كتبت: أروى رأفت نوار
كيف حالك يا حبيب القلب؟
اليوم، وفي نهايةِ العام الذي فر ولم نشعرُ به، وددت إخبارك أننا أتممنا عام كاملًا بعيدًا كل البعد عن القرب مني، لكنّك هنا الأقرب لقلبي، لقد حاولت مرارًا وتكرارًا أن أحب أحد غيرك، أن أمنع ذاتي من تلفظ اسمك وقول إنك تشبه “فلان” الذي كان يشاركني ذلك الحدث في الماضي، رفضتُ تصديق فراقك فبات عقلي يرفضُ تشابه الأحداث والمناسبات مع أحدًا غيرك، كيف ليّ أن اقول كلمة أحبك لأحد غيرك؟ أن يحتضنني غيرك وأشعرُ بيداه فوق يدي؛ بينما أنفاسه الدافئة تحومُ حول وجهي الصغير؟ كيف ليّ أخبرني؟ صدقني لم أستطع، فقررتُ الرحيل عن الجميع؛ لأنهم لم يكونوا أنت، أرىٰ في وجوههم وجهك وذكراك ترفضُ الرحيل عني إن حبك لعنةٍ، لعنة كبيرة تخلصتْ أنت منها لكنك لم تحبني يومًا؛ بينما أنا أحببتك وأحُبك كل يومٍا، كنتُ أضعف في وجودك أستمد القوة بقربك، وعندما رحلت سقطتُ كعصفور صغير لم يتعلم الطيران بعد متعلقًا في غصن شجرةٍ مكسور، فقررتْ الشجرة أن تغدر بهِ هي أيضًا فوقع الغصن، أنت سعيدًا بأنك بعيد كل البعد عنّ قلبي، أنا حزينةٍ كل الحزن علىٰ فراقك؛ بينما أنتَ لا تشكو إلا من عملك ولمْ تشتكي يومًا قط من غيابي، أنا حقًا أتألم وأحاول جاهدة أن أتناسىٰ ذلك الأمر بِدخولي في العديدِ من العلاقات الفاشلة المؤقتة التي لا جدوىٰ منها سوى حطامُ قلبي وإزدياد حزني يومًا بعد يوم، إن كانت الراحةٍ تبيت في مخدعكَ فأنا لم تطرق بابي حتىٰ وأخيرًا، وددتُ تهنئتك بعام جديد آخر وأنا لست معك خالي من الهمومِ، والمشاكل، والحزن والألم بطريقتي الخاصة بعيدًا عن إنكشاف هويتي التي أوقِن أنك عرفت صاحبةَ الرسالة من بداية النص، عام سعيدٍ عليك يا حبيب القلب، عام سعيد بدوني، وإن كانت سعادتكَ في الفراق، فعام سعيد علىٰ فراقي.
المزيد من الأخبار
قوة الإرادة تصنع المستحيل
ترميم الذات!
الملجأ الوحيد