حوار: ندا ثروت
عندما نتحدث عن الطموح والعزيمة والأبداع فنحن نتحدث عن كاتبنا العظيم الذي اختار طريقة بنفسة وسار خلف شغفه في القراءة والكتابة حتى صار من أبرز الكتاب الكاتب “محمد عبد المحسن” كاتب التاريخ والأساطير والرعب.
_من هو “محمد عبد المُحسن”؟
“محمد عبد المُحسن؛ هو قارئ نهم في المقام الأول، ثم صانع مُحتوى وبلوجر في المقام الثاني، خرّيج جامعة عين شمس، كلية الآداب قسم آثار، شُعبة الآثار المصرية، مواليد حي عين شمس، حيث قضيت فيه أغلب حياتي، بعيدًا عن السوشيال ميديا أنا مدير إدارة في إحدى شركات التجارة الإليكترونية”.
_كيف بدأت مسيرتك الأدبية؟
“بدأت رحلتي الأدبية مع القراءة منذ الصغر حيث بدأ شغفي ينمو مع مجلات “ميكي”، و”ميكي جيب”، مرورًا بإصدارات المؤسسة مثل “ملف المُستقبل” و”رجل المُستحيل”، و”مار وراء الطبيعة”، ومنها انطلقتُ إلى عالم التاريخ والعلوم والفلك وغيرها من المجالات المُختلفة، فأصبحت أقرأ في جميع المجالات – تقريبًا – وأُشارك الناس ما أقرأ لتعُم الفائدة”.
_حدثنا عن كتبك؟
“حُب اقتناء الكُتب يُلازمني منذُ الصغر؛ فبدأتُ بروايات الجيب والمجلات حتّى وصلت الآن لمكتبتي الخاصة من مالي الخاص فيما يقرُب من الـ 4 آلاف كتاب في أغلب المجالات الثقافية بعضهم اشتريته من الخارج خصيصًا لعدم توفره هُنا”.
هل لهاشتاج “آخر رف فوق” علاقة بمكتبتك؟
“نعم، هذا صحيح؛ في مكتبتي أحتفظ دومًا بالكتب التي تتناول المواضيع الغريبة والمُثيرة التي لا تصلُح للأطفال في آخر رف بأعلى أرفف مكتبتي، ومن هُنا جاء سبب تسمية الهاشتاج الذي أتحدّث فيه عن الحاجات الغريبة”.
_نعرف أنك شاركت في معرض القاهرة للكتاب، أخبرنا أكثر عن عملك الذي شاركت به؟
“نعم، شاركت في معرض القاهرة للكتاب هذا العام 2022 برواية تُدعى “خرونوس”؛ تدور أحداثها في إطارات الجريمة والغموض والخيال العلمي بنفس طريقة مقالاتي على الفايسبوك، فأعرض للقارئ فيها عدّة ألغاز غريبة تبدو غير مُتصلة ولكن مع مرور الوقت يُفاجئ أنّ كل قطعة تسقُط في مكانها وكل حدث يُشارك في رسم الصورة النهائية للحبكة، أنصحك بقراءتها إنّ كنتِ من هواة هذا النوع من الأدب، وسأنتظر رأيك”.
_لكل كاتب قضية يحاول الوصول بها إلى عقل القارئ؛ فما هي رسالة “مُحسن” الأولى؟
“أعتقد أن رسالتي هي المُساعدة في نشر الثقافة وتسهيل عملية وصول المعلومات للمُتلقي، أنا من الجيل القديم الذي عانى للوصول للمعلومة قبل ظهور عصر الإنترنت بالسهولة الحالية، فأوّد ألّا يمُر غيري بنفس صعوبة التجرُبة”.
_كيف حققت نجاحًا بظهورك على مواقع التواصل؟
“أستطيع أن أقول مُطمئنًا أنّي لم أسعى لهذا “النجاح” وأنّه وليد الصدفة، حيثُ بدأت رحلتي على الفايسبوك عندما تعرضت لحادث منذ حوالي الـ 9 سنوات وكنتُ قعيد الفراش لمدة 4 أشهر، فبدلًا من أن أستسلم لليأس والتعب والملل انتهزتُ فرصة البُعد عن العمل والزحام والناس، وفكّرت في استثمار وقتي ومعلوماتي التّي عرفتها من القراءة من صغري في أن أُفيد الناس، وعليها بدأتُ أحكي ما أعرفُه على هيئة مقالات بطريقة تجذب فضول واهتمام مَن يقرأ، ومع كل مقال أكتبه ازداد عدد المُتابعين فبعد أن بدأتُ وأنا لديّ 16 مُتابع فقط، أقتربُ الآن من رُبع مليون مُتابع شغوف بالمُحتوى والحمدلله”.
“هل لـ “مُحسن” أنشطة أخرى بخلاف الكتابة؟
“حاليًا يلتهم عملي أغلب وقتي فأكتفي بالقراءة والكتابة على السوشيال ميديا بعد أن شاركت بالرواية سالفة الذكر، وقريبًا إن شاء الله سيكون لي أعمال أُخرى”.
_لمن يقرأ “مُحسن”؟
“سؤال صعب،.فأنا أغلب قراءاتي بعيدة عن الأدب، على الأقل في السنوات الأخيرة ولكن يُمكنني أن أذكر “لافكرافت، وإدجار آلان بو، وستيفن كينج، ووآن رايس، وكريس كزنسكي، على سبيل المثال لا الحصر”.
وهل هناك كتبٌ معيَّنة أَسَرَتك أكثر من غيرها، خاصة في المجال الأدبي؟
“يحضُر إلى ذهني كتابي المُفضل، كُنت قد ذكرته في لقاءات سابقة يُدعى “رائد الثقافة العام”، يحكي فيه مؤلفه “كورنيليوس هيرشبرج” سيرته الذاتية وعن حياته ورحلته في تثقيف نفسه من الصفر بالرغم من قلة المصادر والموارد وغيابه عن التعليم والمدارس، كتاب مُلهم جدًا وأكثر من رائع”.
ما الذي جذبك في أدب التاريخ والاساطير والرعب أكثر من الأنواع الأخرى في الأدب؟
“فكرة أن هُناك أقوام ولدوا وعاشوا وماتوا في نفس الأماكن التي نعيش فيها الآن دائمًا ما تخلب لبّي، فشغفي دايمًا ما يدفعني دفعًا لتقصّي أخبارهم ومعرفة خباياهم، أما الرعب والأساطير فمَن منا لم تجذبه حكايات الجدّات في ليالي الشتاء الباردة ورجفة الخوف التي بعثت الدفء في أوصالنا، فكبرت عليها وشغفي صار أكثر شهوة لها”.
_وماذا عن الهوايات؟ هل تكتفي بالقراءة فقط أم أنّ هناك هوايات آخرى؟
“حاليًا أنا أقرأ وأكتب وأرسم وأهتم بجمع الطوابع والعملات”.
_”أنطونيو تابوكي” قال في مرة “ينسى جيل الشباب أن هدف الكاتب هو الكتابة لا الظهور والتحول إلى شخصية عامة” وما يحدث اليوم على منصات التواصل الاجتماعي أكدت قلقه من استغلال بعض الكتاب الجدد الأدب كوسيلة للشهرة والظهور؟ فما هي النصيحة التي ترغب في توجيهها للكتّاب الشباب؟
“نصيحتي الوحيدة هي التي اتبعتها أنا طوال فترة تواجدي على السوشيال ميديا، ألا وهي “لا تمشي ولا التصفيق”، أي أنّي فترة طوال فترة تواجدي أهتم فقط بما أهتم به، أكتب فيما أُحب وأُشارك ما أقرأ ولا أهتم بالتريند ولا بما يقوله الآخرون، ربّما يكون هذا طريق من طرق الشهرة نعم ولكنّه طريق مضمون وثابت وذو سمعة طيبة وهذا ما نسعى إليه جميعنا في النهاية، أليس كذلك”.
محمد محسن من الشباب اللي بيكتبوا دايما مواضيع شيقة جدا تجذب الآخرين وتحببهم في البحث وراء المواضيع دي اكتر وانا واحدة من الناس دي ❤️