كتب : محمود أمجد
من شغف طفلة للقراءة؛ لقلم كلماته سافرت عبر البلدان العربية والدراسات النقدية، قلم عمل بالصحافة والجرائد المتنوعة ليبدع في سرد الكلمات روايات وقصص و أخبار ومقالات، جمالها لاتوصفه كلمات، حوارنا اليوم في مجلة إيفرست القمة، مع القمة الروائية الكبيرة القاصة والصحفية المبدعة آية ياسر؛ أهلا وسهلا بك.
_هل من الممكن أن تحدثينا عن نفسكِ أكثر؟
*_أنا روائية وكاتبة وصحفية مصرية، أكتب الرواية والقصة القصيرة وأدب الطفل، تخرجت من قسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة في ٢٠١٢، وعملت محررة ثقافية لدى عدد من الصحف والمجلات العربية أبرزها: السياسة الكويتية، زهرة الخليج، رصيف ٢٢، منصة الاستقلال الثقافي، عرب مباشر، صدرت لي خمس مؤلفات تتنوع بين الرواية والقصة القصيرة وأدب الطفل.
ويمكنك القول إنني امرأة ولدتُ، وعشقُ الكتابة يجري في دمي.. أحيا بالكتابة، وأحيا من أجلها.. عشقاً خاصاً لفن الرواية، وأحب أن أبحر مع شخوصها في عالمهم، وأتوحَّدُ معهم، فأنا أشعر بأنهم أشخاص حقيقيون من لحم ودم ومشاعر، ساقتني الأقدار للعمل الصحفي، أحلم بأن أضيف شيئا لعالم الإبداع الأدبي.
_البداية مهمة في المجالات الإبداعية كيف كانت بدياتك؟
*_كانت البداية في وقت مبكر، حيث تجلى حبي لقراءة القصص في عمر المدرسة، وبعد وقت ٍ قصير من تعلمي للقراءة والكتابة، ظهرت لدي موهبة التأليف؛ فكانت الإرهاصات الأولى للكتابة الأدبية بالنسبة لي جاءت في عمر صغير، حين كنت في الثامنة من عمري وكتبت أربعة نصوص، تندرج تحت القصص القصيرة للطفل، ورغم سذاجتها الطفولية إلاّ أنها تمثل لي ذكرى طيبة لا أزال أحتفظ بها بين أوراقي، وأذكر أنني حين كتبتها بخط فوضوي ودعمتها برسوم طفولية بالحبر الأزرق والألوان، أخبرت أمي أنني أريد أن أصير كاتبة عندما أكبُر.
وخلال المرحلة الابتدائية والإعدادية من دراستي بالمدرسة كانت المكتبة المدرسية هي ملاذي الأوحد، وعرفت حينها شغفي بالرواية أكثر من غيرها من الألوان الأدبية الأخرى، فقد كانت الرواية التي أستعيرها من المكتبة هي صديقتي المقربة التي ما أكاد أبدأ في قراءة سطورها الأولى حتى تجذبني كالمغناطيس لأستمر في قراءتها ولا أتخلى عنها حتى يسدل كاتبها الستار على آخر فصولها.
أتذكر أنني كنت مولعة في تلك الفترة من حياتي بالروايات العالمية المترجمة وخاصة أعمال كاتب الرعب الأمريكي “ستيفن كينج” والكاتبة “أجاثا كريستي” والكاتب “راي برادبوري” والكاتبة “بيرل بك”، وروايات الراحل “أحمد خالد توفيق”، والروائي “نبيل فاروق”، وحين صرت أكبر عمراً تعرفت بعوالم “نجيب محفوظ” و”يوسف السباعي”، وقرأت عشرات الأعمال لروائيين مصريين وعرب معاصرين.
وطيلة سنوات المراهقة كان يراودني حلم كتابة رواية، فكتبت بضع صفحات لمسودات روايات لم تكتمل وسرعان ما فقدت شغفي تجاهها، فلم تكن قدرتي على ولوج عالم الكتابة الروائية قد اكتملت في ذلك العمر الصغير، لكني أذكر أنني في الإجازة الصيفية التي أعقبت عامي الأول بالمرحلة الثانوية قد كتبت نوفيلا اجتماعية رومانسية صغيرة أسميتها “عشاق إلى الأبد”، وكانت لغتها بسيطة تخلو من جماليات اللغة وحبكتها لم تكن عميقة كافية لترقى إلى النشر فهي لم تكن أكثر من محاولات قلم يرتعش في خطواته الأولى على درب الكتابة.
وحتى وصلت إلى المرحلة الجامعية وبلغت العشرين من عمري كانت لي أربع نوفيلات غير منشورة تتراوح بين الرومانسي والاجتماعي، وجميعهن لم يكنّ في نظري سوى محاولات لا أكثر وتجارب كتابية ممتعة في ذلك العمر المبكر.
وذات ليلة صيفية من العام 2010 روادتني رغبة قوية في الكتابة، فما إن أمسكت بقلمي وخطيت به على أوراقي حتى تدفقت كلمات بلغة شاعرية عذبة كانت مفتتح روايتي الأولى المنشورة “ضائعة في دهاليز الذاكرة”
لكن القلم ساقني هذه المرة لمغامرة أدبية لم أكن أتوقع خوضها في ذلك اليوم، وهي كتابة الرواية البوليسية، وقد استغرق مخاض هذه الرواية عاماً كاملاً حتى انتهيت من مسودتها الأولى.
_ما الذي قدمته حتى الآن والخطوات التي صعدتها في مسيرتك ؟
*_صدرت لي رواية ضائعة في دهاليز الذاكرة، في عام 2014، عن الدار للنشر والتوزيع، رواية “همس الأبواب” ، في عام 2017، عن الدار للنشر والتوزيع، وصدرت لي في عام 2021 رواية “ذكريات الأمكنة” عن دار العهد للنشر والتوزيع، وصدرت لي في أدب الطفل المجموعة القصصية “متى سأكبر” عن دار واو للنشر والتوزيع عام 2021، وصدرت لي المجموعة القصصية “صرخات مكتومة” عن دار mk للنشر، في ٢٠٢٢، وهي أحدث أعمالي الأدبية المنشورة.
وأشير هنا إلى أن الأمومة ساعدتني على الخوض في تجربة أدبية لم أكن أتوقع خوضها، وهي الكتابة للطفل التي بدأتها منذ ثلاثة أعوام، فبفضل طفلي الأكبر وحبه للقصص كتبت مجموعة قصصية للأطفال بعنوان “متى سأكبر” فازت بالمركز الأول في مسابقة مؤسسة هبة بنداري للتنمية في العام ٢٠٢٠، وصدرت عن دار واو للنشر مطلع العام ٢٠٢١، كما كتبت قصصا أخرى للأطفال في انتظار نشرها.
واحد أهم الإنجازات بالنسبة لي، أن باحثتي الماجستير الجزائريتين “سميحة علالطة” “هالة بوعجل” من قسم الآداب الحديثة بجامعة محمد الصديق بن يحي في جيجل، تجريان دراستهما حول روايتي “ذكريات الأمكنة”، وهي بعنوان: “البنية السردية في رواية ذكريات الأمكنة لآية ياسر”.
_من هو أكبر داعم لكِ؟
*_بسبب أمي عرفت طريقي مبكراً إلى عوالم القراءة الرحبة؛ فهي التي حرصت على شراء واقتناء قصص الأطفال ومجلات الطفل لتقرأها لي في سنوات الطفولة الأولى، حتى قبل أن أتعلم القراءة والكتابة.
وحين دخلت للمجال الثقافي والإعلامي هناك العديد الأشخاص الذين دعموني، أبرزهم أستاذي الكاتب المسرحي والصحفي الكبير أحمد أمين عرفات، الذي علمني الكثير من أساسيات العمل الصحفي وشجعني على الاستمرار في الكتابة الأدبية ونشر مؤلفاته.
وفي صيف العام 2011م تعرفت بالروائي المصري الراحل “مكاوي سعيد”، وعرضت عليه مسودة روايتي التي نالت استحسانه، وقام بتزكيتي لنشر العمل الأول لي لدى دار الدار، لكن الرواية تأخر صدورها وخرجت إلى النور في عام 2014.
وحظيت الرواية لدى صدورها باستحسان عدد من الأدباء والنقاد الذين أكدوا أنها خلت من كثير من أخطاء وزلات العمل الأول، وكان أبرز من دعموني وقتها الروائية الراحلة ابتهال سالم، والناقدة الكبيرة د. فاتن حسين.
كما أدين بالفضل للكثير من الأدباء والنقاد العرب الذين تناولوا رواياتي وقصصي بالنقد والدراسة، ولا سيما أستاذي الروائي اليمني الكبير الغربي عمران، الذي كان له الفضل في تقديم أعمالي للوسط الثقافي اليمني ونادي أدب صنعاء، والناقد اليمني عبدالوهاب سنين الذي تناول اثنين من رواياتي بالدراسة، والروائية والناقدة التونسية فاطمة بن محمود، والأكاديمي والروائي الجزائري الكبير د. فيصل الأحمر، الذي رشح روايتي ذكريات الأمكنة، لتكون موضوعاً لرسالة ماجستير، وأستاذي الروائي العراقي نزار عبدالستار، بجانب أساتذتي في مجال أدب الطفل الذين دعموني وشجعوني لدخول هذا المجال، وعلى رأسهم: الأساتذة أحمد زحام، السيد شليل، نجلاء علام، هويدا حافظ، د. نهى عباس، إيمان سند.. وأرجو ألاّ أكون قد نسيت أحداً.
_لكل موهبة أهداف وأحلام فما هي أحلامك وطموحاتك الفترة القادمة؟
*_آمل أن أنتهي قريبا ً من كتابة الفصلين المتبقيين من روايتي الرابعة التي أعمل على تأليفها منذ ثماني سنوات، والتي أزعم أنها ستكون أهم منجز أدبي في مشواري حتى الآن، كما أتمنى أن تنشر مجموعتي القصصية الثانية للأطفال، التي تنتظر ناشرها.
_ما هي أكثر الصعوبات والتحديات التي مررت وتمرين بها ؟
*_بعدما صرت أماً لطفلين صرت أكون ممتنة إن نجحت في انتزاع ساعتين في الأسبوع لأختلي فيهما بنفسي وأقطع شوطاً في كتابة رواية أو أكتب قصة قصيرة أو نصا للأطفال، في ظل زحام العمل الصحفي، وكثيرا ً لا أجد الطاقة للكتابة بعد يوم مليء بالضجيج وصراخ الأطفال وإرهاق الأعمال المنزلية ومصارعة الصداع النصفي.
وكانت الفترة الأصعب حين واجهت اكتئاب الحمل والولادة بعد حملي في طفلي الثاني بينما كان شقيقه الأكبر لا يزال رضيعاً، وبينما كنت أمارس عملاً روتينيا يضغط على أعصابي، ولم ينتشلني منه سوى العودة للعمل بالقسم المفضل لي وهو القسم الثقافي، وممارسة الكتابة الإبداعية التي جعلتني أتعافى وأعود لطبيعتي.
_كلمة أخيرة توجهيها للمواهب الأخرى من قبيل تجربتك؟
*_عليهم أن يكثروا من قراءة الأدب الجيد وليس الرديء، ومشاهدة الأفلام السينمائية الراقية، والاستمرار في كتابة مسودات الأعمال لأكثر من مرة لحين خروج العمل للنور بالشكل الأمثل، وعدم الاستسلام لليأس والإحباط والتخلي عن الغرور، وتقبل النصيحة وتجاهل الآراء المحبطة، وأن يكونوا حريصين كي لا يقعوا في فخ النصب والاحتيال من ناشر مجهول أو منتحل لصفة ناشر، والحذر من التعرض للسرقة الأدبية.
_وأخيراً ما رأيك في حوارنا وكلمة توجهيها لمجلة إيفرست ؟
*_في النهاية أشكركم على هذا الحوار، وأتمنى لكم التوفيق والنجاح لمؤسستكم الصحفية الصاعدة.
_نعم انتِ القمة وأبداعاتك تاريخ، وبالفعل أنتِ أدبية في مصاف كبار الأدباء العرب، أدام الله إبداعك نشكرك على الحوار معنا، ونشكرك عزيزي القارئ على تواجدك الدائم هنا.
I am no longer certain where you’re getting your information, however good topic. I must spend some time studying more or figuring out more. Thanks for wonderful information I used tobe looking for this info for my mission.
This site truly has all of the information and facts I needed concerning this subject and didn’t know who to ask.
Your style is very unique compared to other folks I have read stuff from. Many thanks for posting when you’ve got the opportunity, Guess I’ll just book mark this blog.