6 ديسمبر، 2024

الإمام مالك محنته ووفاته

Img 20221114 Wa0073

كتب:محمود أمجد 

 

مرحبًا بكم مرة أخرى وصلنا إلى ختام محطات رحلتنا وآخر مقال في سلسلة المقالات التي كانت حول الإمام مالك.

تحدثنا في المقال الأول عن الإمام مالك ما نسبه، تواريخ ميلاده ووفاته، وقول الإمام الشافعي فيه، وهذا كان في المقال الأول، أما المقال الثاني كنا تحدثنا فيه عن نشأة الإمام مالك، وفي المقال الثالث تحدثنا عن أخلاق وصفات الإمام مالك، والمقال الرابع كان عن شيوخه وتلاميذه، وفي المقال الخامس تحدثنا عن طريقته وكيف كان يعلم الناس العلم.

جاء الأن دور معرفة المحنه التي مر بها الإمام مالك، ووفاته في آخر مقالاتنا عن الإمام مالك.

الإمام مالك لم يتحدث عن السياسة ولم يتقرب منها، في كلامه لم يتحدث عن ثوارات أو غيرها ولكن في عهد أبي جعفر المنصور قد ضُرب في هذه المحنة بالسياط، ومُدت يده حتى انخلعت كتفاه، وقد اختلفوا في سببها على أقوال كثيرة أشهرها: أنه كان يحدث بحديث: «ليس على مستكره طلاق»، وصادف هذا الوقت وقت خروج محمد بن عبد الله بن حسن النفس الزكية بالمدينة، واخذ الوشاه يقولون أن هذا الكلام يدعوا إلى بطلان بيعة ابي جعفر فنهى عن التحدث به، وكان هناك من يتربص بالأمام فسأله عن هذا الحديث فحدثه به وحدثت المحنه، وأما من قام بذاك والي المدينة جعفر بن سليمان، وكان ذلك من غير علم أبي جعفر المنصور.

هذه المحنه جعلت أهل المدينة يسخطون على أبي جعفر وولاته، والتزام الإمام بدرسه دون التحريض على شيئ بعد المحنه جعل أبو جعفر المنصور يذهب إلى الحجاز حاجاً وأرسل إلى مالك يعتذر إليه، قال الإمام مالك:

«لما دخلت على أبي جعفر، وقد عهد إلي أن آتيه في الموسم، قال لي: «والله الذي لا إله إلا هو ما أمرتُ بالذي كان ولا علمتُه، إنه لا يزال أهل الحرمين بخير ما كنتَ بين أظهرهم، وإني أخالك أماناً لهم من عذاب، ولقد رفع الله بك عنهم سطوة عظيمة، فإنهم أسرع الناس إلى الفتن، وقد أمرت بعد والله أن يؤتى به من المدينة إلى العراق على قتب، وأمرت بضيق محبسه والاستبلاغ في امتهانه، ولا بد أن أنزل به من العقوبة أضعاف ما لك منه»، فقلت: «عافى الله أمير المؤمنين وأكرم مثواه، قد عفوت عنه لقرابته من رسول الله ﷺ وقرابته منك»، قال: «فعفا الله عنك ووصلك».

وأما عن وفاته.

استمر مرض الإمام مالك اثنين وعشرون يومًا، وأكثر الرواة على أنه مات سنة 179هـ في الليلة الرابعة عشرة من ربيع الثاني منها، وكانت وصية الإمام مالك أن يُكفَّن في ثياب بيض، ويُصلى عليه بموضع الجنائز، فنُفِّذت وصيته، ودُفن بالبقيع.

وانتهت رحلتنا مع إمام المسلمين صاحب مذهب فقهي منتشر على مستوى العالم، وإلى لقاء قريب في مقال جديد.

عن المؤلف