17 سبتمبر، 2024

“فضاءٌ يأكلُ أهلَه”

Img 20220619 Wa0098

كتبت: إيمان الصفطاوي

“داخل العالم الازرق”

كنا صغارًا لم نُدرك الواقع بعد، وعندما مر علينا الزمن وتساقطت أوراقنا الخضراء التي كُنا نُداعب بها الواقع، أدركنا أننا لم نكن نتخيل فحسب، إنها كانت أحلامنا، كانت أحلامًا نريد أن نجعلها حقيقة، مَن منا لم يقف في نصف الطريق ويقول كفى، كفى عنادًا مع الحياة لم أعد أريد استكمال هذا الطريق الشاق، ولكن الآن الطريق أصبح أكثر صعوبة مِن قبل، فنحن أجيال مختلفة يُقابلنا جيش كامل مستعد لحرب عصيبة معنا بكل وسائله الخاصة والمطورة، عندما كنا صغارًا نستمع دائما لكلمة(الأم مدرسة) ولكن الآن وسائل التواصل الإجتماعي هي المدرسة الأولى، اَتركوا لنا المجال لنقول أننا لن نقدر على منع استخدام هذه الوسائل؛ لأنها تُفيدنا كثيرًا وتعلق عقلنا بها كثيرًا أيضا، فما الحل الذى نريده لنخبر عقولنا أن هذه تحاربنا لنجذبها لنا، وتصبح بشكل كبير هي الداعم لنا في الحياة؟ لم أستطع الإفصاح بشكل صريح أنها تؤثر على مشاعرنا أيضا، أيعقل أن جهازًا صغيرًا بحجم اليد يتحكم في مشاعر وسلوك وعقلية إنسان ناضج، إن سلمنا أنفسنا لتلك المواقع دون عقل متزن سوف تؤثر على حياتنا بشكل نأسف عليه. “العالم الأزرق” هذا الاسم يعطي إنطباع بعقولنا غير مفهوم، إنه أشبه بغابة لا قانون لها، يعيش الإنسان بين جدرانه أكثر مما يعيش بين جدران بيته، أستطيع الإفصاح بكل هذا الحديث وأنا متأكدة تمامًا أنه سوف يغير الكثير والكثير بعد، فأنا ما زلت في أوائل العشرين مِن عمري ورأيت به ما يكفي ليحملني إلى عالم آخر من الحياة، علينا مراقبة أفعالنا داخل العالم الأزرق.

عن المؤلف