حوار: حبيبة محمد علي
نصف الدواء معرفة الألم والبوح به، يتميز الكاتب بوصف الألم الذي يجتاح حياة البعض، يبوح بما لا نستطيع أن نتحدث به، ينتشلنا من واقعنا الذي يكاد مميتًا إلى عالمٍ نحبه ونهواه.
لقائنا هذه المرة مع المبدعة” سهيلة الرواي” والتي ولدت وترعرت في محافظة البحيرة في الثالث والعشرون من أغسطس لعام ألفان وواحد، الابنة الكبرىٰ لوالديها أدامهم الله لها، والأم الصغرىٰ لأخواتها، فبالنسبة لها هم عالمها الذي تعيش فيه، والذي تعيش لأجله على حد السواء.
تقول سهيلة بأنها نضجت فوجدت نفسها تكتب، وهنا تشعر بأن الكتابة من اكتشفتها و وجدتها ليست هي.
في بادئ الأمر كانت تكتفي بكتابة المقتبسات الصغيرة والتي تلخص مشاعر القارئ في عدة كلمات فقط، ومن ثم وجدت نفسها تكتب بعض القصص القصيرة والتي كانت تنال إعجاب القارئ وتعبيره عن مدىٰ ولعه واعجابه بخيالها وتأليفيها ومن بعد ذلك بدأت تشجع فكرة ترك أثرًا على أرض الواقع وحينها بدأت بتأليف روايتها وكان عمرها في الوقت آنذاك سبعة عشر عامًا استطاعت من خلالهم أن تحقق نجاح عظيم وتقدم عمل روائي ينال إعجاب الجميع ويصبح من الكتب الأكثر مبيعًا لمعرض 2020.
تحبذ كاتبتنا من الألوان الكتابية، “الاجتماعية والبوليسية” تفضل كذلك بأن تترك واقعًا بين سطورها يحوي الكثير من الأبطال الحقيقيون ليعثروا على أسباب حزنهم، نصفُ الداوء معرفة الألم والبوح به وهذا ما تحاول فعله دائمًا.
تفضل سهيلة القراءة للكاتب المبدع والذي لم تمل من القراءة له أبدًا ألا وهو الدكتور: أحمد خالد توفيق رحمة الله عليه، حيث أنه ينجح في أخذها من عالمها وتركها بين سطوره تتجول وسط زهور ألفاظه وعِطر خياله.
تقول أيضّا بأن الكاتب ليس بحاجة لفكرة معينة ينتظرها ليكتب عمل روائي له، كونه يعيش في رأسه أكثر ما يعيش في الواقع
فكما ذكرنا سابقًا لدى مبدعتنا رواية اسمها “رغم البُعد نلتقي”
والتي تمتعنا باقتباس منها:
أرى أشخاص كثيرون يقعون في غرام ضحكة، في صوت وربما نظره، ولكن العجيب أن يقع المرء في حب شخص مجهول، يحبه لمجرد أنه شعر بوجوده، بمجرد مقابلة واحدة التقطت بها ارواحهم، أكادُ أجزم ان أول ما يجذبنا للحب هي أرواحنا لا أشكالنا ولا أسمائنا حتى، الأرواح إن تألفت تأبى المغادرة، الروح هي التي ترسل رسائل للعقل بأنها قد وقعت بغرام -فلان-فينتبه العقل ويرسل رسائل للقلب بأن -فلان- قد أصبح جزأك الثاني وحينها يبدأ القلب بإعلان سروره لـ إلتقائه بشخصه، وهنا يبدأ جنون الحب.
كما أنها كتبت رواية ستشرف المعرض هذا العام وكما وضحت لنا الرواية اجتماعية وبوليسية، توضح لنا كذلك أقرب عمل إليها حيث أن العمل الروائي الأول هو الأقرب لقلبها فكان بمثابة عكاز العجوز الذي يدلها على طريق النجاة من الوقوع في مأزق.
أما بالنسبة للعمل الروائي الثاني فهو الأقرب إلى عقلها ونضجها الأدبي والثقافي، حيث أنها تعمدت فيه أن تترك العنان للواقع ليجتاح قلمها.
فكما ذكرنا لها العديد من النجاحات لا بد من أنها قد تعرضت لعواقب تعيقها في طريقها، وكان اليأس العاقبة التي واجهتها وعانت معه كثيرًا فتقول:
اليأس: هو ألد أعدائي، يعرف جيدًا متى يأتيني ويسيطر عليّ، وللأسف ينجح حينها في السيطرة عليّ تمامًا وجعلي أفكر بترك مجال الكتابة وممارسة الحياة بالشكل الذي يريده لا الذي أوده أنا.
في الحقيقة لن يستطيع اي شخص يتغلب عن اليأس بسهوله، مهما حاربه، هناك معارك الهدوء فيها والترقب والصبر هي أسمى الحلول لنجاحها، أو -لنتخطيها- بشكل اوضح.
كما أنها تشاركنا رأيها بالحوار وبالمجلة:
مجلة رائعه، سعدت كثيرًا بحواري معها، وسعدت أكثر بكِ عزيزتي حبيبة، وأثق بأن المجلة سيكون لها نجاح عظيم لوجودك بها، فالفتيات الحالمات الجميلات مثلك يستحقن كل الخير والنجاح، كل الحب لكِ.
وفي ختام حوارنا والذي استمتع كلانا به نشعر بالفخر والاعتزاز بموهبتنا ونتمنى لها النجاح والتقدم على الدوام ونأمل أن نراها فرحة بتحقيق أحلامها وطموحاتها ونسعدُ بإصرارها الدائم والاستمرار في السعي نحو النموّ والازدهار.
المزيد من الأخبار
رواية “جدار السيدة نفسية” لـ دنيا حسين معرض الكتاب 2025 مجلة إيفرست الأدبية
“زهراء عبد العليم محمود: الكلمة التي تُداوي الروح وتُرضي القلب”
“أحمد المقدم: حروف تجمعنا وأفكار تلامس قلوبنا” في حوار خاص مع مجلة ايفرست