا أخوض، أحفظ الآخر ونفسي مما لا يفيدني على الأقل.
أما ما يخص الوصول إلى مشاعرهم، فهذه لا صنعة فيها ولا يمكن أن يتصنعها الكاتب وإن فعل ما أنتج إلا البلادة والنمطية التي لا تميز بين محبٍ ومراءٍ؛ فالإنسان كل إنسان مادة حياته الصدق، بها يغذي روحه فيكون هو في نفسه موصولًا بنفسه ومبادئه وقيمه؛ فيصل إلى الآخرين وإن كان صامتًا لا يتكلم، وهنا يحضرني قول ابن القيم رحمه الله “والقلب يشم رائحة القلب” .
_بالنسبة ل نهلة الهيبان من هو الكاتب الناجح؟ وما معايير نجاح الكاتب وأساليب الإنتشار المطلوبة ليشتهر الكُتاب الجُدد من وجهة نظرك؟
الكاتب الناجح هو من يقوى على تقديم رسالة هادفة تساهم في الإصلاح قدر ما استطاع من خلال أي جنس أدبي تشغله الكتابة فيه ويبدع وترسخ قدمه به، ولا يذل ويتراجع مع كل ما يُعرض عليه من منغصات تكدر عليه صفو ذهنه وسمو غاياته، ولا يترك الطريق مع كثرة ما يجد من عثرات خاصة تلك التي تحول دون وصول كتاباته إلى القراء وهي كثيرة جدًا، ومشتَغَل عليها بشكل دؤوب لدفن كل قيمة مسموعة أو مرئية أو مكتوبة ..
وأما معايير النجاح ففي رأيي تكمن في الجودة ثم الجودة ثم الجودة ثم الوصول لأكبر شريحة على مستوى القراء والنقاد، وهي معايير صعبة في زماننا وللأسف خاصة أن الجماهير المخاطبة على كثرتها تعيش في ملهاة عظمى مع كثافة وقوة انتشار ما يعرض عليها من الغثّ وحتى المواد الخفيفة التي لا تغذي حقيقة بل يتوهم متلقيها أنه مثقف بينما هو لا يمتلك أي أساسات تساعده في بناء نفسه وحياته بشكل سليم منضبط وفق منهجية ربانية تضمن له اجتياز الحياة الدنيا بلا خلل عقدي أو تأزمات نفسية وإجتماعية وفكرية.
ما يحتاجة الكاتب من أجل الاشتهار، الصنف الذي أتحدث عنه هنا يحتاج إلى الصبر والجلد، وتذكير نفسه في كل وقت بأن ما عليه هو البلاغ بكل كلمة يكتبها وأما الأثر فهذا موكل إلى رب العالمين وهو القائل جل وعلا “ورسلًا لم نقصصهم عليك” وحتى من أهل الأدب القدامى الذين ما اشتهروا في وقتهم الشهرة التي بها يكون اسمهم ملء السمع والبصر ولحرفهم الحظوة من كل أحد، غير أنه جاء من بعدهم من يُحي اسمهم من جديد في ذاكرة الأمة، فعلى سبيل المثال..
يقول الأستاذ محمد سعيد العريان:
قال لي المرحوم الرافعيُّ مرة وقد تركتُ الكتابة أسبوعًا: “حذار أن تهدم ما بنيتَ؛ إنَّ هذه الأمة لتنسى كاتبها الأول وتُنكر أثره يوم يصمت، ثم لاتذكره بعدُ إلا يوم يعود”
وقد زدت على قول الرافعي رحمه الله:
“وقد لا تذكره إلا يوم يموت ثم تنساه ما حييت بعده إلا من نفرٍ مخلصٍْ له في الحب؛ فمن كان كاتبًا فليكتب لا يدفعه إلا الحب والهم، فبالأول يلتذ بأساطير قلبه المحسوسة وإن كان وحده، وبالثاني يفضي بما أثقلـه ويتخفف وإن كانت نفسه، ولا يعنيه من الذكر إلا ما يعني البيت القديم يعفه أهله ويرحلون وهو في مكانه معتز بشموخه الأول وأصالته، فإذا مرت الأعمار ومروا به وجدوه مزارًا وأثرًا يقدّره غيرهم ويثمنوه، وما هذا إلا لأنه القديم الأصيل العصي على الهدم ..!
ومن هنا أؤكدها لكل صاحب قلم، اكتب شريطة ألا يدفعك إلا الحب والهم ..!
_هل الموهبة وحدها تكفي ليكون الكاتب ناجحًا؟ أم أن شخصية الكاتب والقالب الذي يضع نفسه فيه يلعب دورًا رئيسيًا في ذلك؟
بالطبع لا!
الموهبة وحدها لا تصنع أديبًا ولا حتى كاتبًا ولا نصف كاتب، دعيني أقول لك أن شخصية الكاتب والقالب الذي يضع نفسه فيه، دورهما فقط في الترويج والدعاية؛ فهما يساهمان بقدر ما، أما ما يصنع الكاتب وجدانه وموهبته وقراءاته وزيدي عليهما همومه، فكل ذلك المادة التي يتخلق منها النص المتماسك القادر على إيصال فكرة ومعنى.
_شخص تتخذه الأستاذة نهلة الهيبان قدوة في مجال الكتابة؟
القدوة عندي كل من رام السمو قديما وحديثًا، وعلى رأس الأدباء مصطفى صادق الرافعي رحمه الله، هو أول من وجدت روحي عند تعابيره وفكره وفلسفته، ولعلي هنا أشير إلى نقطة مهمة تخص الرافعي ألا وهي كونه مشتهرًا في أوساط القراء بالكتابات الحسية رغم كثرة ما كتبه من مقالات في الجانب الاجتماعي والديني والسياسي والتربوي والفكري والنقدي مثل كتاب “وحي القلم، على السفود، تاريخ آداب العرب، تحت راية القرآن”
إنـه أول من أعطاني دفعة التقدم نحو إزاحة الستار عن حروفي وإخراجها للعلن، فقبل ذلك كنت أستحي وأخشى أن تُقرأ حروفي .
_حدثينا عن أعمالك وما هي أحبهم إلى قلبك؟
أعمالي:
لي مجموعتان قصصيتان منشورتان إلكترونيا وموجودتان على موقع نور ” سطور حائرة”، “أنين”
وكذلك كتاب آخر بعنوان فيء الكلمات في أدب التعليقات.
أما عن كتبي المطبوعة فهم ثلاثة أيضا:
“رواية الأخيذة قضية رأي عام”
وهي رواية اجتماعية تتناول قضية الإتجار بالبشر ولها ظلال أخرى يستطيع القاريء التقاطها من العمل، تدور أحداثها في محيط الدول العربية وهي قضية ليست بالجديدة وليست بالتي وضع لها حدًّا ولو لتقليلها، ولولا أنها أثيرت أمامي واقعا حال فترة وجودي خارج مصر، ربما ما تناولتها، ولعل الكثير جدًا من الرسائل التي وردتني من أشخاص في شتى الدول العربية يقولون كأنك تتحدثين عن فلانة وعلانة ممن لهم بهم صلة وقرابة ما تخيلت أن الأمر منتشرٌ بهذه الصورة الفجة، فضلا عن وجود دراسات ماجستير ودكتوراه طالب أصحابها بإدراج الرواية داخل دراستهم لمناسبتها للموضوع ..
والعمل الثاني:
“رواية يتيهون فيها” والصادرة عن دار غراب للنشر والتوزيع.
هي رواية اجتماعية نفسية وفكرتها قائمة على الأثر الذي خلفته الثورات العربية في النفس العربية والمصرية على وجه التحديد، وتبعات ذلك عبر أجيال متعاقبة وصولا إلى العام ٢٠٦٧، وهذا العمل هو ذات بناء خاص، اسم على مسمى، إن شئت فهو متاهة داخل النفس وأخرى في بقاع متفرقة من العالم فقد تخطينا حاجز المحيط العربي إلى ما هو أبعد، فمن جدة إلى مكة ومن مكة إلى القاهرة، ومن القاهرة إلى قرية بوسط الدلتا ومنها إلى أشد المناطق المتطرفة حراسة على الحدود ومنها إلى لوس أنجلوس ثم العودة بعد التيه الطويل إلى مصر، حيث ميدان التحرير .
وأما الثالث والأخير فهو:
“كتاب السيد طيف” في أدب الرسائل وصادر عن دار البشير للعلوم والثقافة .
تدور رسائل الكتاب حول السيد طيف الذي يتجلَّى لامرأةٍ قُدّر عليها حياة الاغتراب خارج حدود وطنها، فاصطنعت لنفسها معه عالماً مؤنساً، تكتب فيه رسائلَ تحكيها إليه، بل وتكتبه هو ذاته إليه، رسائل تطرق أبوابَ الأدبِ والنِّقاشات حول الكُتب وما تحوي، ثم تعرج إلى خفايا النَّفس والقلب مستخرجةً منهما مكنوناتٍ عصيّة التجلِّي لأيِّ أحد، تمرُّ السنون وهي كما هي على عهدِ الكتابة إليه حتى إذا وضعت الغربة أوزارها، وعادَ الجسد إلى منشأه الأوَّل، وظنَّت أنها قد انقطعت منه ومن إلهامه بل ومن سكناه إياها؛ فإذ بها لا تجدُ لنفسها راحةً من دونهِ، فتعودُ إليه، وتكتب من جديد.
وعن أحبهم إلى قلبي:
لا أستطيع أن أحدد عملًا منهم، فجميعهم يحملون قدرًا من روحي وخبراتي ومشاهداتي، فجميعهم أعزة على قلبي ..!
_هل ترين أن المرأة تستطيع أن تغلب بقلمها قلم الرجل؟ وهل من الممكن أن نرى في جيلنا الجديد من تستطيع أن تُسطر إسمها في تاريخ الأدب الحديث؟
القضية ليست من يغلب من، فبالأساس الحديث عن الأدب النسوي كونه خاصًا بالكاتبات النساء فرية كبيرة، وللأسف وجدت لنفسها رواجًا في ظل اتساع رقعة الكتابة ودخول الكثيرين فيها، ولعل النصيب الأكبر للنساء في ظل المنتديات النسائية التي تستوعب هذه الطاقات وتسمح لهم بالنشر، والحقيقة كون هؤلاء يكتبون عن قضايا المرأة وتضخيم كل ما هو متعلق بالمرأة لا يعطي شرعية لإلصاق مقولة الأدب النسوي بالمرأة الكاتبة، إنما يلصق بالمضمون الذي لا هم له إلا المرأة وإن كان الكاتب رجلًا، فهناك رجال مهتمون جدًا بل وبارعون في الكتابة النسوية لدرجة تدهشك، فمن أين له الإلمام بكل هذه التفاصيل التي لا تحسها إلا الانثى بالأنثى؟! ولذلك التصنيف يقع على الأدب نفسه لا كاتبه، وبالفعل هناك نساء متحررات من النزعة الأنثوية في الكتابة وهذا هو الأحرى بكل صاحب قلم، أن يكون مهموما بالقضايا المجتمعية والتاريخية التي تمس كل نفس بشرية بعيدًا عن النوع والعرق والزمان والمكان، وهؤلاء موجودن وإن قلّوا ..
نعم مؤكد أنه يوما ما سنجد من يسطر اسمها في تاريخ الأدب الحديث ولو بعد حين وإن لم تعش هي هذه اللحظة .
_ماهي النصيحة التي ترغبين في توجيهها للكتاب الشباب؟
النصيحة للكتاب الشباب:
ابتعدوا عن التقليد، ولا تستهينوا به، فالأدب يعاني من الميوعة في ظل هذا السيلان الرهيب الذي يعيشه على منصات التواصل الاجتماعي، فضلا عن أنه لا يمكن أن يجعل منك مبدعًا وإن كثر منتوجك الأدبي وتعددت إصداراتك.
الكتابة لا تصنع إنسانًا، فمن دخل درب الأدب آملا في صناعة لقب أو واجهة لنفسه فموهوم للأسف!
اقرؤوا كثيرًا ونموا موهبتكم، اكتبوا ومزقوا، اكتبوا وراجعوا وهذبوا النصوص، واعرضوا ما تكتبون على الثقات من أهل الأدب والنقد، تقبلوا النقد ولا تتعجلوا النشر الورقي بغية الشهرة وأن يقال فلان كاتب؛ إنها هالات زائفة سرعان ما تنطفيء .
اعلموا أن الكلمة مسؤولية، وأننا جيمعًا محاسبون عليها أمام الله عز وجل ، وليس معنى أن الأدب نوع من الفنون أن الأقلام متروك لها العنان دون شدّ وتوجيه، يقول الأديب على الطنطاوي رحمه الله في هذا المقام..
“لعنة الله على الشعر الجميل والوصف العبقري إن كان لا يجيئ إلا بذهاب الدين والفضيلة والعفاف، وعلى كل أديب يفسد علي ديني ويذهب بعرضي ويحقر مقدساتي ليقول كلاما حلوا، وهل تعوض علي لذتي بحلاوة الكلام، الدين الذي فسد والعرض الذي ذهب والمقدسات التي مرغت بالوحل والتراب” ..!
وفي الختام وفق الله كل صاحب رسالة؛ وقيض له من يؤازره وكتب له ولحروفه في قلب كل قاريء محبة وودًا .
المزيد من الأخبار
مبدعة أسيوط أمنية هاني نبيل في إستضافة خاصة بإيفرست
محمد الخالدي في ضيافة مجلة إيفرست
الكاتبة فاطمة ناصر تلج عالم إيفرست الأدبية