كتبت: ضحى مهدي
قائدة وقدوة حقيقية و اسمها روح مُخملية
_من هي صفاء؟
فتاة عادية ، ابتليت بالتعبير ، بالكلام المنمق ، بالفعل وبنظرة العينين ، ابتليت بعدم القدرة على الصمت والحاجة الملحة للبوح ، حينا تراها أبسط من واحد زائد واحد ، وحينا تراها أعقد من مجموعة مجرات في كبد السماء ، مليئة بالتناقضات العجيبة ، ما يجعل منها إنسانة ، وبرغم قساوة هذا العالم أجمع ، إلا أنها لا تزال تقطر طيبة مع كل خيباتها وانكساراتها.
وما قصة لقبكِ الذي عرفتِ به (روح مُخملية)؟
هو لقب استطعت من خلاله الوصول إلى أسمى درجات البوح ، فما كان أحد ما يستطيع تقييد أقلامي ، فالروح تسمو إلى عرش الرحمن كل ليلة ، تشعر بما يكابده الآخرون ، ترحل الأجساد ولكن الأرواح تبقى ، وأنا اخترت لنفسي خلودا أبديّا راقيًا توثقه أحرفي المتواضعة.
_تكلمي عن طفولتكِ؟
طفلة شقية اعتادت اللعب في الحارة، ركوب الدراجة أو كما كنا نسميها ( البسكليتة) والسباق مع إخوتها ومع الريح ، تشربت من الدلال أكثر مما شربته من حليب ، كان دائما حضن والدي ملجئي وملاذي ، يغنيلي يا وردتي ، ينحني ليقبلني فأتعلق في رقبته ، كنت مغرمة بالأناشيد وليت والداي اكتشفوا موهبتي في الشعر منذ حينها.
_ تكلمي عن مشاركاتك؟
في الحقيقة شاركت في عشرات الكتب والمقالات والمجلات على مستوى العالم وفزت بالعديد من الجوائز كي أحظى بشرف مشاركة نخبة من الكتاب في السعودية ومصر وفلسطين والأردن وسوريا والجزائر وألمانيا ، بعضها مشاركات فردية والبعض الآخر منها جماعية .
_تكتبين الشعر ماهي أكثر قصيدة أثرتِ بكِ؟
كتبت الكثير من القصائد ، ولا نستطيع سؤال شاعر عن أغلى قصيدة أو أكثرها تأثيرا لأنهن جميعا بمثابة أبنائه ، فمن من الأبناء أغلى ..؟
كنت أستحضر حالات شعورية غريبة حتى أنا ذاتي أتعجب منها ، لكنما هناك قصيدة رقراقة أظنّها تمثّلني وبشدة ، كتبتها وأنا في أقسى انهياراتي لكنما استطاعت التربيت على كتفي والطبطبة على قلبي ، ومواساتي .
أهديتها لكل إناث الكون ، من قلبي ،
أسميتها : أنثى مخملية.
أنا أنثى من الجنّةْ
أنا بنتٌ ولي نسبي
وبنتَ الأصلِ نادني
أنا سندي
ولا يأسٌ يراودني
فإن أسقطْ أقوّمني
وإن أضعفْ أقوّيني
وإن أبكي أواسيني
وإذْ أجزعْ لخاطرةٍ
أشاهدها بلحظِ العينِ تكويني
وفيها جلّ آمالي
ومنها فرحةُ العمرِ
وفيها ضحكةُ القلبِ
أعود بدمعةٍ خجلى
إلى ربّي ليعطيني
أنا أنثى تراها لحظةً طفلةْ
وإن أمعنتَ في يدها
رأيت النّجمَ غازلها
بكى لتلفّهُ يدها
شكى ليعانقَ الظّلَّ
من الشّامِ العتيقِ أتى
إلى الفرسِ انطوى أملاً
ودار لأجلها بلداً
وكوناً كلّهُ عتمة
فلمّا لم يجدْ منها
ولا ريقاً ولا نظرة
ولا بحلاتها انفرجت
أسارير الهوى عنهُ
تعوّدَ قلبهُ العُزلة
أنا نسماتُ أوركيدٍ
ولازوردٍ على شفتي
ومن عنقي الرّياحينُ
أنا وترٌ ولي نغمٌ
فلا شرقيّ يعزفني
ولا جنّيّ يعرفني
ولا إنسٌ ولا شجرٌ
سوى رجلٍ
فتيٍّ شامخٍ أشقرْ
بخدّه شامةٌ تلمعْ
بصدرهِ شعرةٌ تفتنْ
بذقنهِ فتنةٌ تبهرْ
بضلعهِ نبضةٌ تأسرْ
أصيلٌ من بني روحي
وبنتٌ منه قد تكسر
بطيبتها جبال السّروِ في اليمنِ
رؤوساً شامخاتٍ في
الفراتِ بدت
ومنشؤها منَ الصّينِ.
أنا بنتٌ ولي نسبي
وبنتُ الأصلِ نادني
#روح_مخملية
_من هو الداعم الأول لكِ؟
والدي رحمه الله .
_لمن تقرأين من الشعراء؟
في الحقيقة لا أقرأ لشاعر معيّن ، أنهل من كل نبعٍ ما يروي عطش روحي ، أنتقي من عيون الشعر ما أتلذذ به من كلمات ويضيف لقلبي عمرا ولعقلي معرفة .
_ماهي نصيحتكِ لمن يتعلمون كتابة الشعر؟
القراءة ثم القراءة ثم القراءة في كل علوم الحياة فلايستطيع شخص فارغ التعبير بسلاسة عما يجوب في دواخله.
_ لطالما كنتِ فخورة بوالدكِ وهو فخور بكِ كذلك صفيه بكلمة واحدة.
والدي الطيّب .
_هل تنوين نشر ديوانكِ في يوم من الأيام ؟
بالتأكيد فهو مولودي الأول ، إن استطعت ووجدت داعمًا لكتاباتي ، ومن يؤمن بموهبتي فسيكون بين أيديكم قطعة من روحي .
_هل هناك معوقات تواجهكِ في مجال الكتابة؟
لا يوجد شيء في هذا العالم خالي من المعوقات وقد اعتدنا عليها ، لكنما نتخذ منها سلمًا نسمو به، ولا نسمح لها بأن تكون حملًا ثقيلًا يرهقنا .
_كلمة شكر توجهيها لكل من عرفكِ.
أشكر في البداية من أرشدني ( أساتذتي ) ، ثم من دعمني ( عائلتي وأصدقائي ) ، وأخيراً من سخر مني ، أذكر في بداياتي استهزأت إحداهن بي وجمعت جميع الشعراء ليسخروا مني ، استطعت حينها أن أتقبل هراءهم على أنه نصيحة ، كي لا أخسر نفسي وحرفي ، كابدت كثيراً وتحملت، وها أنا ذا اليوم أجابههم بقلمي الذي أصبح أقوى ، فجزاهم الله عني خير الجزاء .
-رسالة توجهيها لكل من يرجو أن يصبح شاعرًا مميزًا مثلكِ يومًا ما.
اسمح لقلمك بالجريان ، اسمع قلبك ، أغمض عينيك لوهلة ثم استرسل بالكتابة ، استفتِ قلبك ولو أفتوك ، حرر نفسك من قيود المجتمع ، واسمح لروحك أن تسمو ولتكن على فطرتها ، واقرأ الكثير فمن ظنّ أنّه علم فهو جاهل .
كان حوار مميز بالفعل وفي نهايته نتمنى لكِ مستقبل باهر يليق بك،ِ ولكِ مني ومن مجلتنا الرائعة تحية معطرة بالياسمين.
المزيد من الأخبار
حلا حسّان بسيسيني في مجلة إيفرست الأدبية
حوار خاص لمجلة إيفرست مع المتألقة مريم علي محمد
حوار خاص لمجلة إيفرست مع المتميز محمد أشرف