حوار حصري مع الكاتب العراقي عبد الرازق أبو حوري

Img 20221105 Wa0037

 

حوار: د.رماح عبدالجليل

الحرب تبدأ من عقول القاده وتنتهي بعويل الأمهات…الحرب إعصار من نار تأكل الأخضر واليابس..الحرب وجعي وهاجسي وجرح العراق الذي لايندمل.

بتلك الكلمات بدأ حواره معنا، كتب رواية فكان بطلها وشاهدها، ذاق الشعر الشعبي العراقي فكتبه، لم يبخل على الإعلام الإذاعي، فقدم لنا البرامج.

ضيفنا هو الكاتب والإعلامي العراقي عبد الرازق أبو حوري، والذي سررنا باستضافته في مجلتنا.. فأهلًا بكم.

في البدء هل من الممكن أن تُعرّف القراء بك في كلمات قلائل؟

عبد الرزاق أبو حوري شاعر وكاتب وإعلامي عراقي مواليد الزوية محافظة صلاح الدين.

ماذا عن أعمالك الأدبية التي ظهرت للنور؟

روايتين تحت عنوان (دماء واكفان وأرامل) ورواية ( سائق التكتك)، وكتابين تحت الطبع رواية عروس سنجار، ومجموعة شعرية شعر شعبي عراقي وبعض الومضات والقصائد الفصحى.

نلاحظ أنك كتبت الشعر، حدثنا عن رحلتك مع الشعر متى بدأت، وهل كتابة الشعر باللهجة الشعبية يستهويك أكثر أم بالفصحى؟

كتبت الشعر الشعبي منذ الطفولة وهو يستهويني أكثر رغم محليته إلا أني أراه نابع من القلب وهو الاقرب والشعر الفصيح كتبته ولكنني لأ أجيده، ولم أكتب فيه سوى بعض القصائد اليتيمة.

قلت (الحرب وجعي وهاجسي وجرح العراق الذي لن يندمل)، وكتبتَ رواية أنت بطلها في خطوة مشبعة بالتجارب، أستاذ عبدالرازق من يقرأ كتاباتك لابد أن يشتم رائحة البارود والدم، ويجد النساء الأرامل والأطفال اليتامى والكثير من حكايات الحرب؛ فيما يختص برواياتك، إن كان من الممكن أن تعطينا نبذة عن فكرة كل منها.. فيسرنا ذلك.

نعم، العراق وأهله وجراحاتهم في كل كتاباتي شعرًا وأدبًا، كتبت ( دماء وأكفان وأرامل ) هي قصة وجع عراقي خالص تتحدث فكرة الرواية عن ألوان العلم العراقي أحمر كالدماء وأبيض كالأكفان وأسود لبسته أمهاتنا منذ زمان وأنا بطل هذه القصة وهي واقعية واتحدث فيها عن الحرب العراقية الإيرانية والحصار وسقوط بغداد وما بعدها إلى سقوط الموصل 2014.

أما الثانية تتحدث عن شاب عراقي يبحث عن وطنه يشارك في مظاهرات تشرين عام 2019 التي جرت في العراق سائق التكتك البسيط الذي ولد من رحم العوز والفقر والحارات البائسه الذي يحلم بوطن مستقر يعيش فيه الجميع بسلام وأمان واستقرار.

العراق ذاك البلد الذي شهد العديد من النزاعات والحروب لدرجة أن البنية النفسية للإنسان العراقي تأثرت…إلى أي مدى وجودك في وسط ازمات بلدك ساهم في نوعية كتباتك؟! مع العلم أن أغلب رواياتك تتحدث عن مآسي العراق.

سؤال جميل وأحييك على صياغته.. نعم الإنسان ابن بيئته وأنا ابن الوجع العراقي الممتد من سومر إلى يومنا هذا، هل تعلمين أن الأطفال في العراق ينامون على أغاني جداتهم المليئه بالشجن وفي أول يوم نسمع أغنيه (دللول الولد يبني دللول ) بصوت حزين!.

نحن أبناء الرافدين ولدنا على هذه الأرض المعطاء التي خصها الله بأن تكون قلب العالم ومحور تقلباته هنا في العراق قتل ابن أدم أخيه وهنا ثرى اقدام جدنا ابراهيم هنا سالت دماء الحسين ابن بنت رسول الله هنا للدم والموت حكايا …لن يستطيع أي كاتب أن يهرب من واقعه التأثير موجود والإنسان العراقي محارب حتى في أدبه.. سؤال بصفة عامة..الكُتاب الذين ينشؤن في بيئة مليئة بالحروب..الكتابة بالنسبةِ لهم هل تكون تنفيسا للذات أم انهم يؤرخون واقعهم؟

بقدر ماهو تنفيس للذات أحيانا قد تكون هي رساله للعالم والأجيال اللاحقة، وكتابة التأريخ فن أدبي.

الذين يكتبون التاريخ يكتبون بطريقة الأرقام والأحداث والسنين وكاتب الرواية يكتب بطريقة عاطفية تجذب القارئ فكثير من الكتاب أصبحوا شهودًا على العصور التي سبقتنا؛ أستاذ عبدالرازق بجانب الكتابة الروائية والشعر، عملتَ مقدما لبرامج إذاعية في بلدك العراق، ومن أشهر برامجك( إبداع شاعر) و (متميزون)…حدثنا أكثر عن هذه التجارب؟

تجربه الإعلام حديثة منذ خمس سنوات إلتقيتُ بمدير أذاعه( أشور) العراقية بإحدى المهرجانات في مدينة أربيل وهو من وجه لي الدعوة وعملت معه في الإذاعة وكانت سبب للقائي بكبار شعراء الشعر الشعبي، وتجربة الإعلام الإذاعي المسموع جميلة جدًا وتعطيك حريه أكثر من القنوات الفضائية وهي تجربة جميلة جدًا وأتمنى أن أصبح مديرًا لأحدى المحطات الإذاعية أو التلفزيونية.

أين ترى العراق الآن من الساحة الأدبية بشكل عام؟

العراق تأخر بعض الشيء بسبب الظروف الأخيره بعد سقوط بغداد ولكنه العراق الذي يمرض ولا يموت وهل تنضب كلمات من علم العالم أول الأحرف والكلمات.

في ظل انقسام البلاد..برأيك هل انتماءات الشاعر او الكاتب للإتحادات أو الجمعيات أو حتى الأحزاب تكون من مصلحته؟

هي ليست في مصلحة الأدباء أو الشعراء وهذا مجرد رأي، لابأس بتنظيم المهرجانات الأدبية بدون جمعيات أو اتحادات.

ذكرياتك مع والدتك وأنها هي المرأة الملهمة في حياة عبدالرازق…حدثنا أكثر عن هذا الجانب في حياتك؟

أمي أجمل نساء الكون كلهن.. وأمي أطيب من نساء الكون كلهن… أمي شاعرة رغم أنها لم تكتب الشعر لأن كلمات أمي عندما أعود إلى البيت من المدرسة أو اللعب أجمل قصيدة سمعتها في حياتي.

وأمي روائية ممتازة لأنها كانت تقص عليّ ققص جميلة قبل النوم عندما كبرت علمت أن ماكانت تقوله لن يتكرر، أنا حرمت من حنان الأب منذ الصغر ولهذا كانت هي كل شيء رحمها الله، أن أعشق واحترم وأجل كل نساء العالم واعتبرهن نصف المجتمع بل هن كل المجتمع ولأن أمي أحداهن فأنا من المقدسين للأنثى.

مَن مِن الكُتاب تأثرت بهم سواء عراقييون أو جنسيات أخرى؟

قرأت وتأثرت على مستوى العراق شعرا الشاعر فرات الشمري، وفي مجال القصة والرواية الكبير والأديب إبراهيم حسن ناصر، وعلى المستوى العربي والعالمي نجيب محفوظ وأجاثا كرستي.

إلى ماذا يطمح الأستاذ عبد الرازق في مشواره؟

لا أطمح أن أكون مشهورًا أو أحقق ربحًا ماديًا بقدر ما أطمح أن أوصل رسالتي، لكل إنسان خلقه الله رساله يتركها خلفه ليقرأها الاخرون ولا أريد سوى أن أترك أثرًا طيب.

في ختام هذا الحوار سعدنا كثيرًا برفقتك ونترك لك الكلمة الأخيرة، فماذا تقول لمجلة إيڤرست الأدبية؟

تحياتي من بلاد الرافدين من بغداد الرشيد وافر الشكر لمجلة إيڤرست الأدبية وكادرها الرائع.

عن المؤلف