كتبت: أماني هاني عماره.
كنت جالسة مع جدتي تحكي ليّ القصص، ولكنَّ لفت إنتباهي قصة ترويها عليّ جدتي وتقول: أن هناك فتاة تقدم لِخطبتها آلاف الأشخاص وإلى الآن لم تتزوج صُعقت من قولها وكاد الفضول يقتلني؛ لأعرف المزيد عنها وها هي جدتي تُرضي فضولي وتكمل وتقول: هذه الفتاة كانت تعشق إبن عمها وهو أيضًا يبادلها، ولكنَّ حدث شئ فرق بين قلوب الأحبةِ وهذا الشئ كان خطة مُدبرة من والدة الفتاة؛ لأنها تمقتُ عائلة زوجها، فقامت بخداع إبن عم الفتاة بقوله أنها تريده أن يمثلُ لها مشهد سينيمائي وهذا المشهد كان يقول” أنا لا أحبها أنا فقطّ أخدعها ” إستغلت الأم الفرصه وصورتهُ وذهبت لإبنتها تعطيها ذاك المقطع الذي كان كاللعنة التي سقطت علىٰ رأس تِلكَ الفتاة وحبيبها، أصبحت مصدومة مِن هذا الحديث وبدون أي مقدمات ذهبت لحبيبها وصفعته علىٰ وجهه صفعة من قوتها أدمت شفتاه وهو أصبح مصدوم ولا يفهم شيءٍ، ولكن بعدها أحس وكأن أحدهم زرع خنجر في قلبهِ بقول حبيبته له حيث قالت” أنا لا أحبكَ بل أنا أخدعك وأحبُ شخص آخر” وبعدها رحلت وتركت ذاك العاشق بقلب مُتحطم لأشلاء، ذهبت وبكت كما حاله هو وبعدها بأيام جاء إليها ليراضيها مع أنها من قطعت نياط قلبه فقال ” حبيبتي أنا لم أحزن منكِ فأنا أعلم أنكِ تمزحين” ردت عليه فقالت وهذا عكس ما يريد قلبها ” أنا لم أكن أمزح يومًا وحضر نفسك لحضور خطبتي إبن عمي” بكىٰ نعم، هو بكى أمامها وهي أيضا كانت تبكي آلمًا على دموع حبيبها ولكنَّ تغلف الآلم بالبرود أمامه، نظر لها نظره أخيرة وقال ” لا أعلم ماذا فعلت لكِ ولكنَّ سوف تندمين على حديثك هذا فيما بعد يا أعز ما أملكُ وتذكري أنكِ حياتي فإن لم تكوني فيها فلا أريدها ” وذهب وتركها تجسو علىٰ أرض غرفتها وقلبها منقبض من حديثهِ، ولكنَّ تجاهلت ألم قلبها، مر يومان عليهما ولكنَّ هذا اليوم كان أسوء يوم في حياة تلك الفتاةِ حيث أستيقظت علىٰ خبر وفاة حبيبها منتحرًا، صرخت وبكت وتناديهِ من بين شهقاتها ولكنَّ للأسف فات الأوان، أستمرت حالتها في السوء يومًا بعد يوم وفي ذات يوم جاءت أمها إليها وأعترفت لها بما فعلتهُ بإبنتها وحبيبها، بكت أكثر علىٰ ظلم حبيبها وأنها كانت السبب في موتهِ وظلت تتمتم بالإعتذارات من قبر حبيبها فهذه أصبحت عادة لديها، تقدم لها الكثير من الرجال فهي كانت أجملُ نساء المدينه لدرجة أنهم أصبحوا يصطفون أمامها ومنتظرين إشارة من يديها وهي دائمًا ما تكون في حيرة، أتختار منهم أم تظلُ على ذكرىٰ حبيبها الراحل ولكنَّ فضلت حبيبها على جميع رجال الأرض وفضلت الجلوس أمام قبره علىٰ الجلوس في بيت رجل آخر، وفي يوم كانت جالسة كالعاده أمام قبر حبيبها ففجأة آتىٰ صوت من خلفها فنظرت فوجدته أمامها نعم هو حبيب فوائدها ينظرُ ويبتسم لها فوقفت؛ لتعانقه ولكنه رجع وقال ” إشتقت لكِ حبيبتي كيف حالكِ من بعدي؟ ” فقالت أرجوك حبيبي سامحني ولا تتركني مرة آخرى، فقال لها ولكنَّ فات الآوان علىٰ هذا فأنتِ لن تصدقيني، فأدمعت عينيها وقالت أرجوك سامحني، فأنا علمتُ مدى غلطتي أرجوك خذني إليكَ، فقال تريدين المجئ معي؛ من أجل هذا، ولكنَّ لن تري عائلتكِ مرة آخرى، ولن تلعبي مع شقيقكِ الصغير، آجابت بلهفة وكأنها كانت تنتظرُ إجابته تلك فقالت: لا يهمني المهم أن أظل معك وبجواركَ، فأبتسم ومد لها يديهِ وقال: إذًا ماذا تنتظري فلتقومي بلحم كفكِ مع خاصتي؛ من أجل نبقى سويًا إلى الأبد، أسرعت إليه وتشبستْ به وهو مسك يديها وسار بِها نحو المجهول، ذهبت بروحها مع حبيبها وتركت جسدها علىٰ قبر حبيبها، أنتهت جدتي من سرد القصة عليَّ وهبوط دموعي علىٰ وجنتي، وأقول: أهذا نهاية الحب الموت، أهذا نهاية الأمانة أم تدمر حياة إبنتها وحبيبها؟ مسحت جدتي علىٰ وجنتي وقالت: لا تبكي جميلتي فحبهم لم ينتهي، حبهم أبدي إلىٰ ما لا نهايه، ولكنَّ إعلمي أن لا تثقي في حديث أحدًا بسهوله وإن كان مقرب منكِ فقط ثقي بما تراه عينيكِ وإن كانت حتىٰ العينين لا تصدق أحيانًا، لا تتسرعي في الحُكم جميلتي.
المزيد من الأخبار
القرار الأول والأخير
بين حنايا الظلام
الوفاء سمة المخلصين