بدون تلامس.

Img 20221104 Wa0155

كتبت: أماني شعبان.

 

أتعلم يا صديقي، قد جاء علينا يومًا نخاف فيه الاقتراب ونعشق الابتعاد أصبحت الأيامُ كتجريح الذئاب بعدما كنتَ تقول ضمني إلىٰ قلبك لا تتركني أصبحت إبتعد لا تقترب مني تعلم شيءٍ، أصبحنا نخافُ السلام والاحضتان ذكرياتنا عبارة عن دمار وخوفٍ من الفراق، في وقت الأزماتِ تفرقت الأحباب وإقتربت الأموات، وخطفت الأفراح، وزينت الأحزان بعدما كنا متلاصقين أصبح بيننا مسافة أمتار نتحدث عن بُعد أشبار ونغلق مساحات الأفكار، ينصحنا البعض بعدم الإقتراب حفاظًا علينا؛ ولكن الآخرين يقتربون إنتقامًا منا، ألجأ للأطباء لِشفاء مرضي الخفي والمستوطن جسدي يغامر الطبيب؛ لإنقاذ حياتي ليأتي شخصًا بلا ضمير، ويزيد عدد الضحايا في تزايد مُستمر وإقتراب مِن الموت وفراقُ عن الأحباب، نهابُ نظرات تجريح وفراق ونخشىٰ السلام والتحدث مع الأصدقاء ألا تعلم أنه مرض الخبثاء؟ لا يا صديقي، بل هو ابتلاء مِن عند الرحمن؛

ليختبر به صَبر الأنقياء نتوسل الشفاءَ، ونسينا أن كل شيءٍ بأمر اللّٰه أصبحت الأوامر الابتعاد عن الناس وغسل الأيدي بالمعقمات.

فأي بلد أصحبنا نخافُ الاقتراب

نرفض مجيء الأصدقاء، ونطرد طلةِ الأقرباء، ونخطف نظرات الأحباء إنّ ألم الابتعاد أشد وجعًا من مرض إحتلال الأجساد الفراق يشبع الانهيار، فالفيروس مِثل الصديق وقتُ الأزمات غدر ورحل مع المقامات والألحان، فهو مثل شجاعة النغمات بدون أوتار وتحقيقُ أهداف صعبة الوصال فيروسٌ إغتال الأجساد.

 

عن المؤلف